تعيش المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -وفقه الله- نقلة كمية ونوعية في عدد الجامعات حيث شملت جميع مناطق المملكة حاملة لأسماء تلك المناطق ثم أتبعها جامعات حملت أسماء المحافظات وكل هذا جميل ورائع، للمليك المبارك بإذن الله أجرها وذخرها ولا شك أن افتتاح تلك الجامعات منشؤه الحاجة تخفيفاً عن الجامعات الأولى القائمة وتسهيلاً لأهل المناطق البعيدة عنها مع مراعاة الجانب التنموي الذي تكون فيه الجامعة حيث الاستقرار والأثر العلمي والاجتماعي على المجتمع القريب ونحن في منطقة القصيم شملتنا تلك المنحة فأصبحنا نعيش في نعمة حيث جامعة القصيم بإدارتها وبعض كليتها تبدو شامخة في موقع يخدم عامة المنطقة حيث المليدا التي تبعد عن جنوب بريدة قرابة (45 كلم) وعن شمالها قرابة (25كلم) وتبعد عن محافظة عنيزة قرابة (40كلم) وعن محافظة البكيرية قرابة (40 كلم) وعن عيون الجواء قرابة (35 كلم) وتبعد عن محافظة البدائع قرابة (35 كلم) وتأتي محافظات الرس والمذنب والشماسية ما بين (65 - 75 كيلو) والأبعد هما محافظتي النبهانية والأسياح.
وجامعاتنا بالقصيم توسعت بالكليات نوعاً وكماً بل تجاوزت ذلك إلى المحافظات حيث تتمخطر محافظة عنيزة بمدينة جامعية تسمى (مباني الكليات) والأسماء لا تغير الحقائق حيث هذه المدينة ستضم في القريب العاجل كليات (الطب والعلوم والآداب والصيدلة والهندسة والمجتمع) وما سيلحقها من كليات يقرها مجلس الجامعة وتعتمد من صاحب الصلاحية.
ومع فرحي بهذا فإني أتحفظ على كلية الطب إذ الأهم أن تكون كلية واحدة مركزة ولنا في الجامعات الأولى مثال يحتذى، ثم الرس حيث كليتي العلوم والآداب والعلوم الصحية وإن كنت أقول إنها الأحوج للتوسع في الكليات حيث غرب القصيم بسكانه ومسافاته وتأتي بقية المحافظات بكليات واحدة لكل منها بمسمى كلية والعلوم والآداب.
وأحسب أن معالي الوزير الذي بدأ حيوياً في كبره أكثر منه في شبابه -ما شاء الله تبارك الله- سيقرأ هذا المقال لذا فإني اقترح عليه أن تحمل الجامعات أسماء للمناطق المشتهرة به تاريخياً وإن لم يكن مناطق إدارية والبعد بها عن أسماء المحافظات ففي ذلك ثمرات عدة لا أظنها عن معاليه ومساعديه تخفى وشكراً للمليك الباني والإمام المتفاني لخدمة الوطن ومواطنيه عبدالله بن عبدالعزيز.