«المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتربي نصفه الآخر».
تتحكم المرأة بالحياة دون أن تُمنح توصيفا واضحا لمهامها، ودون أن يكون ذلك تحت غطاء معلن، بل هي تقود وتؤثر ولكن في الصفوف الخلفية؛ لذلك لا أحد يهتم بما تفعله، ولا أحد يحفل بتميزها، استمرأت أن تكون الجندي المجهول إن خيرا أو شرا.
حين استشرت في مجتمعنا حمى الإرهاب واشتعلت شهوة القتل كتبت مقالا عن دور المرأة في الإرهاب، وأتبعته بكتابات عن بعض الداعيات غير المرخص لهن، اللاتي يمارسن الدعوة في بيوتهن المغلقة، وأعيد اليوم قولي هذا مع إعلان وزارة الداخلية أن امرأة في قائمة المقبوض عليهم في الخلايا الإرهابية الأخيرة.
بذرة الفكر الإرهابي تغذيها الأم أو تجتثها، ليس بخاف علينا ونحن أبناء هذا المجتمع ومن ثوبه الأصيل أن أمهات تلقين دروسا مكثفة في مناح عديدة وعلى فطرتهن زرعن بذرة الإرهاب في بعض بيوتنا ونشأ الأطفال تلقنهم صباح مساء أفكار الإقصاء والكراهية والعنف والتحريم القاطع لكل مناحي الحياة!
في مدارس البنات ما زال بقية من فكر ولغة متشددة بعيدة عن الوسطية خالية من التسامح، لا تزال كثير من المعلمات لا يُعلّمن تلميذاتهن إلا الرأي الواحد والإقصاء والإبعاد لكل ما عداه.
حياة المرأة في الهامش جعلها أكثر عرضة إلى الاختطاف من قبل تيارات عديدة، أحدها السطحي المتهالك مثل ماتيثه بداية وحواء وأخواتهما، وأحدها المنظم الذي يسعى لدخول البيوت والتأثير على الأجيال وهو ما تفعله بعض الجهات عبر أغطية من الصعب كشفها مثل الدعوة وتطوير الذات ودعم المرأة وغيرها من المناشط غير الرسمية التي تتم تحت شعارات مقبولة اجتماعيا!
زوجات وأمهات يدفعن بالرجال لهذا الطريق، يمارسن أدوارهن في الهامش المقصى.
نحتاج إلى تقنين المناشط كافة، البدء بتفعيل النقابات والجمعيات ومراكز الأحياء، بث رؤية متسامحة في المدارس عبر الأنشطة المتعددة، لا بد أن ننظم أنفسنا لإعادة صياغة عقول أجيالنا كي نضمن بأمر الله استقرار هذا الوطن الذي يليق به أن يكون مستقرا.
fatemh2007@hotmail.com