تبوك - عبدالرحمن العطوي
تم ظهر أمس مواراة الطفل محمد عبدالله الشهري البالغ من العمر تسعة أعوام الثرى بعد الصلاة عليه في جامع الملك فهد في تبوك. وكان والد الطفل محمد - يرحمه الله - قد حضر يوم أمس الأحد إلى مكتب (الجزيرة) في تبوك حيث حرص على إيضاح ملابسات الحادثة، مؤكداً أن ما دفعه إلى ذلك مصداقية الصحيفة. وكان الأب الراضي بقضاء الله متماسكاً، وقال: ما آلمني أنا وزوجتي هو ما نشر في بعض وسائل الإعلام، وخصوصاً بعض الصحف الإلكترونية وبعض الصحف الورقية عن أن الوفاة فيها شبهة جنائية، ولم يراع أحد منهم ما نحن فيه من مصيبة، ولم يكلف نفسه التأكد من الحقيقة، وكان النشر لأجل النشر فقط دون التريث. وشرح الوالد المكلوم تفاصيل وفاة ابنه ل(الجزيرة) قائلاً: ابني المتوفى هو أكبر أبنائي، ويدرس في الصف الثالث الابتدائي في مدارس الملك عبدالعزيز النموذجية في تبوك، وكنا في رحلة يوم الخميس الماضي إلى محافظة العلا أنا وزوجتي وأطفالي، بمَن فيهم محمد، حيث غادرنا مدينة تبوك مقر سكننا، وزرنا مدائن صالح، والتقطت لابني صور خص (الجزيرة) بها، وهو في المدائن، ثم دعاني بإصرار أحد زملائي إلى وليمة غداء في مزرعته القريبة من محافظة العلا، وكان ابني المتوفى - رحمه الله - إلى جانبي، وبعد الغداء فقدته وأخذنا نبحث عنه في أرجاء المزرعة ولم نترك شبراً إلا وبحثنا فيه، ولكن لم نعثر عليه، في حين كانت هناك بقايا للأمطار التي هطلت بغزارة، وبعد البحث تم إبلاغ الدفاع المدني، حيث انتقلت عدة فرق من العلا، وكان قلبي يحدثني أنه في موقع مليء بالمياه من الأمطار عمقه ثلاثة أمتار عبارة عن مجمع ومستنقع للمياه، وبدأ رجال الدفاع المدني شفط المياه وبعد شفط جزء منها ظهرت جثته - رحمه الله - وكان ذلك بعد بحث امتد نحو أربع ساعات، وحينها فوَّضت أمري إلى الله، وكانت الربطة التي وضعها على رأسه قد نزلت إلى أسفل رأسه، وكان عمق الموقع ثلاثة أمتار حيث إنه موقع متدرج، ويبدو أن ابني كان يجري للهو ثم سقط في هذا المستنقع. ثم أظهر الأب ل(الجزيرة) خطاباً رسمياً من محافظ العلا المكلف موجهاً إلى أمير منطقة المدينة المنورة يتضمن أنه بعد إجراءات التحقيق ثبت أن الحادث عرضي، ولا توجد أي شبهة جنائية، وأضاف: تسلمت جثمان ابني في نفس اليوم؛ أي بعد أربع ساعات من الحادثة، وتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة في تبوك، وأضاف أنه تلقى اتصالات من أقاربه ومعارفه في مختلف مناطق المملكة حول ما نُشر عن الشبهة الجنائية، حتى أن والدته، وهي في حالة لا يعلمها إلا الله، وكانت معنا أثناء الحادثة، قد تلقت اتصالات واستفسارات عن هذه الشبهة الجنائية التي نشرت في بعض وسائل الإعلام؛ مما زاد حالتها سوءاً، مؤكداً أنه سوف يقاضي هذه الجهات التي أشاعت هذا الخبر الكاذب ولم تراعِ مشاعر أسرة فقدت طفلها وابنها الأكبر، وقال إن هذا الابن هو أحب الأبناء إلى قلبه وأقربهم إليه.