عزز الرئيس العراقي الكردي جلال طالباني المخاوف العربية من بقاء منصب رئاسة الجمهورية العراقية في قبضة الكرد، فها هو رئيس العراق الدولة العربية الأساسية يتغيب الرئيس عن القمة العربية ويفضل رئيسها تلبية دعوة للاحتفال ب(عيد النيروز) الذي يحتفل به الأكراد ويقدسه الفرس...!! ففي هذا اليوم تشعل النيران ويسمى بيوم النار.. ربما حنيناً لتعلق الفرس بالنيران إذ يحبون بدء سنتهم بإشعال النار...!!

أما الأكراد فعيد النيروز يعتبرونه عيداً لبدء الربيع وتفتح الزهور ولذلك يرتدون أزهى ملابسهم ويصطحبون فتياتهم للمزارع ليرقصوا ويغنوا احتفالاً بهذا العيد..!!.

العرب شيعة وسنة لا يعرفون مثل هذه الأعياد ذات الطابع العنصري والوثني، ولهذا فقد استهجن العرب العراقيون سنة وشيعة مشاركة جلال طالباني في احتفالات هذا (العيد الوثني) وزاد من استهجان العراقيين اصطحاب طاباني، الشخص الثاني في تكتل الائتلاف الوطني الشيعي عادل عبدالمهدي بحجة المشاركة في هذا العيد الذي لا يعترف به من انتخبوا عادل عبدالمهدي.

العراقيون الذين رؤوا في مشاركة طالباني وعبدالمهدي في احتفالات النيروز غطاءً (لطبخ) صفقة سياسة بنيران إيرانية لقطع الطريق على الدكتور إياد علاوي لتشكيل الحكومة العراقية، من خلال تفريغ فوز كتلة العراقية الوطنية بتكوين تكتل نيابي مكون من قائمة (دولة القانون) 89 مقعداً وقائمة (الائتلاف الوطني) 70 مقعداً والاتحاد الكردستاني 43 مقعداً، مما يتيح تشكيل تكتل يجمع 202 نائب كفيل بترشيح رئيس حكومة سيحظى بتأييد مجلس النواب الجديد ويلاحظ أن هذا التكتل يعيد الاصطفاف الطائفي من خلال جمع القائمتين الشيعيتين والقائمة الكردية، بحيث يعطي الأكراد منصب رئاسة الجمهورية وحرمان السنة العرب منه وفي نفس الوقت اختيار رئيس وزراء تقبل به إيران، وبما أن الائتلاف الوطني والأكراد لا يثقون بنوري المالكي فأن جلال طالباني، اصطحب معه الدكتور عادل عبدالمهدي ليكون بديلاً عن المالكي.

وهكذا تكون طهران قد احتفظت بالكلمة النهائية لمن يحكم العراق، بحيث تبقى نفس المعادلة الطائفية وبنفس المحاصصة التي تبقي العراق تحت رئاسة كردي متغيب عن العمل العربي المشترك....!!