رؤية - عبدالمحسن القبيسي - تصوير - بندر الجلعود
مهما اخترت من قاموس الكلمات عن المدرج الهلالي ومهما وصفته بأعذب الكلام، وعزفت معه أحلى الألحان، لن أوفيه حقه، ولن أعطيه جزءاً بسيطاً مما يستحقه، فهو جمهور يُجبر الجميع على احترامه والتصفيق من شأنه، إعجاباً بحضور يُبهر، ومنظر جميل، وتستهويني الكتابة كثيراً عن عشاق ومحبي الزعيم وعن جماهيره الغفيره والتي غابت عن لقاء فريقها بحضورها المعهود والقوي في دوري أبطال آسيا أمام أهلي دبي فتعثر الأزرق بالتعادل في الرمق الأخير وفي مستوى لم يكن مقنعاً ولم يعودنا هذا الفريق العاصمي أن نرى منه ذلك المستوى والذي كان بسبب عدم تواجد لجماهيره بشكل كثيف ومبهر!! فعندما يكون الفريق الهلالي في حلة درة الملاعب ستكون شوارع العاصمة خالية وتمتلئ مدرجات ملعب الملك فهد عن بكرة أبيه ويهتز معها أركان الدرة فيشعر بذلك اللاعبين بمسئولية كبيرة ويكون المنظر في هذه اللحظة أشبه بالبدر في السماء والنجوم تضيء وتتلألأ في الأرض بلون أزرق كاسح في صورة تعودنا أن نشاهدها ونستمتع معها في كل مكان وفي كل أرض وبأي بلد يحل عليه الزعيم حتى في نادي السد ملعب الشيخ جاسم بن حمد كانت متواجدة تلك المشاهد الهلالية العظيمة الرائعة والتي لم تغب لحظة واحدة عن فريقها طوال الموسم بل كانت حاضرة وبقوة وتضرب بعرض الحائط للجميع وتقوم بأدوار ازدواجية مع نجوم فريقها فقد أعادت القناص القحطاني لمستواه المعروف بطريقتها الخاصة وبأسلوب ياسر الذي يريده هو، وأيضاً من أعاد راقص السامبا نيفز للتأقلم سريعاً وأصبح من أهل (الدار) ومتيم بحب البلاد.. كل ذلك كان بسبب عشق الجماهير الهلالية الوفية.
فرغم ما حصل من غياب لجماهير الهلال إلا أنه أصبح الأزرق ماضياً في الطريق الصحيح لخطف صدارة مجموعته الآسيوية، وسوف يتأهل لا محالة بمشيئة الله ثم بالوقفة الصادقة من محبيه والتي يتطلب منهم في المباريات القادمة التواجد والحضور الكثيف، فالمدرج الأزرق يؤثر كثيراً على نتائج الفريق وله الكلمة الأقوى، ومتى ما أراد محبو الهلال اللقب الآسيوي فيجب عليهم المساندة في الفترة المتبقية حتى بعد أن يتأهل الزعيم بمشيئة الله.
فحال آسيا وشعارها الآن هو: يا هلال طول غيابك وأنت بالقلب موجود...