في برنامج الفكر العربي يتبادل بعض المثقفين الآراء حول قضية ما وأبعادها، وقد شاهدت في بعض الحلقات مفكرين يشار إليهم بالبنان، كانوا مجرد أسماء أبحث عنها مطبوعة بكثير من الشغف مثل: علي حرب، علي أومليل.. وغيرهما.
ومع استمرار السجال الفكري وحماسي لرؤيتهما مجتمعين يناقشان قضايا فكرية في الفضاء، يبدو أني لحظتها شطحتُ قليلاً فتخيلت العليين (حرب وأومليل) مع محمد عابد الجابري ونصر حامد أبوزيد، يتسابقون ضمن برنامج اسمه: مفكر المليون! في البداية تقوم لجنة محددة بالطواف على بعض العواصم العربية حيث يستقبلون المفكرين الراغبين في ترشيح أنفسهم. في المرحلة الثانية تقوم أنت يا المفكر تخرج من بيتك، فكرك تحت إبطك، تركب قطارك، تروح لجنتك، تطرح أفكارك، يقولون لك: فالك المليون. يصوت لك الجمهور أنك ممتاز، يعلن المقدم عن استراحة غنائية.
آخر الحلقات تشتد المنافسة بعد أن يتم تصفية المفكرين المشاركين (التصفية هنا بالخروج من المسابقة وليس لها علاقة بالتصفية الجسدية) وتتبقى مجموعة واحدة تضم 4 مفكرين. ثم تختلف طريقة المسابقة حيث يتقيد جميع المفكرين بموضوع تختاره اللجنة، ويجب أن يدلي كل منهم بدلوه في الموضوع، وغالباً ما تؤكد اللجنة هنا على أهمية قيام كل مفكر بفحص دلوه حتى لا يكون «مخروما». بعد أن ينتهي النقاش نأخذ استراحة شعرية فصحى.
موضوع المسابقة: التسطيح الفكري وعلاقته بالتعصب القبلي. لكن للأسف لم يكتمل النقاش لأن المفكرين اختلفوا أصلاً حول مفهوم التسطيح: هل يقصد به سطحية عقول الناس، أم تسطيح المفكرين للفكر أي ركلة حتى يذهب فوق السطوح. وقت إعلان النتائج: لم ينجح أحد.
التوصيات: توصي اللجنة المثقفين بشراء أشجار عائلية تثبت انتسابهم لإحدى القبائل المعروفة والتوجه إلى برنامج «مزاين المثقفين!».
fahadag@gmail.com