بريدة - عبدالرحمن التويجري
نجح فريق جراحي في جامعة مانيتوبا الكندية برئاسة الدكتور عزام بن سليمان القاضي المبتعث من قسم الجراحة بكلية الطب في جامعة القصيم في تحقيق نتائج دراسة تقنية جديدة في علاج «رتج زنكر»، وهو نتوء مرضي يصيب أعلى المريء عند كبار السن.
وقد شكلت جامعة مانيتوبا فريق بحث جراحياً مكوناً من خمسة جراحين كنديين متخصصين في جراحة الجهاز الهضمي برئاسة الدكتور عزام سليمان القاضي، وبدأ الفريق مهامه بعمل دراسة مستفيضة وشاملة لكل خيارات العلاج الجراحية والمتواجدة حالياً في العالم بغية التوصل لعلاج ناجح يستفيد منه المرضى المصابون بهذا المرض بلا استثناء، وأتم الفريق البحثي الهدف المرجو في عام 2009 في مدة استغرقت عدة سنوات من خلال استخدام تقنية المنظار الهضمي المرن والإبرة الجراحية وخلال مدة البحث وعلى الرغم من الكثير من الصعوبات التي واجهت فريق البحث إلا أن الفريق تمكن من الوصول إلى نتائج طيبة ومحمودة في علاج هذا المرض.
ومرض رتج زنكر هو نتوء مرضي يصيب أعلى المريء عند كبار السن وسببه اضطراب في عمل صمام المريء العلوي مما ينتج عنه زيادة في الضغط الداخلي للمريء ومن ثم نشأة هذا النتوء في منطقة ضعيفة نسبياً في جدار المرئ، والمريض المصاب عادة ما يكون لديه صعوبة في البلع واسترجاع للطعام والشراب مما قد يسبب مشاكل صحية خطيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى التهابات الرئة وصعوبة في التنفس وعدم مقدرة المريض على الأكل، وقد عرف هذا المرض منذ زمن بعيد وعلاجه يصعب لأسباب أبرزها:
مكان تواجد هذا الرتج وأيضاً أعمار المصابين به والتي عادة ما تكون أعمارهم في الثمانين وكثير منهم لا يكون مؤهلاً صحياً لعملية جراحية تستلزم وقتاً طويلاً لكي يتعافى المريض منها.
وهناك أساليب علاجية أخرى تم استخدامها في أماكن عدة في العالم منها استخدام تقنية التدبيس، ولكن الدراسات الجراحية الحديثة أثبتت محدوديتها لفئة من المرضى؛ بعكس التقنية الحديثة التي استخدمها الفريق الجراحي والتي يمكن تطبيقها على جميع المرضى بدون استثناء وأياً كان حجم الرتج.
الجدير بالذكر أن الدكتور عزام القاضي مبتعث من كلية الطب بجامعة القصيم وحاصل على الزمالة الكندية في الجراحة العامة والزمالة الكندية في جراحة الحوادث وينهي حالياً الزمالة الكندية في جراحة مناظير الجهاز الهضمي وكذلك الماجستير في التعليم الطبي.
وفي حديثه لـ(الجزيرة) يقول الدكتور القاضي بفضل من الله ثم بمساعدة زميلي د. أشرف عبدالرحمن مغربي فقد تم تسجيل هذه التقنية الحديثة التي تتمثل بعلاج هذا المرض وبدون جراحة. والتي تتم عن طريق المنظار لاستئصال الجدار الذي يفصل بين رتج زنكر وتجويف المريء، وبالتالي يؤدي إلى زوال هذا الرتج واستعادة القدرة على الأكل والشرب وزوال احتمالية مضاعفات المرض بإذن الله، هذه التقنية تكون عن طريق استخدام إبرة جراحية خاصة وتستغرق العملية أقل من ساعة وبدون مضاعفات تذكر.
وقد قدمت هذه التقنية الحديثة في أكبر مؤتمر جراحي أمريكي تابع لكلية الجراحين الأمريكيين والذي أقيم في شيكاغو، كما أنه قُدِّم في مؤتمر الجراحة العامة الكندي الذي عقد في هذه السنة أيضاً، وقد لقي استحساناً وتجاوباً كبيرين حيث إنه امتاز بشموليته على عدد كبير من المرضى الذين تلقوا العلاج بهذه التقنية الحديثة ونتائجه الإيجابية التي وصلت إلى الشفاء الكامل من المرض.
ويضيف الدكتور القاضي: إنني بهذه المناسبة أهدي نتائج هذا البحث إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي ما سئمت حكومته من الدعم المتواصل لأبنائه الطلاب المبتعثين في الخارج، وأتقدم بالشكر والعرفان لمعالي مدير جامعة القصيم الأستاذ الدكتور خالد الحمودي على استقباله لي في مكتبه وتشجيعه لي وعلى حرصه المتواصل والدؤوب على دعم منسوبي الجامعة وتذليل الصعاب لهم.