دشنت مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر في مطلع هذا العام 2010م صحيفة «صحف» الإلكترونية، وذلك إدراكاً منها للأهمية المتزايدة للإعلام الجديد بكافة صوره وأشكاله، وبذا أصبحت (الجزيرة) - كعادتها في الريادة - أول مؤسسة صحفية سعودية تطلق صحيفة إلكترونية تتمتع بطرح مختلف عن الصحف التقليدية الورقية، وجاءت هذه الخطوة استشرافاً لآفاق المستقبل بعد دراسات عديدة وخبرات تراكمية تكّونت لدى مؤسسة الجزيرة من خلال ريادتها في مجال النشر الإلكتروني. فقد كانت أول مؤسسة صحفية سعودية تطلق موقع صحيفتها اليومية (الجزيرة) على الإنترنت في بدايات عام 1997م.
ويتميز الإعلام الجديد باحتوائه على كافة أطياف الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، وإمكانية وصوله على شكل قوالب تلبي احتياجات كافة شرائح المتلقين، على اختلاف ثقافاتهم وتوجهاتهم، ويزيد من تميز الإعلام الجديد التفاعل المباشر من المتلقي مع ما يطرح من موضوعات، بالإضافة إلى السرعة الفائقة في الوصول للمعلومة أو الخبر، وإيصالهما لملايين المستفيدين.
وتتنافس الإمبراطوريات الإعلامية العالمية في تقديم أحدث الابتكارات للاستفادة من هذا النوع من الإعلام، مستهدفة الشباب الذين يشكلون القاعدة العريضة للتعامل مع التقنيات الجديدة، التي أخذتهم بعيداً عن القراءة التقليدية، وقد طالعتنا الأخبار في مستهل هذا العام باختراع ورقة إلكترونية مذهلة، باستطاعتها عرض مئات المنتجات الإعلامية التقليدية بلمسة زر، يمكن طيها مثل الصحيفة التقليدية، ولا يتعدى حجمها قبضة اليد، وتكلفتها ضئيلة للغاية ولا تقارن بأي حال من الأحوال بتكلفة أي وسيلة من الوسائل التقليدية.
وكان عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة قد تجاوز (7.7) ملايين مستخدم بحسب إحصائية هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لعام 2008، كما تقدر نسبة انتشار الإنترنت بنهاية 2008م بحوالي 31% من السكان، وهي أعلى من المتوسط العالمي (23%)، ومتوسط الدول العربية (14%).
ويُعدُّ تصفح الإنترنت هو السبب الرئيس لاستخدام الكمبيوتر في السعودية، وقد زاد انتشار التصفح بشكل لافت بعد أن ارتفعت النسبة لتصل إلى 53% في عام 2008 من 48% عام 2007م. ويمثل الشباب النسبة الأكبر من مجموع الشرائح العمرية في الحصول واستقاء المعلومات منه.
«صحف» قبل الصحف
شعار وضعته مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر استشرافاً للمستقبل واستجابةً لواقع الإعلام الجديد الذي يفرض نوعاً من التفاعلية ومتابعة الأحداث أولاً بأول، واستثماراً لخصائص الاتصال الرقمي التي تتيح للمتصفحين تفاعلية يتبادل أطراف الاتصال فيها الأدوار، دون حدود فاصلة بين الناشر والمتلقي الذي يبحث عن المعلومة والأخبار.
وتلبيةً لرغبات المتصفحين الذين يبحثون عن المعلومة الموثقة والدقيقة من مصادر مسئولة، بعد تزايد أعداد الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت وممارسة دورها دون أدنى مسؤولية ومهنية تحكم المنتج الإعلامي المقدم، جاءت «صحف» ليشارك الجمهور في بناء المحتوى وتوجيهه، بالإضافة إلى التنوع في أشكال الاتصال وتنوع المحتوى ومجالاته في الصحيفة الواحدة، والتكامل من خلال توفير الخيارات المتعددة في إطار متكامل للمتلقي الذي يمكنه تصفح المواد الإعلامية واختيار ما يعجبه وما يريد طباعته أو تخزينه أو إرساله لمن يريد عبر البريد الإلكتروني.
كما تم استثمار الإنترنت في تجاوز وحدة الزمان والمكان والحدود الثقافية في عملية النشر وسهولة الاستخدام ومجانية التصفح في الوصول لأكبر شريحة من المتصفحين.
الفكرة
بدأت فكرة إطلاق صحيفة إلكترونية تراود إدارة المؤسسة منذ وقت طويل، خصوصاً بعد أن لاحظت الجزيرة التوجه الجديد الذي بدأ يبرز مع ازدياد مستخدمي الإنترنت خصوصاً من جيل الشباب مع توفر الإنترنت في كل مكان، فكان لا بد من العمل على استحداث منتج جديد لتلبية الاحتياجات المعرفية والمعلوماتية بكل أصنافها لهذه الشريحة، فتم إنشاء وحدة تعنى بالإعلام الجديد التي انبثقت عنها صحيفة «صحف» الإلكترونية بعد دراسات عديدة قامت بها الوحدة بالمشاركة مع الإدارات والأقسام ذات العلاقة بالمؤسسة.
التنفيذ
وضعت الوحدة خطة متكاملة للبدء بتنفيذ مشروع الصحيفة الإلكترونية، فتم تكوين فريق كبير يضم عدداً من مبرمجي ومصممي مواقع الإنترنت في المؤسسة لتصميم الصحيفة الإلكترونية وتطوير نظام آلي لإدارة وتحديث محتوى «صحف»، بعد الانتهاء من إعداد النظام وتصميم «صحف» تم استقطاب مجموعة من الكفاءات التحريرية ذات الخبرة في تحرير المواقع الإخبارية، فانطلقت «صحف» في أول يوم من السنة الميلادية 1-1- 2010 كأول صحيفة إلكترونية من مؤسسة صحفية سعودية لتلبي حاجة جمهور الإنترنت الذي تضاعف ونسبة نمو متزايدة وخصوصاً من فئة الشباب الذين يفضلون قراءة الصحف من خلال الإنترنت أو تصفح الصحف الإلكترونية.
فريق «صحف»
تم تخصيص فريق متخصص من الناحية الفنية والتحريرية على مدار الأربع وعشرين ساعة لمتابعة الحدث أولاً بأول، وتغطية ما يستجد على الساحة بمهنية وحرفية عاليتين، وقد أولت «الجزيرة» لمنسوباتها الثقة من خلال إشراكهن في العديد من المهام والتكليفات، بدءاً من تحرير «صحف».
وتحتل المحررات جزءاً كبيراً من العملية التحريرية في الصحيفة الإلكترونية، بالإضافة للأقسام النسائية المساندة من تصحيح وإخراج فني وتسويق.
أبواب «صحف»
رُوعي عند الدراسة والتخطيط لصحيفة «صحف» أن تكون صحيفة شاملة جامعة للعديد من الأبواب المختلفة التي تهم القارئ، فأنشأت أبواباً متنوعة تلبي حاجة المتصفحين بمستوياتهم العمرية والثقافية والاجتماعية المختلفة، ما بين أخبار رسمية ومحلية ودولية واقتصادية وثقافية ورياضية وفنية، وملفات أسبوعية، وقراءات يومية في الصحف العالمية، فجاءت أبوابها على الشكل التالي:
الأخبار الرسمية
تتناول الأوامر الملكية وقرارات مجلس الوزراء ومجلس الشورى وأهم الأحداث الرسمية على الصعيد المحلي، لما تمثله من تأثير على حياة المواطن داخل المملكة وخارجها.
صدى المناطق
تجمع صدى المناطق الأخبار والأحداث في جميع مناطق المملكة لما لها من أهمية كبرى لدى القارئ، لذلك راعت «صحف» أن يكون لها نصيبُها من الاهتمام، فكان لها صفحة صدى المناطق.
الدولية
وبالرغم من تركيز «صحف» على الناحية المحلية وتوجهها إلى القارئ المحلي، إلا أنها لم تنس الدور الأهم للصحافة من جعل القارئ على دراية كاملة بما يجري حوله من الأحداث والقضايا الساخنة والمؤتمرات والكوارث في المنطقة والعالم.
مال وأعمال
تغطي «صحف» من خلال قسم مال وأعمال مجتمع الأعمال والسوق السعودي والاستثمارات الاقتصادية وأسواق المال العربية والعالمية، ومختلف جوانب الشأن الاقتصادي.
الرياضة
تم تقسيم صفحة الرياضة لتكون شاملة لكافة الفعاليات الرياضية المحلية والعربية والعالمية، وتغطيتها باستمرار خصوصاً مع ازدياد متابعة غالبية الشباب لنتائج البطولات الرياضية المختلفة.
الثقافة
يهتم قسم الثقافة بالحراك الثقافي السعودي والعربي والعالمي لتلبية حاجة المتصفحين في الاطلاع على آخر أخبار الثقافة والفن التشكيلي بلغة مبسطة وطرح متميز.
وكان لـ»صحف» السبق في تغطية العديد من القضايا الثقافية وقت حدوثها، خصوصاً بعد توسع الفعاليات الثقافية في المملكة من فعاليات الجنادرية والفعاليات الأخرى من معارض للكتاب وندوات وغيرهما.
محطات فنية
تعرض أهم أخبار الفن والفنانين وما يجري في كواليس العالم الفني، وإمداد الذين يحرصون على متابعة أخبار الفن والفنانين بما يجري في هذا المجال من أخبار وإشاعات وآخر إنجازاتهم.
سينما وتلفزيون
نظراً لكون السينما والتلفزيون أدوات مهمة من أدوات الترفيه، فقد تم تخصيص صفحة تعنى بهما وتنقل آخر أخبار السينما والبرامج التلفزيونية، والتي يقبل عليها الكثير من المتابعين.
بانوراما
تهتم هذه الصفحة بالجانب الغريب والمثير والطريف من الأخبار العالمية والمحلية لتكون نافذة واسعة المدى للاطلاع على ما يحدث في أرجاء العالم من عجائب وحكايات وقضايا جديدة.
الحوادث
ترصد هذه الصفحة الحوادث المختلفة، والجرائم كافة التي لا يخلو منها أي مجتمع في العالم، ليس لعرضها فقط، بل لكي تكون دروساً يستفيد منها القارئ.
نون
المرأة شريك أساسي في المجتمع، فكان لا بد من تخصيص صفحة تعنى بشؤون المرأة والفعاليات الخاصة بها، فكانت صفحة نون التي اهتمت بأخبار المرأة والنشاطات النسائية وسعت إلى تغطيتها لرصد ونشر كل ما يخص المرأة من مستجدات وتقارير وتحقيقات متنوعة، وإنجازات المرأة السعودية والمرأة في كل مكان.
لايف ستايل
جاءت هذه الصفحة لتعرض آخر أساليب الحياة الحديثة من أزياء ومشاهير وديكور وأطعمة وتربية، وأيضاً كل ما هو جديد في مجالات الإكسسوارات والحفلات والتصاميم في الأثاث وال»ايتيكت».
الصحة والحياة
ولأن الصحة أغلى ما يملكه الإنسان فقد خصصت «صحف» الصحة والحياة لتتناول كل ما يهم صحة الإنسان وحياته وكيفية التعايش مع الأمراض والوقاية منها والمحافظة على صحته، وتزويد القارئ بآخر الدراسات والإحصائيات الصحية.
نادي السيارات
تكاد تكون صفحة (نادي السيارات) صحيفة داخل «صحف»، فقد روعي في تبويبها أن تشمل كل ما يلبي حاجة القارئ إلى معلومات خاصة بمجال السيارات، بداية من الأخبار مروراً بالسلامة والمعارض والتقنيات وحتى الاستشارات وسيارات المستقبل والسباقات وصولاً إلى الإطارات وأنواع الزيوت واللقاءات مع المهتمين بعالم السيارات.
سفر وسياحة
توفر صفحة «سفر وسياحة» لعشاق السفر العديد من الأخبار والتقارير والإحصائيات في هذا المجال، وعرض للفرص السياحية المتاحة، وعرض الفعاليات السياحية المختلفة داخل المملكة، وكذلك بعض الأخبار عن المناطق السياحية العالمية.
إصدارات
يعرض «الإصدارات» العديد من آخر الإنتاجات الفكرية والأدبية، والإصدارات من الكتب والدوريات والمجلات بمختلف الموضوعات، في عرض موجز للمتصفح ليكون مرشداً ومعيناً في اختيار ما يناسبه من كتب أو مجلات.
العالم الرقمي
في ظل التطور المتسارع بالتكنولوجيا والاختراعات الحديثة من أجهزة كمبيوتر وهواتف وغيرها فقد تم تخصيص هذا الباب لتسهيل العثور على المعلومة المناسبة لما يبحث عنه القارئ، فجاءت لتضم في طياتها: الأخبار والتقارير، أمن رقمي، جوالات وكاميرات، لاب وديسك توب، ألعاب، برامج، معارض تقنية، ولا يخفى على القارئ ما تعنيه أسماء هذه الصفحات المتفرعة من صفحة العالم الرقمي.
مبتعثون
للقارئ المهتم بأخبار الابتعاث والمبتعثين خصصت «صحف» صفحة «مبتعثون» لتكون صوتاً لهم وراصداً لكل ما يخص أمور الابتعاث.
العالم في صور
ولأن الصورة تغني عن ألف كلمة تم تخصيص قسم للعالم في صور، تختزل فيه كثير من الأحداث والقضايا بصورة تغني عن التعبير.
الشريط الإخباري
تبث «صحف» آخر عناوين الأخبار المنشورة في موقعها من خلال شريط إخباري متحرك، ليسهل على القارئ الوصول المباشر للخبر الذي يهمه.
قراءة في الصحف
تقدم «صحف» قراءة يومية للصحافة العالمية والقضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك بين جميع القراء، وتعنى هذه الصفحة بما ينشر في أهم الصحف العالمية في المجالات كافة التي تتنوع بين السياسي والعلمي والاقتصادي لتنقلها «صحف» إلى القارئ المحلي.
ملف الأسبوع
يعرض ملف الأسبوع القضايا والأحداث الساخنة المختلفة، حيث يتم اختيار موضوع لكل أسبوع بناءً على القضايا الحديثة المطروحة على الساحة المحلية ومناقشتها وتغطية جميع جوانبها، وقد تم تقديم عدد من الملفات المهمة، ويستمر عرض الملف لمدة أسبوع لكي ينال نصيبه من النشر والتعليقات وتفاعل القراء.
التفاعلية مع المتصفحين
بما أن التفاعلية أبرز خصائص الإعلام الجديد، فإنها قد تحققت في «صحف» من خلال توفير أدوات الاتصال المتعددة الفورية للتعليق وإبداء الرأي، واستقبال الاقتراحات والآراء عبر البريد الإلكتروني للصحيفة.
الاستفتاء
تم تخصيص قسم خاص للاستفتاء الأسبوعي حول موضوعات الساعة، حيث تطرح الصحيفة الأفكار أو الأحداث أو الشخصيات ويطلب من القارئ المشاركة بالتصويت أو الإجابة على السؤال المطروح، فيتم التصويت من خلال النقر على الرمز المحدد لتظهر النتيجة مباشرة بعد المشاركة.
صحافة المواطنين
إيماناً بدور المواطن في المشاركة وصنع الخبر كتوجه عالمي حديث في الإعلام الجديد خصصت «صحف» لقرائها قسماً لتلقي مشاركاتهم وأخبارهم ومقالاتهم لإمداد الصحيفة بكل ما يستجد من أحداث ومتابعة للقضايا والموضوعات المختلفة.