الجزيرة - أحمد الجاسر
أكد الأستاذ المشارك بالمعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د.إبراهيم بن محمد قاسم الميمن أن حب الوطن مشروع وثابت بالكتاب والسنة، تأكيداً لفطريته عند الإنسان، وأن محبته غريزة والدين لا يقاوم الغرائز بل يهذبها, والمحبة الغريزية تنمى بالمقومات الشرعية, التي هي أساس قوة الأوطان وعزتها.وبين أن ارتباط الإنسان بوطنه وبلده مسألة مستقرة في النفوس، فالوطن مسقط الرأس عادة ومحل التربية، على أرضه يحيا الفرد ويعبد ربه ومن خيراته يعيش.وعن مفهوم الوطن والمواطنة يوضح د.الميمن أن الوطن في اللغة هو محل الإنسان, ومنزل إقامته ومقره؛ ولد به أو لم يولد، لافتاً إلى أنه في لسان العرب أطلق مفهوم الوطن على المنزل الذي يقيم فيه الإنسان، فهو وطنه ومحله، مضيفاً: «وبصفة عامة فاستخدام كلمة وطن في اللغة العربية تعبر وتنم عن الأرض التي ولد فيها الشخص أو اختار أن يعيش فيها».وقال: أما عند التحدث عن مفهوم المواطنة, فهي في اللغة مأخوذة من الوطن وهو محل الإقامة والحماية، مشيراً إلى أنه ورد في الموسوعة السياسية: أن المواطنة هي (صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن).وأشار إلى أنه تم تعريف المواطنة في قاموس علم الاجتماع: بأنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (دولة), ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول (المواطن) الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة.وقال لو أردنا تنزيل النظرة الشرعية على هذه المفاهيم لتحديد مفهوم شرعي للمواطنة لوجدنا أنها تنظر إلى هذا الجانب في صورته الغريزية على أنه أمر إيجابي, والشريعة لا تصادم الغرائز والفطر بل تهذبها, وهو شعور لا يعارض أخوة الإسلام ولا يصادم أحكامها, بل هي مجموعة من الانتماءات يترتب على كل منها حقوقٌ, ولكل منها دائرة يجب أن تبقى في حجمها المشروع إن حصل الإفراط أو التفريط فيها خرجت إلى الجانب المذموم فيها.وتابع: يمكنني بعد هذه الإلماحة الموجزة إلى النظرة الشرعية أن اختار اصطلاحاً يقرب مفهوم المواطنة, ويمكنني التفريق بين مفهوم الانتماء والولاء, وأحدهما نتيجة للآخر, فالانتماء هو ارتباط شعوري غريزي بالوطن الذي نشأ الفرد فيه وترعرع, وعاش فيه.