تتوالى إنجازات رجال الأمن في كشف خلايا إرهابية كانت قاب قوسين أو أدنى من تنفيذ مخططاتها! فالقبض على أفراد الشبكة والخليتين الإرهابيتين الذي تمّ مؤخراً، كان نصراً مؤزراً بكل المقاييس، يؤكد أنّ هذه البلاد تحرسها رعاية إلهية
ثم عيون ساهرة تترصّد تحرّكات وخطط الذين ينوون الشر لهذه البلاد وأهلها، مما أفشل عدداً من الأعمال الإرهابية ومكّن قوات الأمن من أصحابها، فأذهب الله ريحهم وردّ كيد أولئك الذين يختبئون في الكهوف والجبال إلى نحورهم ! وما يحققه رجال الأمن يستحق التقدير والإجلال، حيث تتابعت ضرباتهم الاستباقية لحماية منجزاتنا ومصادر دخلنا من إفساد لا مبرّر له، جاء بعد انحراف مفهوم الجهاد لدى الفئة التي ضلّت الطريق القويم ! عدّة مرات تنجح وزارة الداخلية في إحباط محاولات لاستهداف الاقتصاد الوطني ليسطّر من خلالها رجال الأمن أعمالاً بطولية، عندما يقدّمون أرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم، ويقومون نيابة عنا بمنجزات أمنية عظيمة لا نعلم بها، إلاّ بعد أن تعلن وزارة الداخلية القبض على مجموعة كانت تخطط لضرب الأمن والاقتصاد! مما يؤكد أنّ كشف المؤامرات قبل تنفيذها هي الآن سمة لرجال الأمن، بعد أن أصبح لديهم الدراية والخبرة الكافية ! وبعد إحباط تلك المؤامرة ومعرفة جنسيات المشاركين وكثرة عدد الأجانب، يجعلنا نتساءل هل استعانة تنظيم القاعدة بأجانب بهذا العدد الكبير لتنفيذ أعماله ومخططاته، له دلالة على أن التنظيم بدأ يعاني من شح في استقطاب أعضاء جدد داخل المملكة؟ بعد أن تبيّن حتى للمتعاطفين معه خطورته على الدين والوطن، وانكشاف أهدافه وعلاقته الخارجية بدول أخرى، واختفاء قياداته واحداً تلو الآخر بعد أن تمكنت منهم قوات الأمن! إذا كانت الإجابة بنعم، فإنّ هذا مؤشر في غاية الأهمية، وهو يعني أنّ التنظيم يواجه صعوبة في الإقناع والاستقطاب، بعكس ما كان عليه في السابق، ولذلك لجأ للأجانب لتغطية النقص في كوادره، ورغم ذلك فإنّ القبض على الشبكة والخليتين بهذا الإعداد والتجهيز، يعني أنّ هناك دوراً (استباقياً) و(وقائياً) للمؤسسات التعليمية والإعلامية و الاجتماعية و الدينية، لم تقم به كما يجب للمساهمة في الحيلولة دون انضمام أفراد جدد للفئة الضالة! وهناك تقصير من تلك الجهات خاصة من خطباء المساجد، ولعلّ هذه الأحداث ستجعل على الأقل خطب الجمعة القادمة تتناول التحذير من الأفكار المنحرفة والإرهاب وخطورته على البلاد والعباد!
alhoshanei@hotmail.com