الدمام - عيسى الخاطر:
ظاهرة تفشت في المجتمع بسبب جهل بعض ربات البيوت في سبيل إراحة أنفسهن من إزعاج الصغار، فهن يلجأن إلى إعطاء أطفالهن جرعات من دواء الكحة وبعض الأدوية المهدئة، بهدف تنويمهم، ومن ثم الخروج للمشاركة في مناسبة، أو حتى استقبال الضيوف داخل المنزل بعيدا عن شغب الصغار وإزعاجهم، وهذه قطعا لها سلبيات.
وقال الدكتور وليد بن الملحم استشاري طب نفسي ل(الجزيرة): لا يمكن أن نطلق على التصرف ظاهرة، إلا إذا قمنا بعمل دراسة لمعرفة مدى انتشار هذا السلوك.
وقال إن الصيدليات توفر الأدوية بجميع أنواعها وأشكالها، وأخذ العلاج بدون وصفة طبية من الصيدلي له أضرار بالغة على الصحة في المديين القصير والبعيد. وأشار إلى أن المشكلة تزداد خطورة عندما يتم وصف العلاج من الأمهات لأطفالهن الصغار بناء على نصيحة من إحدى الصديقات، وتكمن الخطورة هنا في عدم جدوى العلاج وتأخر التشخيص الصحيح للمرض؛ وبالتالي حدوث مضاعفات للمرض، وعندها يصعب العلاج ويتأخر الشفاء.
واعتبر أن إعطاء بعض الأمهات أطفالهن جرعة من بعض الأدوية المهدئة بغرض تنويمهم والتخلص من إزعاجهم يعدُّ إهمالا يؤدي إلى الإضرار بالنفس والعقل، وهذه تعتبر جريمة، وكثيرا من الدول، وخصوصا الغربية، تعاقب الوالدين اللذين يسيئان إلى أطفالهما، وذلك بأخذهم ووضعهم في بيوت رعاية لحمايتهم.
ويقول الملحم إن تلك الأدوية تؤدي إلى الخمول والخدر والنوم الزائد، وتقلل من تركيز الطفل وتحرمه من القدرة على الاستيعاب والفهم، وتؤثر هذه الأدوية في حال استخدامها مدة طويلة على أجهزة الجسم مثل الكبد والكلى وجهاز المناعة، وتعرض الأطفال لكثير من الأمراض.
وقال إن الطفل الذي ينشأ على ذلك يتعرض لصعوبات النوم؛ وذلك لتعوده على تلك الأدوية لفترات طويلة؛ وبالتالي يتعلم أن يأخذها ليعالج هذه الصعوبات، وقد يضيف أدوية أخرى من زملائه في الدراسة، وقد ينتهي به الأمر إلى تعاطي المخدرات والإدمان.
وأخيرا يجب أن نتذكر أن أطفالنا أمانة في أعناقنا يجب المحافظة عليهم وحمايتهم من جميع الأضرار، ولا بد من الحذر من إهمالهم أو الإساءة إليهم بأي شكل من الأشكال.