Al Jazirah NewsPaper Friday  26/03/2010 G Issue 13693
الجمعة 10 ربيع الثاني 1431   العدد  13693
 

علماؤنا الأجلاء ولغة الإفتاء
حمود بن محمد الشميمري *

 

قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وقال تعالى: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وقال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).

من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى التي أكرمنا بها سبحانه وتعالى في هذه البلاد الطيبة بلاد الحرمين الشريفين كوكبة العلماء الأفاضل علماء الدين والملة والشريعة الذين يسيرون على نهج أهل الكتاب والسنة، الذين أنار الله بهم بعد الأنبياء والرسل سبل السلام، وأخرج الله بهم الناس من دياجير الظلام والشرك والخزعبلات والبدع والخرافات، واهتدى على أيديهم خلق كثير إنهم العلماء ورثة الأنبياء المحيون لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بهم أعلى الله الكتاب والسنة بهما استدلوا وبهما تكلموا، هم أعلام الهدى ومصابيح الدجى، صححوا كثيرا من العقائد المنحرفة، وحذروا من العبادات الباطلة، لا يقولون إلا الحق، قولهم أحسن الأقوال كما قال تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) تواضعوا لله فرفعهم، ولانوا بأيدي إخوانهم فأحبهم الناس، لا يخالفون ما يدعون إليه وينصحون به عملاً بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تعلمون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون)، قال عنهم سبحانه وتعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)، وقال تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (العلماء ورثة الأنبياء)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).

وقال الشاعر:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم

على الهدى لمن اهتدى أدلاء

نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله، وعلى الرغم من هذا فإنهم بشر معرضون للخطأ وليسوا معصومين وهنا بيت القصيد في هذا المقال.

فأنا ولله الحمد من المتابعين للفتاوى التي تذاع عبر الأثير لإذاعة القرآن الكريم سواء برنامج (نور على الدرب) أو (فتاوى على الهاتف) أو غيرها، وكذلك فتاوى التلفاز لعلمائنا الأفاضل، فقد لاحظت إصرار علمائنا الأجلاء جزاهم الله خيراً عند الإجابة استخدام اللغة العربية الفصحى والتقعر بها إلى أقصى حد علماً أن السواد الأعظم من المستفتين هن النساء وأغلبهن من العوام يظهر ذلك جلياً في أسلوب الخطاب وصيغة السؤال، ورغم ذلك تكون إجابة علمائنا الأفاضل باللغة العربية الفصحى واستخدام مصطلحات لا يعرف معناها إلا الدعاة وطلبة العلم، ناهيك عن سرعة الإجابة أحياناً قبل سماع السؤال كاملاً.

مثال على بعض ردود العلماء على النساء:

1) قال العالم: (هذا من المندوبات).. قالت المرأة: (عندنا مندوبيات بالحي أروح لهم).

2) قال العالم: (هذا معقل الدين).. قالت المرأة: (وشو معقل؟ معقل جوانتاناموا).

3) قال العالم: (سددوا وقاربوا).. قالت المرأة: (وشلون أسده يا شيخ أنا جنبه يا شيخ ما ني بعيدة عشان أقرب له).

4) قال العالم: (هل رأيت الماء).. قالت المرأة: (لا ما شربت الماء).

5) قال العالم: (إذا تعاسرتم).. قالت المرأة: (وشلون إذا تعاشرتم).

6) قال العالم: (فإن كان ذو عسرة).. قالت المرأة: (لا ما معه عصرة).

7) قال العالم: (هذا من التورق).. قال الرجل: (يعني استخدم الورق).

8) قال العالم: (هذا لا ينبغي).. قالت المرأة: (ما أ بي جزاك الله خير).

9) قال العالم: (نحسبه كذلك).. قالت المرأة: (تحسبه مالك).

10) قال العالم: (أعيدي عليه حديقته).. قالت المرأة: (وشلون أعد عليه يا شيخ).

11) قال العالم: (لا تمكنيه من نفسك).. قالت المرأة: (إي والله كل ما همه إلا نفسه).

12) قال العالم: (هذا من الردة).. قالت المرأة: (إي والله الله يرده).

هذا غيض من فيض وعلى سبيل المثال لا الحصر.

لذا أتمنى من علمائنا الأجلاء أحسن الله إليهم ونفع الله بعلمهم أن يراعوا المستوى التعليمي للمستفتيات والمستفتين الذي يظهر جليًا من لغتهم ولهجتهم وأسلوبهم والنزول إلى مستواهم (فلكل مقام مقال) لكي تعم الفائدة ويستنيروا بعلمكم وينجلي ما خفي عليهم وتتضح لهم الصورة ويبنوا قراراتهم على نور دينية.

أسأل الله أن يوفق علماءنا ويعظم لهم الأجر ويجعلهم مفاتيح للخير مغاليق للشر.. قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).

* جدة

hamoodshem@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد