الجزيرة - وهيب الوهيبي
احتفت ثلوثية الدكتور محمد بن عبد الله المشوح بالدكتور علي بن عبد العزيز الخضيري عضو مجلس الشورى في حضور الدكتور عائض الردادي ومنصور الخضيري وحمد القاضي، ونخبة من الأكاديميين والإعلاميين واستهل الدكتور الخضيري حديثه بداياته الأولى في العمل الإذاعي والتي سبقت مرحلة دراسته الجامعية لافتاً إلى أنه رافق زميله غالب كامل على مدى ثلاث سنوات من التدريب كان يقدم خلالها فقرات قصيرة وموجز الأنباء إلى أن وصل مرحلة قراءة نشرات الأخبار الرئيسة.
وأوضح أن زميله رشاد المحتسب ألحّ عليه كثيراً للدخول في مجال التمثيل إلا أنه لم يجد نفسه كثيراً في هذا المجال، وأشار إلى أنه بعد تخرّجه في كلية اللغة العربية أراد أن يستقر وظيفياً في الديوان لكنه وافق أمام عرض قدمه رئيس ديوان الموظفين عبد العزيز القريشي للعمل في وزارة الإعلام على اعتباره كفاءة إعلامية مناسبة للعمل الإذاعي.
وبعد مرور عامين من انضمامه لوزارة الإعلام جاءت فكرة إنشاء إذاعة للقرآن الكريم والتي كانت تبث في بدايتها لمدة ساعتين ثم زادت إلى أربع وبعد ذلك إلى ست ساعات في اليوم الواحد.
وأكَّد الخضيري في معرض حديثه إلى أنه عاصر عدداً من وزراء الإعلام، إذ كانت البداية مع جميل الحجيلان لمدة ستة أشهر ثم إبراهيم العنقري الذي ترك بصمات واضحة في الوزارة ونظَّمها إدارياً واستعان بخبرات وكفاءات عالية من خارج الوزارة منهم عبد الرحمن كاتب وآخرون، تلا ذلك محمد عبده يماني الذي كان في منتهى التواضع وحب الخير، إلى أن جاء علي الشاعر، ومن ثم فؤاد الفارسي وإياد مدني ولفت إلى أنه بعد حصوله على درجة الدكتوراه وكان وقتها مديراً لإدارة التخطيط أراد الانتقال إلى العمل في الجامعة إلا أن استقالة الزميل بدر كريم التي تزامنت مع رغبة انتقاله حالت دون تحقيق رغبته واستمر في العمل بوزارة الإعلام بطلب من الوزير الذي ربط موافقته بعدم استقالة زميله كريم. وكشف الدكتور الخضيري في هذا الصدد أنه وزملاءه كانوا يتطلعون إلى تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء إلى مؤسسات مستقلة إلا أن ذلك لم يتحقق في التسعينات وواصل في هذا الشأن حالياً في مجلس الشورى مع زميله حمد القاضي وآخرين لتحقيق هذه الأمنية على اعتبار أن ذلك سيحقق المرونة والعمل الإداري الجيد والانفتاح على العالم بعيداً عن العمل الروتيني الحكومي، إذ صدر فيما بعد قرار بذلك من مجلس الوزراء ولم يتم تنفيذه حتى الآن إلا أن هناك حديثاً لوزير الإعلام عبد العزيز خوجة بتنفيذه قريباً. وتناول في حديثه أن إذاعة القرآن الكريم لم يكن لها في البداية من رصيد من البرامج، إذ تم التركيز على إصدار مصاحف مرتلة من مشاهير القراء في العالم الإسلامي من أبرزهم عبد الباسط ومحمود عبد الحكم ومصطفى إسماعيل ثم للقارئ محمد صديق المنشاوي الذي كان محصوراً في الإذاعة المصرية ولم تذعه كثيراً بسبب بعض الظروف في وقتها، حيث شرعت الإذاعة في الحصول على مصحفه المجود ووزعته الإذاعة على عدد من الدول والإذاعات العربية ومنها إذاعة طهران التي كانت تعرضه في شهر رمضان.
وأكَّد الدكتور الخضيري أن اختيار المذيعين في ذلك الوقت يخضع لمعايير واشتراطات واختبارات مشددة للتأكيد على سلامة اللغة العربية وجودة الصوت وحسن الأداء، ولم نتساهل في ذلك إلى درجة أن شقيقي منصور الذي التحق بالعمل الإذاعي فيما بعد انتظر عدة أشهر حتى يحصل على الموافقة لقراءة نشرة الأخبار بعد أن كان لفترة ليست بالقليلة يقدّم فقرات مختصرة إلى أن وصل مرحلة متقدمة في قراءة النشرات الرئيسة، ونادى بأهمية السماح بجذب الإعلانات التجارية المدروسة إلى الإذاعة على أن لا تدخل خزينة وزارة المالية، بل تخصص كمكافآت للعاملين في الإذاعة، متنمياً أن يتحقق ذلك قريباً.
مداخلات الحضور
حظيت الثلوثية بمداخلات من الحضور من زملاء سابقين ورفقاء درب لضيف الثلوثية تناولت الجانب الآخر من شخصية الدكتور الخضيري على مدى سنوات طويلة.
حمد الصغير
أشار إلى أن انضمام الخضيري للإذاعة يعد مفخرة من رجل صامت قدم بصمات جيدة للإذاعة في اختيار القراء وترتيب التلاوات، كنت أتواصل معه كثيراً من محافظة الأحساء في مناقشة بعض الملاحظات والأخطاء من المذيعين وأجد منه تجاوباً كريماً.
د. عائض الردادي
أوضح أن علاقته بالضيف متينة وزمالة بدأت من مقاعد الدراسة إلى العمل في وزارة الإعلام ثم في مجلس الشورى، لافتاً إلى أن الإذاعة عاشت عصرها الذهبي في التسعينات الهجرية ليس لجودة البرامج فحسب، بل لمستوى الإذاعيين الإعلاميين العرب اللافت، إذ كانت إذاعة القرآن الكريم نموذجاً لانتقاء التلاوات وخلوها من الأخطاء، مؤكداً على ضرورة العناية باختيار القراء وجودة تلاواتهم وليس حباً في أصواتهم فقط.
محمد الخضير
اعتبر محمد الخضير زميله علي الخضيري من الشخصيات البارزة ويملك تجربة إعلامية إذاعية رائعة يعد أول من حصل على درجة الدكتوراه في جامعة الإمام يملك قلماً رائعاً رغم قلة مقالاته الصحفية إلى جانب أنه يملك ذاكرة قوية في مسائل التاريخ، واقترح في هذا الصدد أن يمارس الكتابة الصحفية بين فترة وأخرى.
محمد القويعي
أكَّد أن الخضيري وقف معه كثيراً في برنامجه الذي كان يقدمه آنذاك، لافتاً إلى أنه حظي منه كل دعم ورأي.
حمد القاضي
أشار إلى أن الخضيري صديق عمر ورفيق درب وشريك حلم وألم وأمل، مفتاح شخصيته الخلق الكريم، لم أره يوماً غاضباً رغم مشاكل الإعلام ومنغصاته الكثيرة، وهبه الله الحكمة وعشق الاطلاع على التاريخ المحلي والإسلامي وكنت استشيره في كثير من القضايا وأجد منه الرأي السديد، وكان لا يتحدث كثيراً إلا إذا استدعت الحاجة والمناسبة ذلك.
منصور الخضيري
أكَّد أن الحديث عن شقيقه حديث عن نفسه، مشيراً إلى أن شقيقه تحمَّل مسؤولية البيت منذ وقت مبكر بعد وفاة والدهما واستذكر رحلة دراسة مرحلة الماجستير في جمهورية مصر والتي جمعته مع الدكتور عائض الردادي وحمد القاضي إلى جانب شقيقه علي، إذ وصلتهم برقية من أستاذهم يبشّرهم بنجاحهم جميعاً.
د. عبد الرحمن المشيقح
استعرض الصفات الشخصية التي امتاز بها الخضيري والمتمثلة في آرائه السديدة وخلقه الرفيع والنقاشات والأحاديث المتداولة التي كانت تُقام في نادي القصيم الأدبي.
د. سليمان العيدي
تناول جهوده في إعداد بنيه تحتية للإذاعة وحرصه على فتح المجال للزملاء في إبداء آرائهم خلال الاجتماعات الدورية لإعداد الخطة البرامجية للإذاعة بأريحية ورحابه صدر.