Al Jazirah NewsPaper Friday  26/03/2010 G Issue 13693
الجمعة 10 ربيع الثاني 1431   العدد  13693
 
هنيئاً للجنادرية بأقمار العراق!
بلقيس الملحم

 

صخب القرية القديمة بأطفالها الحفاة, الراكضين خلف إطارات الأحلام, سيجبر بغداد - الصاخبة أصلاً - على الهدوء ولو نسبياً, لتشرب لهث الباحثين عن قفزة في حضن أم رؤوم, تشربها بغداد من دجلة الخير, لتسكبها في صحراء نجد الماجدة!! لتوزع جوائز الفرح على الفائزين.. ممن يقطعون القرية زقاقاً, زقاقاً, باحثين عن ضحكة الشمس وهي تغادرهم نحو الأفق البعيد..

وريثما تجري مراسيم التسليم, وطباعة الخاتم على رقم موروث من الأجداد, ستكون الجنادرية هذه المرَّة مجبورة على الإغفاءة تحت ظل الياسمين, ذلك بعد مسيرة طويلة, خطتها بحوافر الخيول الأصيلة, ومداد التاريخ الأبيض, وخضرة العلم الخالد, آخذة على نفسها عزف كركرات الصبية تحت زخات خفيفة من مطر الله المدعو بالمسرات..

لا غرابة من الطين المسنون في تنور الأجداد, فثمة ألفة سماوية نشأت بين الياسمين, ورياحين تتسلق بعفوية الجدران المرشوشة بالماء البارد, حين تأخذ الأنفاس غفوة تحت القمر..

القمر الذي سيقسم نفسه على ثلاثة, بعد أن يأذن له الفرات بالسير جنوب القلب, سينزل قريباً, ويهبط في حدقات عيون أشبه بحقول تعبت من الانتظار, هناك سترسم الأقمار التي تولدت من القمر ذاته: فراشة من نور, وبحر من صفاء, ومناجاة لرحيق عتيق.. ستكون الأقمار الثلاثة رحيمة بنا كزهرة قطن طازجة, لن تكسر ضلعاً في العناق, ولكنها ستكسر شوقاً وستبني مكانه شوقاً آخر يتجدد في كل عام, سيتعانق نخيل العراق الفارع, بعرار نجد الطيب, وسنشم احتراق قلبين فتنا بحب الجمال, والإبداع, والحضارة..

ستتشرف الجنادرية 25 بوالدي الشاعر الكبير يحيى السماوي, فحيا الله نخل السماوة الذي (طرَّته سمره) وبالأستاذ الدكتور عبدالرضا علي, فحييت أهلاً يا بغداد, والشعراء, والصور, كما ستتشرف بالأستاذ الناقد الكبير حسين سرمك, والذي كرَّس جماله في كتابة النقد الذي هو أجمل من القصيدة, والقصة, بل قد يفوقهما فناً, وإبداعاً..

ستهبط الأقمار, وسيكون أول المحتفلين بهم ثلة الأطفال اللذين أمسكوا خيط ابتهاجهم حتى لحظة الاحتفال..




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد