الجزيرة- فاضل الفاضل
باتت أكوام النفايات المتراكمة في الأراضي الفضاء بالمخططات السكنية من المناظر المألوفة ولا سيما بأنها توفر الكثير من الوقت والمال على أصحاب هذه النفايات، إذ إن إخراجها لخارج المدينة أو استئجار حاوية لمخلفات البناء قد تكون ذات تكلفة مادية عالية مقارنة برميها في أراضي الفضاء في المخططات السكنية داخل المدينة التي تشكو من غياب الرقيب عليها.
«الجزيرة» وقفت على العديد من الأراضي التي أصبحت نقطة وصول يقصدها أصحاب الدينات والشاحنات الكبيرة لرمي مخلفاتهم التي أكد بعض المواطنين أنها لمؤسسات متعاقدة من المفترض أن تقوم بالذهب بها إلى خارج المدينة ورميها في الأماكن المخصصة وبأجور يتقاضاها أصحاب هذه المؤسسات، ولكن فكرة رميها داخل المدينة تحقق إيرادا اكبر لمالكي هذه المؤسسات.
في البداية تحدث عبد الله العنزي من سكان شمال الرياض قائلا : أصبحت النفايات ومخلفات البناء متراكمة بشكل لافت أمام منازلنا وفي الأراضي الخالية داخل الحي التي يقوم برميها أصحاب سيارات كبيرة وبأوقات متأخرة مما يضطر نحن سكان الحي إلى القيام بتنظيفها على حسابنا الخاص، وذلك للمحافظة على جمالية المنظر في الحي ولقد بلغنا الجهات المختصة وحضر مراقبون للحي ولكن لا توجد نتيجة فأكوام المخلفات ما زالت موجودة وبعض الشوارع لا زالت مسدودة.
مواطن آخر هو عمر الصقيه يقول: كنت امشي بسيارتي بأحد الشوارع الفرعية داخل أحد المخططات الجديدة وفاجئت بوجود بعض المخلفات الملقاة أمامي فصعدت عليها مقدمة سيارتي وانقلبت بعد اصطدامها بأكوام شحن أخرى، حيث إنه من الصعب الابتعاد عنها لتغطيتها جزء كبير من الشارع مع العلم إني سبق ان مررت بنفس الشارع كثيرا ولم تكن موجودة هذه الشحنة داخل الشارع.
وأكد الصقيه أنه حضرت فرقة من المرور موقع الحادث التي أكدت له بأنه لا يوجد طرف آخر يمكنه مطالبته، حيث إنها من المخلفات التي يرميها بعض العمالة الوافدة في كذا موقع ولا يمكن معرفتهم.
ويقول أحد المواطنين: بدأ جاري بعمل بعض الترميمات لمنزله ولكنه لم يحضر الحاوية المخصصة لرمي المخلفات الخاصة بالبناء وإنما يقوم برميها في الأرض المجاورة لمنزله مما ضايق أهالي الحي، وعندما انتهى من الترميم استأجر سيارة وأزال بعض المخلفات دون الكل ليقوم بالتوفير على نفسه من استئجار هذه الحاوية طيلة مدة ترميم منزله.
ومن جانب آخر قال الدكتور فهد الخضيري عالم الأبحاث ورئيس قسم المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض: تلعب النفايات والأتربة دوراً هاماً في الأمراض، وللأسف الشديد تزايدت ظاهرة رمي المخلفات الصناعية والمخلفات الترابية ومخلفات المباني في الأراضي الفضاء والمخططات السكنية الجديدة بمدينة الرياض، وبغياب الرقيب والمتابع تتزايد هذه المخلفات العمرانية التي تغطي معظم مساحات الأراضي الفضاء، ويوجد نظام لدى أمانة مدينة الرياض بمنع رمي المخلفات والأتربة ومخلفات البناء في الأراضي الفضاء وقد خصصت لهم الأمانة أماكن بعيدة عن المدن لرمي المخلفات العمرانية، ويتم معاقبة من يرمي تلك المخلفات بغرامة قد تصل إلى عشرة آلاف ريال، ولكن للأسف هذا النظام يعتبر حبراً على ورق، ولم يتم تطبيقه إذ لا يوجد مراقبين من الأمانة والبلديات لمتابعة من يرمي تلك المخلفات ومعاقبتهم.
واقترح الخضيري على البلديات تعيين موظفين خاصين تكون رواتبهم من الغرامات التي تطبق على من يرمي مخلفات بناء أو مخلفات مصانع داخل مدينة الرياض، أو التعاقد مع شركة أمن خاصة يقوم أفرادها بمتابعة تنفيذ قرار منع رمي مخلفات البناء في الأراضي الفضاء داخل مدينة الرياض، ويمكن لهذه الشركة تطبيق الغرامات على من يرمي تلك المخلفات وأن تكون تلك الغرامات مصدر دخل للبلديات وكذلك تسديد تكاليف عقود تلك الشركات.
وأضاف الخضيري أن الأمراض التي يتعرض لها الإنسان في حال تعرضه للنفايات ومخلفات البناء منها التأثير يكون على الجهاز التنفسي أكثر مثل التهابات الرئة والربو بسبب الغبار والأتربة، وقد تمتص تلك الأتربة وجسيمات الغبار الغازات المحيطة بها نتيجة تلوث الهواء بعوادم السيارات فتلتصق تلك الغازات بالغبار وجسيمات الغبار ثم تدخل جسم الإنسان ورئته فتسبب أمراض متنوعة، والتهاب الجهاز التنفسي بالميكروبات والجراثيم, وقد يؤثر الغبار الملوث على العين ويصيبها بالتهابات متنوعة وتراخوما.
على صعيد آخر قال المهندس أحمد البسام مدير عام الإدارة العامة للنظافة بأمانة مدينة الرياض: تحرص أمانة منطقة الرياض ممثلة في الإدارة العامة للنظافة من خلال الكوادر البشرية من (مشرفين ومراقبين) الذين يعملون بشكل متواصل لمتابعة الشكاوى والملاحظات ولمتابعة أداء شركات النظافة وبشكل يومي.
ولدينا الطرق السليمة التي نتبعها للتخلص من النفايات وفق طرق مأمونة وسليمة، وذلك من خلال تجميع النفايات وترحيلها إلى مرمى النفايات وهنالك يتم التعامل معها بالدفن.
وتقوم أمانة منطقة الرياض ممثلة في الإدارة العامة للنظافة بجهود كبيرة عن طريق فرق الجهود الذاتية (وحدة تنظيف الأراضي الفضاء) التي تم استحداثها من قبل الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض عام 1420هـ وتواصل أعمالها في نقل ورفع مخلفات البناء حتى الآن، ويأتي ذلك ضمن البرنامج المعد لتنظيف الأراضي الفضاء من المخلفات مجهولة المصدر التي وضعته أمانة الرياض الذي يقضي ضرورة تنظيف كل مخلفات البناء والأنقاض والهدميات الموجودة في جميع الأحياء، وخاصة الواقع منها على الشوارع الرئيسة وفي المناطق المأهولة بالسكان بهدف نظافة الأراضي من المخلفات المسيئة للمظهر الجمالي للمدينة، وتعاقب الأمانة المخالفين الذين يرمون المخلفات في الأراضي الفضاء وفي الشوارع وتطبق الغرامات المناسبة بحقهم.
وأكد البسام قائلا: نحن في أمانة منطقة الرياض حريصون جداً على متابعة أعمال الشركات التي منحت عقوداً لنظافة أحياء مدينة الرياض وبشكل مستمر من خلال تكثيف الرقابة اليومية عليها من قبل مراقبي الأمانة لمتابعة أدائهم اليومي داخل الأحياء وخارجها وتقييم كل الأعمال المتعلقة بالنظافة من خلال تقارير يومية يتم رفعها وفي حالة وجود أي تقصير من إحدى الشركات فإن الأمانة وبلا شك ستنفذ بحقها العقوبات اللازمة.
وأكد البسام وجود هاتف طوارئ لأمانة منطقة الرياض (940) مخصص لاستقبال الشكاوي والملاحظات من قبل المواطنين والمقيمين ويعمل على مدار الساعة يدون كل الملاحظات المتعلقة بالنظافة وإبلاغ شركات النظافة المعنية ومتابعتها حتى يتم إنهاء الملاحظة بأقصى سرعة ممكنة مع اخذ التعهد اللازم على الشركات المقصرة بعدم تكرار ذلك مستقبلا.
