خطط التنمية أوجدت متغيرات كثيرة أمام الفرد والمجتمع مع ارتفاع عدد سكان المملكة خلال السنوات العشر المنصرمة، وهذا النمو السكاني الذي أوجد تغيراً كبيراً في خطط الدولة من كل النواحي، ومنها على سبيل المثال (التوظيف)، من هنا فإنه لا بد من دعم كل ما هو إيجابي ومعالجة كل ما هو سلبي في هذا الخصوص.
وإذا كان الجندي يقدم روحه ودمه في سبيل الوطن ويحمي الحدود ويحفظ هيبة الدولة في السلم والحرب وتتعدد سماته لترتقي إلى حماية الأرواح والأعراض والممتلكات وحفظ أمن البلاد وحماية مكتسباتها.. وهؤلاء الجنود هم أحفاد الأبطال قادة الفتح الإسلامي فإن إخوة لهم في قطاعات الدولة (الموظفين المدنيين) فهؤلاء يمثلون في خدمتهم لوطنهم وأمنهم أهمية كبرى ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل كل الأدوار التي يؤديها الموظف (مدنياً كان أو عسكرياً لأنهم جميعاً في خدمة المجتمع وتسيير أمور المواطن وإن كل دول العالم لا تستغني أبدا عن الرجال الذين ينصهرون في سبيل البلاد وتقدمها ورفعتها ووصولها إلى المكانة المرموقة. والمواطن في هذه البلاد أياً كان يحتل مكانة وقيمة لا تضاهيها قيمة في قلب الملك العادل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني، وكل مسؤول وكل مواطن ينظر إلى الموظف السعودي على أنه أهل للثقة؛ يؤدي الأعمال بأمانة وإخلاص وإيماناً منا بأن كل ما من شأنه النفع للمواطن لن يتردد قائد الأمة في تحقيقه وإقراره ليواصل أبناؤه السير والعطاء ومعانقة الأمل والرجاء.
لقد كثر الحديث عن التجميد الوظيفي وأن كثيرا من العسكريين والمدنيين قد أمضوا سنوات طويلة وهم في نفس المرتبة لهذا فإننا نقترح وللقضاء على التجميد يرقى العسكري على رقمه الذي عين عليه حتى يصل إلى مرتبة رئيس رقباء، وهذا معمول به في دول مجلس التعاون، وكذلك بالنسبة للمدنيين فما المانع لو أن كل موظف يتدرج في المراتب حتى يصل إلى المرتبة 13 وعلى نفس الرقم الذي عين عليه. إن تحقيق هذا الهدف يلبي أكبر قدر ممكن من حاجات وآمال وطموحات العاملين في القطاعين المدني والعسكري ويقوي العزائم ويساهم في إتقان العمل وتحمل الصعاب لأن إكرام الإنسان يدفعه إلى الالتزام بالفضائل والبصيرة بقيمة العمل وأهميته وغاياته السامية، خصوصاً أن العمل الصادق المخلص يعد من القيم ويمثل قوة الإرادة التي تجعل الموظف لا يتهاون في أعماله ويكون لديه اندفاع قوي لتنفيذ كل الأعمال الملقاة على عاتقه ويمارس بكل أمانة الخبرات التي اكتسبها من خلال السنين وإن كثيراً من الموظفين يحملون صفة القيادة والعمل الدؤوب في ميادين العمل عملياً لا نظرياً والعمل ضمن منظومة متكاملة هدفها الأول والأخير خدمة الدين ثم المليك والوطن.
إننا نأمل أن تجد هذه المقترحات من القلوب الكبيرة ومن الأنفس الأبية القبول والتجاوب ونؤمن أنه ليس عيباً أن تغيّر بعض الأنظمة ويحل محلها ما يتماشى مع طموحات الشعب وتقدم الوطن وشموخه.