Al Jazirah NewsPaper Friday  26/03/2010 G Issue 13693
الجمعة 10 ربيع الثاني 1431   العدد  13693
 
الانتحار وخطورته على السلم الاجتماعي
د. محمد أبو حمرا

 

نقرأ بعد فترة وأخرى خبراً يفيد أن شاباً أو شابة، أو حتى رجلاً عاقلاً قد انتحر، أو حاول الانتحار.

نقرأ خبراً أن شباباً امتهنوا السرقة بطرق ذكية!!

نقرأ خبراً أن امرأة فعلت كذا وكذا في أسواق كذا، أو في استراحة بجوار مدينة كذا!!

أخبار نقرأها دون أن نجد تفسيراً علمياً لأسباب حدوثها.

ودون أن نقرأ تفسيراً من الناحية المادية أو الاجتماعية من رجال متخصصين.

وللأسف أن تلك الحوادث تمر على أعين المسؤولين مرور الكرام وكأنهم غير مبالين بذلك، أو لا يهمهم الأمر.

ولم نجد من فسر لنا: لماذا انتحر فلان، وهو عاقل راشد بالغ الرجولة من كل ناحية؟

ونسمع الجواب من رجال الدين أن المنتحرين ممن يحكم عليهم بقاتلي أنفسهم وهم....!!

وهذا نعرفه دون انتظار لهذا الجواب المعروف، ولكنهم يسكتون عن المسببات والأسباب، ولا يحاولون الدخول لتلك!!

ولعل الموجع في نشوء وكثرة هذه الحالات أسباب كثيرة لم نتمكن من القضاء على مسبباتها أولاً حتى لا تسري بين الناس.

فهل منها مثلاً أن نرمي السبب على إدمان المخدرات بشكل يغيب العقل والحقيقة عند المدمن، ولم نحاول في معرفة أو حتى السؤال عن (كيف تجيء المخدرات عبر الحدود، ومن يسهل دخولها وتسربها لنا)!!

وهل من تفسيراتنا ما يسمى (اليأس من الحياة) إن وجد وهو مفهوم خطير لو استشرى لهلك اليائسون (هنا).

وهل منها صعوبة الحياة المادية التي يعاني منها بعض من المواطنين، ولكن لوجود بقية باقية من قوة الإيمان والصبر فهم لا ينتحرون، بل يعيشون شظفاً وصبراً وأملاً في الله، وعكسهم ينتحرون؟

عينات ونوعيات من السلوك الذي لا نرغبه ولا نريد أن ينتشر، سواء أكان الانتحار أو القتل للخصم عند أدنى مشادة كلامية ولو في عرض الطريق أو.. الخ من السلوك الطائش والغاضب واليائس الذي لم ندرس مسبباته.

الوطن يحتاج إلى أوفياء ورجال صدق، يقفون مع الملك في اتجاهاته لخير الوطن والمواطن، وهم موجودون، والوطن به خيرات وثمرات مهيأة لصالح (السلم الاجتماعي).



abo-hamra@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد