الجنادرية - سعود الهذلي
عندما يدلف الزائر إلى قرية الجنادرية في زيارة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة فوراً تعود به الذاكرة إلى سنوات خلت كان فيها الإنسان يعتمد على سواعده في بناء أرضه وزرعه وحرثه. ويتصور الحياة السابقة التي يعيشها المواطن على أرض هذا الوطن الغالي وتشده هذه الحياة متجولا من مكان إلى آخر يرقب ببصره ما يصنعه هذه الحرفي وما ينتجه هذا الصانع. ويشاهد الأدوات البدائية التي يستخدمها الإنسان في الماضي. وتكاد تذرف عيون كبار السن وهم يتذكرون الحياة السابقة التي عاشوها وماهم فيه من تقدم وتحضر وتطور اليوم. أما الشباب فتبهرهم حياة الإنسان في السابق وكيف كان يعتمد على نفسه في صنع حاجاته وكيف كان يخترع ما يستفيد منه في أمور يومه.. في الجنادرية صورة حية يرسمها أبناء الوطن لما كان عليه الوطن والمواطن في السابق فزائر الجنادرية يشاهد بيت الطين ويشاهد حرفا يدوية اندثرت بل اختفت من حياتنا الحاضرة فهذا النداف وهذا الخراز وغيرها من الحرف اليدوية التي شدت الزوار بمختلف أعمارهم. الجنادرية اليوم تضم كل ألوان الحياة التي يعيشها المواطن سابقا في كل منطقه من هذا الوطن الغالي. فهذه صور لأهالي الحجاز وعاداتهم وهذه صور لأهالي نجد وحياتهم وهذه صور لأهالي الجنوب وتقاليدهم وفنهم في حرفهم إضافة إلى أهالي الشرقية والشمال وتميزهم بصناعتهم. فالزائر للقرية يعيش في كل ألوان الحياة في موقع يتنقل كيف ما يشاء ليطلع على حياة المواطنين سابقا كلا على تراثه. نعم إنها صور رائعة تحكي عن تاريخ رائع على أيدي آبائنا وأجدادنا.