الجنادرية - أحمد حكمي
احتلت الجنبية مكانة رفيعة في قلوب أهالي منطقة جازان على مرور الأزمنة والتاريخ وبقيت محتفظة بتلك المكانة رغم تعاقب الأجيال والحضارات بل انها مازالت مرافقة على الدوام لبعض الأهالي في المناطق الجبلية ولم يتم الاستغناء عنها. وبقيت في جناح منطقة جازان في القرية التراثية هي مقصد العديد من الزائرين عند العم محمد غماري في جناحه الذي يبتاع فيه أنواعاً منها ويعدها من الحرف التي يفتخر بها أي شخص عمل في هذا المجال حيث التقينا به ليحدثنا عن تاريخ ثلاثة عقود قضاها من عمره مرافقاً لصناعة أنواع الجنابي أو الخناجر، فهو رجل مخضرم عاصر الماضي ويعايش الحاضر وروى تفاصيل ذلك الزمن الجميل، حيث كانت الجنبية رمزاً للشرف والقوة يرتديها الكثيرون على اختلاف ثقافاتهم ومناطقهم تلازم صاحبها في الفرح إذا أراد أن يرقص بها وقد تكون سبباً في الاحزان إذا شقت طريقها نحو الجريمة لتقتل وقد تكلف الكثير إذا خالط بريقها لهيب الغضب. ويقول غماري: إنه عمل في صناعة الخناجر من صغره حيث كان مرافقاً لوالده وذلك من خلال جمع الحديد ومن ثم صهره وباختلاف أنواع الحديد تكمن جودة الجنبية.
وذكر غماري أنه كان يقصدهم في ذاك الزمان رجال لهم شأن كبير في المنطقة لجودة أنواع الجنابي أو الخناجر عندهم حيث كانت تباع الواحدة بريال ونصف وهذا يعد مبلغاً كبيراً على العامة ولا يشتري بهذا السعر سوى الشخص الذي يملك المال الكثير أما في وقتنا الحاضر فأغلى جنبية باعها كانت بمبلغ 10 آلاف ريال.
وعن مكونات الجنبية حدثنا العم غماري قائلاً: تحتوي الجنبية على المقبض هو رأس الجنبية وهو أصلها وزينتها وسبب في ارتفاع سعرها ثم يأتي النصل فهو من الحديد والفولاذ، والجزء الآخر هو «المبسم» الفاصل بين المقبض والنصل ويصنع من الفضة الذي يبرز انحناء الجنبية ويضعه في غاية الروعة والجمال، ويلمعه فيشع بريق شفاف. وقال غماري: لكل نوع من أنواع الجنابي ميزة تكمن في لمعان النصل ودقة القصبة ومازال هناك أناس كثر يهتمون بها ويتنقلون إلى أماكن بعيدة لشرائها والاهتمام بها.