الجزيرة - علي محسن مجرشي
بدأت يوم الجمعة الماضي أعمال ندوة (القيم الإنسانية المشتركة.. أساس لتعايش الشعوب وحوار الثقافات) في إطار النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الخامس والعشرين وذلك بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتيننتال بالرياض.
وقد شارك في الندوة الدكتور عبد الله بن بيّه الأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز، والأستاذ سيد عطا الله مهرجاني، والدكتور خليل جهشان، والأستاذ حميدة النيفر، وأدار الندوة عضو مجلس الشورى الدكتور عبد العزيز السويل.
وفي بداية الندوة ألقى الدكتور ابن بيّه ورقة العمل الأولى بعنوان (القيم المشركة) تناول فيها مفهوم القيم، حيث أشار إلى أنها عبارة عما به يكون الشيء مقدراً من الناحية الفكرية والأخلاقية والبدنية.
مبيناً أن القيمة تشير إلى الخصلة الحميدة والخلة الشريفة التي يحرص الإنسان على الاتصاف بها كحرصه على اقتناء الأشياء ذات القيمة الثمينة والاحتفاظ بها.
وقال الدكتور ابن بيّه: إن القيم وردت في القرآن الكريم في موضعين أحدهما وصف للمال والثاني وصف للإسلام.
وأبان أن القيم المشتركة قد لا تكون بحاجة إلى إنشاء فإنها بحاجة إلى إحياء وإلى تجديد وتأكيد، لافتاً إلى أهمية تفعيل القيم الأخلاقية.
وأوضح أنه لا اختلاف في القيم الأساسية الكبرى، كالحق في الحياة، والكرامة والحرية، ولكن الاختلاف في التفاصيل المتمثلة فيمن يستحق الحياة ومن يستحق الحرية، مؤكداً أن احترام الاختلاف وترسيخ أهميته ومد جسور الوحدة وحده الذي يعيدنا إلى قيمة الإنسان وأننا نستحق هذه القيم.
وخلص الدكتور عبد الله بن بيّه إلى أن القيمة هي التي تضفي المشروعية وأن القيمة هي التي تعطي لأي شعب تصوراً عن ذاته.
عقب ذلك ألقى الأستاذ سيد عطا الله مهرجاني ورقة العمل الثانية، أكد فيها أهمية الرجوع إلى الحق باعتبار ذلك هو أحسن الأخلاق، وضرورة ترك التعصب لأن ذلك لا ينقص من قيمة الإنسان المتصف بذلك.
وقال مهرجاني: إنه عند الغضب لا يبقى سداد الفكر، وعند اختلاله لا مطمع في الفهم، فيفوت الغرض. مبيناً في هذا الصدد أن التمادي في الباطل أمر مذموم.
واستعرض مهرجاني في ورقة العمل العديد من الصفات الحميدة التي ينبغي على الإنسان أن يتحلى بها مثل: العدل والمساواة وترك البغضاء والمحبة والتآلف بين أفراد المجتمع.
عقب ذلك ألقى الأستاذ حميدة النيفر ورقة عمل بعنوان (المشترك الإنساني شهادة الخطاب القرآني الحضاري)، أكد فيها أن الخطاب القرآني تناول مفهوم التعدد بوصفه أصلاً وجودياً وحضارياً. لافتاً إلى أن الخطاب وقع تجسيده في التاريخ الحضاري الإسلامي.
وأضاف النيفر أن الخطاب القرآني يتأكد اليوم بالنظر إلى اللحظة الحضارية وما انتهت إليه من تقارب لم يسبق له نظير، مستعرضاً أهمية الحوار اليوم من جانب العالم الإسلامي.
بعد ذلك ألقى الدكتور خليل جهشان ورقة العمل الرابعة استعرض فيها عدداً من العوامل التي تؤثر في القيم الإنسانية المشتركة.
وأشار إلى أهمية الحوار بوصفه أساساً لتبادل الآراء بين الأطراف المختلفة. مستعرضاً في الصدد ذاته النماذج التي تحققت بفضل الحوار البنّاء المبني على احترام الآخر.
بعد ذلك فُتح باب الحوار حيث شارك مجموعة من المثقفين والمفكرين بعدد من المداخلات التي تناولت موضوع الندوة إلى جانب مجموعة من الأسئلة التي أثرت الحوار.