حوار - وسيلة محمود الحلبي
تأتي الجنادرية كل عام وهي تتخضب بالفكر والثقافة، وتترصع بلآلئ وأصداف المعرفة في عرس ثقافي يشار إليه بالبنان. وفي هذا العرس الخامس والعشرين نلتقي مع عروس اللجنة الثقافية النسائية جواهر العبد العال. والحديث معها يختلف تماماً عن أي حوار مع أي مسؤولة أخرى، فهي من تفكر وتنظم وتحيك الأعمال الثقافية، وتنفرد بفكر راق وحس مرهف وحب كبير للوطن وعطاء متميز للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، نهلت من عشق الوطن وعشقت الثقافة والتراث وتفانت في عملها بالمهرجان الوطني وعشقته وعشقها حتى الثمالة، هذه هي جواهر العبد العال ضيفة (جريدة الجزيرة)، وفي كل عام تتحفنا بالجديد، سأترك لكم أيها القراء الأعزاء الاستمتاع معها في هذا الحوار.
في كل عام تطل علينا اللجنة الثقافية النسائية بالجديد، ما هو جديد البرنامج الثقافي النسائي لدورة هذا العام؟
- أولاً أبارك للوطن هذا النجاح الكبير والعظيم لحفل الإفتتاح وأبارك للمسؤولين هذه الجهود الجبارة التي تعبر عن حب الوطن والولاء. وفي النشاط الثقافي النسائي لهذا العام وإلى جانب الندوات الأدبية والعلمية المتخصصة والأمسية الشعرية وبقية الفعاليات والأنشطة، هناك ندوة صحية مهمة جداً تناقش مرض العصر (السمنة). والحقيقة أن اختيار هذا الموضوع لم يكن مصادفة ولم يأت من فراغ ولم يكن رأياً فردياً، ولكنه جاء بالإجماع، حيث قمنا في نهاية الأنشطة في العام الماضي بتوزيع استبيان على المشاركات وصاحبات الفكر والإعلاميات لمساعدتنا في اختيار الموضوع، وكان هناك شبه إجماع على المجال الصحي وموضوع السمنة تحديداً نظراً لتفشي هذا الداء - إذا صح الأمر- بين أفراد المجتمع عامة والنساء خاصة. وقد أيدت لجنة المشورة النسائية الموضوع، وتم اعتماده ضمن الأنشطة الثقافية النسائية لهذا العام، ونرجو أن يتحقق الهدف المرجو وأن تستفيد الحاضرات.
من أين جاءت فكرة الأوبريت النسائي؟ وماذا يجسد؟ ومن يشارك فيه؟ وكم استغرقت مدة التدريب؟
- حقيقة فكرة الأوبريت النسائي جاءت بعد نجاح أوبريت العام الماضي والذي كان بمناسبة الاحتفال بمرور خمسة وعشرين عاماً على المهرجان. لذلك تم إقراره هذا العام بمناسبة مرور خمس وعشرين دورة على المهرجان، وقد تبنته جامعة الأميرة نورة لهذا الموسم، وسوف تؤديه مجموعة من طالباتها وبرعم الأوبريت الطفلة لمى خالد الكلش من مدارس الجزيرة، وقد أعدت الأوبريت الشاعرة لمياء العقيل من جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية بالحرس الوطني، واستغرقت مدة التدريب عليه حوالي الشهر، وهو بعنوان (عروس المجد) ويجسد في كلماته ومعانيه حب الوطن الغالي.
هذه الجهود الرائعة للجنة الثقافية النسائية كم استغرق من الوقت لإنجازها؟
- كما هو معروف فإن الاستعداد للأنشطة يبدأ منذ وقت مبكر جداً وبعد انتهاء المهرجان من كل عام يبدأ العمل للعام التالي، حيث يتم تباعاً توثيق العمل وإعداد التقارير وما إلى ذلك عن الأنشطة المنتهية، ثم يبدأ الإعداد للأنشطة الجديدة من تشكيل اللجان واختيار الموضوعات ومخاطبة المشاركات وتلقي الاقتراحات. وبعد الانتهاء من تحديد الأسس وخطة العمل نبدأ بالتنفيذ تدريجياً وبصفة متواترة ومتواصلة حتى نصل لمرحلة الذروة وهي الأيام الأخيرة قبل التنفيذ حيث تكتمل الصورة إيذاناً بانطلاق فعاليات الأنشطة.
ما هو التغيير الطارئ هذا العام على اللجان الإعلامية للمهرجان؟
- كانت اللجنة الإعلامية تابعة للجنة الثقافية، ولكن مع توسع الأعمال والمسؤوليات، ولوجود لجنة إعلامية أيضاً ضمن اللجنة التراثية، فقد رأى المسؤولون في إدارة المهرجان الوطني للتراث والثقافة، ومن أجل تنظيم أكثر إنشاء لجنة مستقلة للإعلام والمراسم والعلاقات العامة برئاسة الدكتورة لبنى العجمي من جامعة الملك خالد في أبها، وتقوم هذه اللجنة بكافة مسؤولياتها المنوطة بها وتتعاون مع اللجنتين الثقافية والتراثية، ونرجو للجميع التوفيق.
وماذا عن إصدارات اللجنة الثقافية النسائية لهذا العام؟
- أصدرت اللجنة الثقافية النسائية هذا العام كتاب الندوات والمحاضرات، الأمسيات الأدبية، المفكرة الثقافية 1431هـ، مجلة الوثائق وتتضمن نبذة عن اللجنة الثقافية ومرفق بها التقويم السنوي والتقويم الدراسي، هذا عدا إصدارات أخرى مثل بروشورات وبوسترات المعرض الصحي المصاحب.
في كل عام تواجهين تحديات كبيرة من المغرضين من الجنسين؟ برأيك ما هدفهم؟ وماذا تقولين بهم؟
- أعتقد أن من يتصدى لأي عمل وخاصة إذا كان العمل إبداعياً أو ثقافياً فلا بد أن يلاقي من الصعوبات والعناء الشيء الكثير ومن أجل ذلك لا بد أن يصرف كل وقته واهتمامه إلى هذا العمل وتلك المسؤولية، وأن يكون أميناً في أدائها حتى يحقق رضا لنفسه وللمسؤولين الذين أسندوا له هذه المهمة وقبل كل شيء رضا الله فهو المطلع على السرائر، وأن لا يلتفت إلى أي صوت يحاول إحباطه أو إعاقة مسيرته وعمله وإنجازه، لأنها لن تحقق ما ترجوه ولن تنال من إنجاز الآخرين، لأن الأجدر بها أن تعمل وتخلص النوايا وتساهم في البناء بدلاً من أن تكون معول هدم -حمانا الله من ذلك وجعلنا هداة مهتدين ونافعين لوطننا ومواطنينا.
ستكون معنا هذا العام شاعرة من الأردن من رشحها؟ وماذا ستقدم لمحبي الشعر؟
- نعم ستشارك الشاعرة نبيلة الخطيب من الأردن في الأمسية الشعرية بقصيدة رائعة بمناسبة استضافتها في المهرجان، وقد رشحها لنا رئيس النادي الأدبي في الأحساء الذي نشكر له تعاونه مع هذا الملتقى الوطني.
ما أبرز ما تركه المهرجان الوطني للتراث والثقافة في مسيرتك الثقافية، وفي نفسيتك؟
- في الحقيقة أنني مدينة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة ليس لأنني سعيدة بأن أتاح لي الفرصة لخدمة وطني وتقديم بعض العطاء فحسب، بل ولأنه أثر في مسيرتي الثقافية بشكل كبير، فالكل يعرف أن التواصل الثقافي في مجالاته المتعددة وفنونه المختلفة ينعكس إيجابياً على من يتصدى لها، ولذلك فإنني قد استفدت الكثير.
حدثينا عن اللجنة الثقافية ونشاطها بشكل مختصر وما أهم ما قدمته في المهرجان طيلة فترة رئاستك لها.
- الحديث عن اللجنة الثقافية النسائية ذو شجون، فلي معها عبر 25 عاماً من الذكريات الجميلة والمواقف ما أعجز عن اختصاره في إجابة عاجلة ومحدودة ولكن كل ما أستطيع قوله أنني أحببت هذا العمل لدرجة العشق وأجزم أنني اخلصت له وقدمت ما أمكنني تقديمه ودافعي في ذلك، ومحفزي هو عشق وطني، وأرجو أن يوفقني الله إلى تقديم ما هو مفيد.
كلمة توجهينها للمسؤولين في المهرجان؟
- إذا كان هناك كلمة للمسؤولين لي في المهرجان، فإنني أقف احتراماً وإجلالاً لهم جميعاً على ما قدموه سابقاً وعلى ما يقدمونه حالياً أو مستقبلاً للأنشطة الثقافية النسائية التي حققت نجاحات باهرة بحمد الله وتوفيقه ثم بدعم المسؤولين في المهرجان والحرس الوطني، فقد كان لدعمهم ومساندتهم بل وتوفير كل ما نحتاجه الأثر الكبير بل والأساس في النجاح، فلهم كل التقدير والاحترام والعرفان.
ثلاث وردات لمن تهديها في المهرجان؟
- أهدي ثلاث وردات جميلة ومعطرة ومصحوبة بالشكر والامتنان إلى كل من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني التنفيذي نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان، وإلى راعية الأنشطة صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بن عبد العزيز، وإلى معالي نائب رئيس الحرس الوطني نائب اللجنة العليا الأستاذ عبد المحسن التويجري، وإلى الأستاذ سعود الرومي مدير عام المهرجان.
ماذا يدور بخلدك الآن؟
- ما يدور بخلدي هو أمنياتي بالنجاح للمهرجان بصفة عامة وللأنشطة النسائية بصفة خاصة لتضاف إلى رصيد النجاحات السابقة التي تحققت بتكاتف وتعاون الجميع سواء في اللجنة الثقافية أو لجنة المشورة وكافة الأقسام والمشاركات وقبل ذلك وبعده المسؤولون في المهرجان والحرس الوطني.