تونس - واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أن المملكة العربية السعودية لا تسمح بأي عبث في أراضيها من أي جهة كانت.
وقال سموه في معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين أمس في تونس على هامش اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب بشأن الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمنع عمليات التسلل على حدودها مع اليمن: إن المملكة العربية السعودية أكدت عملياً أنها ترفض الدخول إلى أراضيها من أي جهة كانت، وإنها في نفس الوقت تحترم اليمن ولا تدخل داخل اليمن.. ووصف سموه الأمور بأنها هادئة.
وقال سموه: (إن المملكة لا تسمح بأي عبث ولو في مساحة متر من أراضيها).
وقد بدأت أمس برعاية فخامة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي في تونس أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلس وزراء الداخلية العرب.
ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب وفد المملكة العربية السعودية إلى اجتماعات هذه الدورة التي تستمر يومين ويشارك فيها أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية في مختلف الدول العربية.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من القرآن الكريم بعد ذلك تلا معالي وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي ممثل رئيس الجمهورية رفيق بالحاج قاسم كلمة فخامة الرئيس زين العابدين بن علي التي وجهها للاجتماع. وقد توجه فخامته في مستهل كلمته بالتحية والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز منوهاً بالرعاية الكريمة التي يوليها سموه لمجلس وزراء الداخلية العرب بحكمة واقتدار.. ورحب بسموه وبأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب في الجمهورية التونسية.
وأكد فخامته أن ما يشهده العالم اليوم من تحولات متسارعة في مختلف القطاعات والمجالات يحتم العمل الدؤوب من أجل مواكبة هذه المتغيرات وإدراك أبعادها ورفع تحديتها بما يقتضيه ذلك من التحلي بصدق العزيمة وروح المبادرة والسعي إلى إشاعة قيم التآزر والتكافل وتوحيد الكلمة في إطار ما يربط الدول العربية من وشائج قربى وأواصر إخوة وما يجمعها من تطلعات وطموحات مشتركة.
وتحدث فخامته عن حرص بلاده على مواصلة السير في هذا النهج القويم والمثابرة باستمرار على أن تبقى عنصراً فاعلاً في ترسيخ دعائم العمل الأمني العربي المشترك، وأن تسهم من موقعها في الحفاظ على أمن الدول العربية وسيادتها ومناعتها.
وأشار إلى أن انعقاد هذه الدورة يتزامن مع اليوم العربي لحقوق الإنسان، معرباً عن تقديره للجهود المحمودة التي يبذلها مجلس وزراء الداخلية العرب في مجال الاهتمام بهذا الموضوع وبعلاقته بمتطلبات الأمن العمل الأمني.
وقال: (إن حقوق الإنسان في نظرنا عنوان حضارة وضرورة أخلاقية وسياسية ومقوم أساسي من مقومات كرامة الأفراد والشعوب.. وطالما أكدنا أن هذه الحقوق كل لا يتجزأ وأن لا مجال للمفاضلة بين أصنافها وأجيالها ولا لتمييز أحدها على الآخر).
كلمة الأمير نايف
ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العاليمن والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أصحاب المعالي وزراء الداخلية العرب..
معالي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب..
أصحاب المعالي والسعادة..
أيها الإخوة الحضور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسرني في هذه المناسبة أن أعبر عن سعادتي بهذا اللقاء السنوي الكريم الذي يؤكد في أعماله وقراراته ما للأمن العربي من أهمية.. تحفظ للإنسان حاله وماله وعرضه.. وبما يحقق استقرار حاضره وأمان وتطور مستقبله.. كما يسرني في مستهل هذا اللقاء أن أرفع باسمي وباسمكم جميعاً وافر التقدير والإجلال لفخامة الرئيس زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة على ما يحظى به مجلس وزراء الداخلية العرب وأمانته الدائمة واجتماعاته المتكررة من رعاية كريمة من لدن فخامته.. وضيافة معهودة من شعب تونس الشقيق.. وما نحاط به على الدوام من حسن استقبال وحفاوة وتكريم.. كما نشكر لمعالي الأخ رفيق بالحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية بالجمهورية التونسية حسن الإعداد والتنظيم لهذا الاجتماع والحرص على توفير أسباب نجاحه وبلوغ أهدافه بإذن الله تعالى وتوفيقه.
أيها الإخوة: أحمد الله عز وجل على ما تحقق من إنجازات على صعيد العمل الأمني في دولنا العربية.. وما تم تنفيذه في سبيل بلوغ ذلك من خطط واستراتيجيات عربية شملت الوقاية من الجريمة.. ومكافحة الإرهاب.. والسلامة المرورية.. والحماية المدنية.. ومكافحة المخدرات.. والرقابة المالية.. والتوعية الأمنية.. وإنني على يقين بأن هذه الإنجازات تستحق التقدير ليس على المستوى الرسمي فقط ولكن حتى على المستوى الشعبي لأمتنا العربية التي تنشد الأمن والاستقرار في حياتها..إلا أن طموحاتنا كبيرة.. وجهودنا متواصلة.. لتحقيق توجيهات قادة دولنا.. وتطلعات شعوبنا العربية.
أيها الإخوة: إن استقامة سلوك الفرد.. وانتظام استقرار الأمة وتطورها.. يعتمد في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه.. ولذلك كان الانحراف الفكري من أهم المشكلات الفكرية والأمنية التي تعاني منها أمتنا عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر.. فخوارج اليوم هم امتداد لخوارج الأمس اللذين قال عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سيخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان.. سفهاء الأحلام.. أي إنهم جمعوا مع حداثة السن.. سفاهة العقل وضحالة التفكير.. وهو ما يؤكده فعل بعض من انحرف عن الجادة من أفراد مجتمعاتنا المسلمة والعربية.. وخرجوا على إجماع أمتهم وولاة أمرهم.. وكفروا المجتمعات المسلمة حكاماً ومحكومين.. واستحلوا الدماء والأموال المعصومة.. وفتحوا جبهات على الأمة المسلمة تضعف قدراتها وتعين أعداءها عليها.. وهو ما استوجب - أيها الإخوة - أن تهتم المؤسسات الأمنية والتعليمية في المملكة العربية السعودية بإجراء دراسات متعمقة وأبحاث متخصصة في قضايا الأمن الفكري من منطلق منهج الوقاية ونهج التحصين ضد الفكرالمنحرف الذي يهدد المجتمع وسلامته واستقراره.. وهو جهد أثمر في محصلة نتائجه إلى تقديم مشروع استراتيجية عربية للأمن الفكري نسعد بطرحها ضمن أعمال الدورة السابعة والعشرين لمجلسكم الموقر بأمل أن تكون منطلقاً لرؤية أمنية عربية شاملة.. تسهم بإذن الله تعالى في تعزيز الجهود الرامية إلى بناء حصانة فكرية لدى الفرد والأمة ضد المؤثرات الفكرية المنحرفة المهددة لأمننا العربي المشترك.
إن المسؤولية الأمنية - أيها الإخوة - وإن كانت واجب ملزم لأجهزة الأمن.. فإن نجاحها مسؤولية مشتركة على الجميع.. فالكل مستفيد من استتباب الأمن.. والكل أيضاً متضرر بغيابه أو ضعفه - لا سمح الله -.
أيها الإخوة: أرجو الله العلي القدير أن يوفقنا جميعاً لما يرضيه.. وأن يجعل في اجتماعكم ما يحقق توجيهات قادتنا.. وتطلعات شعوبنا العربية.. وأن يسهم ما تتوصلون إليه من قرارات وتوصيات في تحقيق تلك الغايات السامية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم ألقى معالي أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان كلمة تناول فيها الظروف الدولية التي تنعقد فيها الدورة على صعيد التحولات الجارية في مجال الجريمة وتنامي الروابط بين الإرهاب وسائر أنماط الجريمة المنظمة، حيث أصبحت التنظيمات الإرهابية تستفيد من إمكانات عصابات الإتجار بالمخدرات ومسالك التهريب والخطف والسطو لأغراض مادية بعيدة عما تدعيه من خدمة لقضايا نبيلة.
كما ألقى عدد من أصحاب المعالي وزراء الداخلية العرب وممثلي المنظمات العربية والدولية كلمات تضمنت الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز لجهوده المباركة ودعمه المتواصل لمسيرة العمل الأمني العربي المشترك وترسيخ إنجازات مجلس وزراء الداخلية العرب حتى أصبح من المؤسسات العربية البارزة التي تحضى بالمصداقية والاحترام في مجالات العمل العربي المشترك.
وتطرقت الكلمات إلى الأوضاع الأمنية في العالم والمنطقة العربية والتحديات التي تواجه أجهزة الأمن وضرورة التنسيق العربي بمكافحة الجريمة بأشكالها بما يرسخ الأمن العربي.
حضر الجلسة الافتتاحية صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز ومعالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر إلى جانب وفود أمنية عربية وممثلي بعض الهيئات والمنظمات العربية والدولية.
ويضم الوفد الرسمي للمملكة معالي وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد بن محمد السالم ومعالي المشرف العام على مكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبد الرحمن بن علي الربيعان ومعالي مستشار سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي ومعالي مدير الأمن العام الفريق سعيد بن عبدالله القحطاني ومدير عام مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود بن صالح الداوود ومدير عام الشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف الدكتور عبدالله بن فخري الأنصاري ومدير الإدارة العامة للتعاون الدولي بالمباحث العامة اللواء خالد بن علي الحميدان.
وقد شرف صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب حفل الغداء الذي أقامه معالي وزير الداخلية والتنمية المحلية التونسي رفيق بالحاج قاسم في العاصمة التونسية أمس تكريماً لسموه وإخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب المشاركين في اجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته السابعة والعشرين التي بدأت في وقت سابق أمس.