ما لم يقله الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم أسر بريدة هل سيقوله الشيخ العبودي في معجمه المتوقع صدوره في باقي مدن القصيم كتاب: غرب القصيم: الرس، والنبهانية، وضرية، وشمال القصيم: عيون الجواء. وشرق القصيم: الشماسية، والأسياح. ووسط القصيم عنيزة والبكيرية، ورياض الخبراء والمذنب والبدائع. أم يقوله الناشر د. محمد المشوح الذي يحتفظ بالمسودات الأولية للمعجم.. بالتأكيد أن هناك وثائق وحقائق علمية تاريخية واستيطانية لم ينشرها محمد العبودي لأن معجم الأسر لا يحتمل المزيد من الوثائق والذي وصل عدد كتبه إلى (23) كتاباً فهناك أسر وعائلات لديها المئات من الوثائق نشر منها الشيخ العبودي ما يعادل 10 بالمائة مما لديهم مثل: عائلات ال أبو عليان وأبا الخيل والربدي، والرشودي، والشريدة، والتويجري، والسالم العبودي، والسيف وغيرهم من مكاتبات وتعاملات يومية يعود بعضها إلى القرن العاشر والحادي عشر الهجري ولو أرفق بعضها لوصل المعجم إلى رقم قياسي وهناك حقائق تاريخية وأنساب وأحداث سكت الشيخ عنها لأن المعجم مختص بالأسر أحوالها وشأنها وحركتها السكانية أي أن الشيخ العبودي أخذ الجانب الاستيطاني فقط فلم تكن كتابته موجهه للشأن السياسي أو أنساب أو توزيع القبائل وركز على التاريخ المكتوب المبني على الوثائق..
هل كان معجم محمد العبودي يصنف بالمناطقية والفئوية والجهوية والقبائلية كما أشار له البعض أم أنه رصد استيطاني وسكاني لمدينة شكلت من نفسها عقدة اتصالات ربطت جنوب نجد بشمالها وسواحل الخليج بسواحل البحر الأحمر، بالتأكيد أن محمد العبودي استفاد من رشاقته في الكتابة. والشرعية في سجله بالتعليم والديني، والحقوقية من كونه عمل في القضاء والدعوة والمؤسسات الإسلامية ومن وجاهته الاجتماعية كونه من أسرة متجذرة في تراب بريدة ولها عمق تاريخي، واستفاد من منهجيته التي تقوم على التحقيق والتمحيص وفحص الوثائق ومقاربتها ومقارنتها مع بعضها حيث أصدر لنا في أوآخر الألفية الهجرية الماضية قبل حوالي (30) سنة المعجم الجغرافي لبلاد القصيم ليكون دراسة جغرافية تاريخية للقصيم ويتممه الآن بدراسة سكانية استيطانية ويغطي بذلك منطقة القصيم في فترة الاستيطان الحديث.. إذن هذا ما قاله العبودي في معجم أسر بريدة لكن المسكوت عنه من وثائق ومعلومات يشكل كنزاً غنياً بالحقائق قد يكون جزء منها لدى الناشر د. محمد المشوح وهي وثائق كانت معدة للنشر ثم استبعدها الشيخ العبودي ربما رغبة منه أن لا تستحوذ بعض العائلات بالمساحة والحيز الأكبر من الكتاب أو لعدم تحقق الشيخ العبودي من حقيقتها ومصداقيتها أو لكونها تضم معلومات حساسة لا تناسب النشر في هذه المرحلة.
ويبقى الشيخ محمد العبودي ذاكرة القصيم النشطة وسجلها المدون. سيبقى اسمه محفوراً على جبال درعها العربي شامخاً مثل جبال شعباء وطمية وقطن وحافات عنيزة والشماسية والطراق وممتداً بعلو مثل صفراء الأسياح ومدرج وقصيباء سيبقى كبحار الرمال في نفود المظهور والعريق وصعافيق والشقيقة وسيبقى رطباً و(مشجراً) ومثمراً مثل خبوب بريدة: البصر والحلوة والمريديسية والعريمضي والصباخ والقصيعة وسيبقى منساباً ودفاقاً مثل مياه وادي الرمة والرشاء والفويلق والبسيتين سيبقى خليطاً ومذاقاً عذباً من الجغرافيا والتاريخ والوجوه التقليدية التي ارتحلت مع العقيلات غرباً إلى مصر وشمالاً إلى الشام وشرقاً إلى العراق.. هو أيضاً ذلك العقيلي المتبرد بماء بريدة وغضى عنيزة وأودية الرس الرقراقة فوق حجارة الدرع العربي وممر لينا وتحنانا مثل رمال الغميس بالبكيرية والبدائع هو المزيج الذي قارب الناس إلى بعضهم حين كتب أمسهم وأحب قصائمهم.