منذ توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وهي تشهد تطوراً ونقلات سريعة في مختلف المجالات، وقبل حوالي ربع قرن تقريباً انطلق مهرجان الجنادرية ليوثق ويبرز تاريخ وتراث المملكة العربية السعودية المميز ليكون شاهداً حياً للأجيال الحديثة، يشاهدون ويعايشون من خلاله الواقع الذي عاشه الآباء والأجداد في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. وقد نجح المهرجان في إحياء الكثير من المظاهر التراثية والحفاظ عليها من الاندثار، كما نجح في استقطاب العديد من الفعاليات الثقافية التي تجاوزت حدود المملكة وشارك فيها أعلام الثقافة والأدب من مختلف أنحاء العالم.
لقد أصبح مهرجان الجنادرية علامة مميزة وحدثاً يتطلع إليه الكبير والصغير في مختلف أنحاء المملكة وحظي بدعم ومساندة ولاة الأمر منذ انطلاقته وحتى هذا العهد المبارك بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني - حفظهم الله -.
وإن مما يتميز به هذا المهرجان الكبير تنوع الفعاليات التي يشتمل عليها من مسابقة القرآن الكريم وأطروحات ثقافية تسهم في بناء الفكر وتنويره وتقوية أواصر المحبة والإخوة, وتعميق جذور المواطنة الصادقة، إضافة إلى سباق الهجن الذي يضفي على المهرجان طابعا خاصا يتطلع الملايين لمتابعته.
إن هذا المهرجان الرائد في تنظيمه وفعالياته ومكانته حري بالأجيال أن يستفيدوا منه وأن يولوه العناية الكبيرة لأنه منهم وإليهم.
وختاما أتمنى للقائمين على هذا المهرجان مزيد العون والتوفيق وتحقيق ما يطمحون إليه من نجاحات وتميز يسهمون بها في نهضة هذا البلد العزيز على نفوسنا جميعاً.
وأسأل الله العلي الكريم أن يحفظ لنا ديننا ووطننا وقيادتنا الحكيمة ويوفقهم لما يحب ويرضى..
نائب أمير المنطقة الشرقية