Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/03/2010 G Issue 13683
الثلاثاء 30 ربيع الأول 1431   العدد  13683
 
جنايةٌ.. وجنى..!
إبراهيم بن عبد الرحمن التركي

 

قد يُعرف الشاعر بقصيدة، والسارد برواية، والناقد بكتاب، وربما جنت هذه على أربابها؛ فطارت بهم ذكراً، وتجاوز المتابعون بقية نتاجهم اكتفاءً بما ذاع وانتشر غير عابئين بما استتر أو اندثر..!

وعبدالله بن إدريس شاعر وكاتب وصحفي، له دور الريادة، وفضل التأسيس، لكنه قد يختصر في كتابه المنتشر (شعراء نجد المعاصرون) الذي مضى على تأليفه نصف قرن ولمَّا يزل مرجعاً يسير به الذكر لمَن يريد أن يؤرخ لحقبة مهمة في التاريخ الأدبي السعودي..!

هل جنى الكتاب على شيخنا أبي عبدالعزيز أم جنى شيخنا منه..؟! لعل الإجابة الإيجابية صادقة في الحالين؛ فابن إدريس ليس (شعراء نجد) فقط، لكنه دخل به عالم الأدب من أوسع أبوابه، ولا ننسى أنه ألفه وهو بعدُ شاب لم يكد يبلغ عامه الثلاثين.. وقد نال صاحبَكم شيءٌ من هذا الذيوع حين أجرى لقاءً مبكراً معه (1405هـ)، والتقط إشارة عابرة من شيخه حول قيمة الكتاب التي تجاوزت في ردود أفعالها - كما قال - ما كُتب عن العقّاد وطه حسين، فوضعها عنواناً بارزاً على ثمانية أعمدة، ما جعل الشيخ يستدرك معاتباً الصحفي الناشئ بكلمة نشرت في (عزيزتي الجزيرة) حول مقصده الذي لم تخدمه الإشارة - الإثارة، وأصر صاحبكم - بحماسة الشباب - على الاحتكام للتسجيل، ثم آثر مَنْ بيده القرار الاكتفاء بما نشر في الحوار قبلاً والإيضاح لاحقاً..!

ورغم هذه البداية غير المشجعة فقد احتفى الأستاذ بتلميذه من لدن ذلك الموقف وحتى يومه، ورأى التلميذ في أستاذه طيبة القلب، ويسر التعامل، ودماثة الخلق، والدعم المعنوي بالمشافهة والمكاتبة والمقالة؛ فبات مرجعاً في أدب النفس والدرس..!

«عبدالله بن إدريس» علامة مهمة في المسيرة الأدبية والإعلامية، وهذا الملف يضيف إلى كتابات منتظمة ومتناثرة سابقة أعدتها (ثقافة الجزيرة) عن هذا الرجل المضيء، وسيذكر مؤرخو المرحلة أن دوره في النادي الأدبي بالرياض ما يزال (بما له وما عليه) هو الدور وإن تعددت الوجوه؛ فالصيت لا يحجبه صمت ولا يعليه صوت..

عذراً إذا قصر الكلام!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد