المحافظة على النظام تؤدي إلى تماسك المجتمع وترابطه وسيادة الأمن والطمأنينة فيه، وأهمية النظام والالتزام به حماية للمجتمع بكامله وتوجيه الطاقات البشرية إلى ما فيه الخير والسعادة.
والتقيّد بالنظام طواعية من قبل الأفراد لا يعني على الاطلاق خوفاً من السلطة ولا نفاقا للمجتمع، وإنما تطبيقه بالسر والعلن ينم عن الحب والمحافظة على الأنظمة مما يزيد من طاقة الفرد ونشاطه في العمل والشعور بالبهجة والسرور. والمحافظة على النظام واجب أخلاقي وديني واجتماعي، ومادامت حياة البشر لها أهمية كبرى، وأن المحافظة عليها جاءت وفق التوجيهات الربانية والتي تنص على المحافظة على الأرواح والممتلكات والتعاون على كل الأعمال التي من شأنها صلاح الفرد والأسرة والمجتمع والأمة، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (المائدة: آية رقم 2)، وان المحافظة على النظام هي قمة التعاون على البر وعلى التقوى.
إن ما يحز بالنفس ويثير مشاعر الغضب هذه الأرقام الكبيرة من الوفيات بسبب الحوادث، ومنها حوادث المعلمات والتي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء والبريئات. صحيح أن كل ما يحدث للإنسان هو مقدر ولا راد لقضاء الله وقدره. ومع هذا، فإن الأسباب التي أدت إلى ذلك من الممكن معالجتها وتلافيها، بل والقضاء عليها، وهذا يتطلب احترام النظام والتقيّد بالتعليمات التي أقرها نظام المرور والذي صدر قرار بإنشائه في عام 1381هـ والذي ينص على حركة سير أمنه ومنتظمه. والعمل على تأمين الارتقاء برجل المرور علمياً واجتماعياً وثقافياً، وهناك بنود كثيرة ومن أهمها حماية الأرواح وتوعية المجتمع بأهمية السلامة المرورية، ومع هذا، فإن كثيراً من السائقين، وبكل أسف، لم يلتزموا بالأنظمة فهناك قاطعو الإشارات وهم كثر، وهناك سائقو الشاحنات هؤلاء يستهترون بأرواح الناس، وهناك المسرعون وهناك المفحطون، وهناك من يجهل الأنظمة، وبقدرة قادر يتحصّل على رخصة قيادة ويبدأ يزاحم الناس، وهناك الكثير من الأمور التي تساهم في إيجاد مثل هذه الحوادث وإزهاق الأرواح، ولعل السؤال المحير: أين رجال المرور عن كل هذا، فكثيراً من الحوادث لم يصل لها المرور إلا بعد وقت طويل، والإشارات خالية تماماً من وجود رجل مرور على سيارة أو دراجة نارية أو حتى راجلاً، وكلنا نعرف أن الحوادث أسبابها السرعة والتهور وعدم الالتزام بأخلاقيات وإيجابيات السلامة المرورية، فمثلاً: سائقو الشاحنات يعتمدون على التأمين وهم كانوا قبل ذلك لا يحيدون عن المسار الأيمن، أما الآن فهم يزاحمون ويتجاوزون أصحاب السيارات الصغيرة. مع العلم أن كثيراً من الدول تطبق أنظمة صارمة على كل من يخالف النظام المروري وغيره، ولنعلم جميعاً أن من يخالف الأنظمة إنسان عاجز وغير قادر على تحقيق أهدافه وآماله، وأن التمسك بالنظام واحترامه يكسب الإنسان قوة فائقة فلنتحد جميعا سائقين ورجال مرور، بل كل أبناء المجتمع على المحافظة على أرواحنا، وألا نودي بأنفسنا إلى التهلكة، ومتى ما ساد حب النظام والاهتمام به بقدر ما تقل الحوادث وتأكدوا أن أرواح الناس ليست رخيصة فليس عيباً أن يطبق المرور مبدأ المحاسبة لكل مخطئ ومبدأ الثواب لكل من لم تدون ضده أية مخالفة خلال مدة معينة والأمل مازال كبيرا!!
****