في أولى حلقات برنامج «واجه الصحافة» الذي يقدمه الزميل داود الشريان على قناة العربية، شارك ضيوف يمثلون روح مواجهة قضايا الساحة إعلامية وثقافية، على طاولة الحوار روائية وكاتبة صحفية هي بدرية البشر، وروائي ومفكر هو تركي الحمد، ورئيس تحرير، هو الزميل جمال خاشقجي، في مواجهة وزير الثقافة والإعلام «الدبلوماسي» الدكتور عبدالعزيز خوجة.
ولساعة كان الحوار ممتعا، وزير الإعلام وصف تقرير مراسلين بلا حدود الذي قدم تصنيفاً متواضعا للحريات الصحفية محليا، بأنه كان متحيزاً ولا يعتمد على معلومات حديثة.
وهذا صحيح، لكن المشكلة أن من يعنيهم الأمر، وأولهم هيئة الصحفيين، لم تستيقظ إلا بعد أن وقع الفأس في الرأس أكثر من مرة، لتوجه دعوة علاقات عامة للمنظمة الدولية، والحقيقة أن المنظمة بحاجة للمعلومات، وللتفاعل مع أسئلتها وما تقدمه من استمارات واشتراكات ونحوها.
اللافت في حضور الوزير انفتاحه المستمر، على كل القضايا ومهارته في التعاطي معها بشكل صريح ودبلوماسي في آن، وهذا جانب أساسي في شخصية الوزير الذي يقترب من الجميع.
وحين سمعت إشارة الوزير إلى أن هناك تنظيماً قادماً لوزارته للصحف الإلكترونية، أحببت أن أقول: إن هذا أمر صعب، ومهما بلغت الرقابة وأدواتها، فهي لن تكون إلا جهدا ضائعا، وخصوصا أن العائد الإعلاني الإلكتروني متواضع، وحجب الموقع عن الساحة المحلية لن يحقق شيئاً إيجابيا، بل أننا قد نعيد نفس أخطاء الماضي، حين كانت تمنع ولا «تفسح» الكتب، وتراقب سطورها وحروفها، وقد نرتكب نفس الإشكالية ونساهم فيها ولكن هذه المرة على صيغة إلكترونية، وهي صيغ تتنوع اليوم حتى داخل عالمها الإلكتروني الافتراضي، فالهاتف الجوال -مثلا- بإمكانه الوصول إلى آلاف الكتب والصحف، والخيارات التقنية القادمة، تضعف قدرة التحكم المركزي، وهناك شواهد تقنية كثيرة بين أيدينا!.
الأفضل في اعتقادي، هو دعم المواقع الناجحة والمتزنة، والمعروفة الهوية والمصدر، دعما فنيا وتقنيا، من خلال الوزارة أو أكثر من جهة. هذا إذا أردنا أن نرى إعلامنا إلكترونيا وإعلاما جديدا سعوديا خلال العشر سنوات القادمة.
في الحلقة حول غياب الصحافية السعودية عن منصب رئاسة التحرير، قال: «لا تتدخل وزارة الإعلام في تعيين رؤساء التحرير، فكل مؤسسة صحافية ترسل لنا ترشيحات للاسترشاد برأينا فقط، نحن نعتمد رأي الجمعية العمومية للمؤسسة الصحافية».
والحقيقة يا معالي الوزير لا أعتقد أن رئيسة تحرير موضوع مهم، بل هي عملة نادرة في الشرق والغرب، المشكلة ليست في الأنظمة، وإنما في وجود خطوات تشجيعية وإيجاد بيئة مناسبة للزميلة الصحفية للعمل والتنقل وحضور اجتماعات التحرير، وكذا توفير فرص التدريب والتأهيل.
وشخصيا تمنيت لو أثار زميلنا داوود، أو أحد الأصدقاء المشاركين، هذا الطلب من الوزير للتدخل في بند واحد، «فرض فترة محددة لمنصب رئيس التحرير.. حتى ولو طالت، لعقد أو أكثر..!».
إلى لقاء