للمكتبات دور عظيم في تثقيف الشعوب وزيادة رصيدها من الوعي والمعرفة في مختلف الميادين فهي المصادر الأساسية للمعلومات ولاسيما في العصر الحاضر الذي تقدمت فيه التقنيات الحديثة، وأصبح بالإمكان الحصول على المعلومة في أسرع وقت مع اكتمال جوانبها.
وللمكتبات دور حيوي في إثراء ميادين البحث والثقافة والمعرفة وهي العنصر الفعال والوعاء المعرفي في تحقيق وإثراء قاعدة المعرفة في الحياة الثقافية والفكرية والإنسانية في بلادنا والمكتبات الوطنية في بلادنا مفخرة من مفاخر هذه البلاد حيث تقوم اليوم بدور رائد في هذا المجال وتكثيف الجهود نحو الرقي والنهوض في هذا العصر الذي يشهد العالم باستمرار تطوراً في مختلف مجالات الحياة، يتحفنا بها العلم والعلماء وهي تتويج لمجهودات فذة كبيرة في مختلف العلوم والآداب والفنون.. وإن الكتاب في هذه البلاد ولدى أمتنا له قيمة روحية ارتبط بداية بكتاب الله الكريم فانعكس ذلك على العناية بالكتاب والاهتمام به وسيلة لنشر رسالة الإسلام، وكانت دور الكتب في المساجد والمدارس مراكز علم وإشعاع للعلم والعلماء. وانطلاقاً من ذلك فقد أصبحت الحاجة إلى مصادر ترشد إلى مختلف مجالات المعرفة البشرية مما يحتاج إليه الباحث والعالم والأديب والطالب والأستاذ، فوجود المصادر سوف يسهم إلى حد كبير في توفير المعلومات التي ينشدها الباحثون ويبتغيها الدارسون بسهولة وهدوء، وأحسب أن الحاسب الآلي بالإمكانات الموجودة فيه سيجعل الحصول على المعلومات من قبل الباحثين أمراً ميسوراً للباحثين، فقد توفرت في المكتبات أجهزة التصوير الحديثة وشبكات الاتصال بالمراكز العلمية التي يتوفر فيها كافة المعلومات والأفلام العلمية بأنواعها المتعددة، وكذا الفهارس المنظمة التي توفر وتيسر للباحثين الاطلاع على محتويات أي مكتبة ومعرفة ما يحتويه من مخطوطات أو كتب مطبوعة أو أفلام وثائقية وغيرها من أدوات ووسائل المعرفة.
لقد أصبحت المكتبات مراكز إشعاع وأخذت دورها في مساندة الجامعات ومراكز البحوث، إن صعوبة توفر ما يريده الباحث في مكتباتنا يجعلنا ندعو إلى أهمية وجود ذلك وإن كان العمل ليس سهلاً في مثل ذلك فعليه إيجاد المصادر ليست من السهولة بمكان.
إن التراث العربي الإسلامي لغني جداً ولكنه موزع ومشتت ويحتاج إلى جهد علمي واسع وترتيبه بأسلوب يسهل على الباحث والدارس الحصول على المعلومات المطلوبة في سهولة ويسر.
إن وجود المصادر سيريح القارئ ويخدم الباحث ويوفر الوقت للدارس ويساعده على الوصول إلى ما يريد.. ولكن المهم هو إيجاد الفئات المتخصصة في علم المصادر ومن لهم إلمام وخبرة ومعرفة بهذا الميدان وهم قلة ضئيلة في العالم العربي إذ إن الخبير في المصادر يجب أن يكون مثقفاً ثقافة واسعة وعلى اتصال دائم ومتابعة مستمرة لما يستجد في هذا الميدان إلى جانب مساعدة القارئ والباحث فيما قد يطلبه منه وإجابة عن الاستفسارات والأسئلة المتصلة بمختلف المعارف.
ومن هذا المفهوم يتبين أهمية توفر المصادر المخصصة للبحث والمعرفة كالموسوعات والمراجع والمعاجم وما يسمى بأمهات الكتب وغيرها من الأطالس والمنشورات الدورية وفي بعض البلدان المتقدمة أسست مكتبات خاصة بالمصادر، هدفها تجميع المصادر وتوفير المواد العلمية، ووضعت لها الشروط واللوائح والأماكن الخاصة وعدم الإعارة.. وبلادنا اليوم تزخر بعدد غير قليل من المكتبات العامة، سواء منها ما كان تابعاً لجامعاتنا الفتية، أو لوزارة المعارف أو الحرم المكي أو المدني أو الأفراد، أو مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أو مكتبة الملك فهد الوطنية وغيرها.
وتحرص على توفير كتب المصادر وتنسيقها وترتيبها بطريقة ميسرة ووضعها في مكان مستقل، ومساعدة القارئ وإرشاده إلى ما يريد والإجابة عن استفساراته وأسئلته ليسير في بحثه على الوجه الصحيح.