احتشدت سيارات زوار معرض الكتاب يوم الخميس الماضي من الرابعة عصراً، وبلغ عددها ذروته في الخامسة، تضاعفت الأعداد والزوار حيث يركنون سياراتهم كيفما اتفق على جانبي المداخل، واضطر القادمون للدخول باستخدام المخارج، مما أربك السير وقضى البعض أوقاتاً طويلة في انتظار الدخول أو الخروج وزاد الغبار الأمر سوءاً!
حبذا لو استفادت وزارة الثقافة من خبرة إدارة ستاد الملك فهد الدولي في تعاملها مع خطة السير المروري لجماهير مباريات كرة القدم، فذلك سيسهم في انسيابية مرورية لزوار المعرض. حين يتحقق لك الدخول ستنعم بوفرة هائلة من العناوين الهامة.. والجميل هذا العام أن موجة الروايات السعودية الهشة قد هدأت، تراجع صدور مزيد من الروايات بغية حيازة الاهتمام الإعلامي، يبدو أن الحفلة انتهت وأن السرد السعودي يتجه إلى النضج مثلما توقعنا سابقاً وطمأنا من كان متذمراً من كثرة إصدار الروايات، وقلنا إنها مجرد منعطفات تمر بها المجتمعات حديثة العهد بحريات التعبير.
احتلت كتب الفلسفة والفكر اهتمام القارئ السعودي، باستثناء رواية ترمي بشرر لعبده خال ورواية الأرجوحة لبدرية البشر ورقص لمعجب الزهراني, حين تقف في الطابور عند كل دار نشر يمكنك أن تسمع التعليقات عن فكر البليهي وعلي حرب وحمزة المزيني وأدونيس وعبد اللطيف محفوظ ويمنى العيد وفاطمة بوفقير وكافكا ونيتشة وديكارت ومحمد أركون.. وغيرها من كتب الفكر والعقل.
كانت رحلة ماتعة مع تسوق الكتب، لولا أن أكبر دور النشر التي تحظى بإقبال كبير من الزوار هي دور لبنانية كانت قريبة من بعضها، مما يحدث زحاماً في الممرات بينما تبقى المساحات شبه فارغة في الممرات الأخرى.
فحبذا لو زيدت المساحة المخصصة لهذه الدور وجعلت في زوايا متباعدة ليخف الزحام في الممرات المحاذية لها.
في قاعة المحاضرات أستغرب تأخُّر وزارة الثقافة عن توفير الترجمة الفورية بدلاً من ترجمة ما يقوله الضيف السنغالي بطريقة تقطع الأفكار وتمنع من استثمار الوقت بالمزيد من المعلومات بدلاً من تكرارها مرة باللغة الفرنسية وتارة باللغة العربية. هذه الملاحظات تُعد قليلة إزاء مميزات كثيرة وأجواء ثقافية مبهجة منحتها وزارة الثقافة والإعلام مشكورة للسعوديين والمقيمين, أجواء أعادت الثقة لنا بأننا شعب يقرأ ويتبادل الثقافات مع الشعوب الأخرى في بيئة صحية جميلة متعافية ومفتوحة للجميع.. وكل عام ونحن أكثر وعياً وثقافة.. وكل عام وأنتم بخير.
fatemh2007@hotmail.com