لا يختلف اثنان على أهمية مهنة المحاماة وعراقتها منذ القدم في أي مجتمع، خاصة إذا كان مجتمعاً كمجتمعنا السعودي يتقدم في أنظمته العدلية باستمرار نحو الأفضل حتى باتت توصف مهنة المحاماة بأنها من المهن الراقية التي سادت وبرزت في المجتمع في السنوات الأخيرة، خاصة مع مساندة الدولة ودعمها للأنظمة العدلية بمستوياتها كافة وتنوع توجهاتها؛ إذ لم تألُ جهداً في سبيل هذا التقدم والتطور القانوني الملحوظ، والمشروع الإصلاحي لخادم الحرمين الشريفين لتطوير مرفق القضاء، وما تلاه من خطط تطويرية أجمع المختصون في هذا الشأن ومن يرتبط بها خدماتياً من المواطنين على أهميتها.
وفي الجهة المقابلة من هذا الأمر أصبح المجتمع أكثر وعياً قانونياً، وبات أفراده يلجؤون إلى العديد من المحامين في حال واجهتهم قضية ما في المحاكم؛ ليتولوا الدفاع عنهم ويردوا لهم حقوقهم والمرافعة عنهم وفق الأنظمة والأسس القانونية والقواعد المهنية التي تنطلق منها وتقوم عليها مهنة المحاماة؛ ما جعل الطلب على الاستشارات القانونية سمة ملحوظة في الآونة الأخيرة؛ ما يعطي إشارة ودلالة واضحة على انفتاح المجتمع وتثقفه بشأن المحاماة وما تعني له في حال احتاج إليها، وذلك عبر ممثليها، وأعني بهم المحامين الذين يجب أن يكونوا على قدر عال من الدراسة والخبرة والممارسة، وهذا متحقق وواقع، إلا أننا ننشد تحسين الأداء والعمل بإتقان حتى نتمكن من المساهمة بزيادة جرعات الوعي والتثقيف لمهنة المحاماة والمحامين لدى أطياف المجتمع كافة، ونستطيع حماية المهنة من الدخلاء عليها والارتقاء بها إلى الأفضل، حتى أنني متفائل بأن نجد أنفسنا في يوم من الأيام وقد أصبح لكل عائلة سعودية محاميها الخاص الذي يتولى الجوانب الحقوقية والدفاعية سواء فيما يخص الجوانب القانونية أو يقدم لها النصح والمعاونة والاستشارات اللازمة في هذا الإطار عند الحاجة إليها، ولن تكون هذه الأمنية منا ببعيد إن شاء الله. وفي الختام، وفي هذا اللقاء الحيوي المهام، لقاء المحاماة الثالث، أشكر سمو الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وسمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم على رعايتهما هذا اللقاء، وأرحِّب بضيوف هذا اللقاء، وعلى رأسهم معالي وزير العدل الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى والضيوف الكرام وجميع المشاركين فيه، وكل من لبى الدعوة الذين نتشرّف ونسعد بزيارتهم لمنطقة القصيم، متمنين لهم طيب الإقامة، كما لا يفوتني شكر الغرفة التجارية الصناعية في منطقة القصيم على تنظيمها لهذا اللقاء الذي نأمل أن يحقق الفائدة المرجوة وتطلعاتنا جميعاً لدعم هذه المهنة العريقة (المحاماة).
علي بن عبدالله الراشد