عنيزة – تقرير خالد الروقي :
جاء اختتام الملتقى الأول بمنطقة القصيم الذي نظمه بامتياز المجلس البلدي بمحافظة عنيزة، حافلاً بالكثير من التوصيات الهادفة، حيث حرص أعضاء المجلس أن تكون مخرجات الملتقى ذات فائدة للمواطن بالدرجة الأولى، وبدا ذلك واضحاً من خلال ورش العمل المتنوعة والمحاضرات المختلفة التي أقيمت، وجاء خير تتويج لهذه العطاءات تشريف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية إذ خرجت اللجنة العلمية للملتقى بالعمل على توثيق التعاون ودعم الانسجام بين المجلس البلدي والبلدية بما يخدم في تطوير العمل البلدي، وبناء علاقة مثمرة تسهم في تطوير العمل البلدي وتوسيع دائرة المشاركة في صنع القرار وكذلك مراجعة اللائحة التنفيذية ونظام المجالس البلدية من أجل توضيح الأدوار والمهمات والمسؤوليات وتحديد الصلاحيات لكل من المجلس البلدي والبلدية، وطالبت اللجنة العلمية بإعطاء المجالس مزيداً من الاستقلالية عن البلديات خصوصاً فيما يتعلق بالموارد المالية والبشرية مع زيادة صلاحيات المجالس البلدية، بما يمكنها من إنفاذ قراراتها وتحقيق رقابة مالية فعالة، وأن يكون للمجلس البلدي ممثل في المجلس المحلي ومجلس المنطقة، بالإضافة إلى إيجاد آلية للتنسيق بين المجالس البلدية والمجالس المحلية ومجلس المنطقة لتحقيق التكامل وعقد دورات تعريفية وتأهيلية لأعضاء المجالس البلدية في بداية دورة المجلس لضمان استيعابهم لنظام المجالس ولوائحه التنفيذية وتنمية مهاراتهم في العمل الجماعي مع زيادة اهتمام البلديات والمجالس البلدية بالخدمات الاجتماعية عن طريق سن الأنظمة المناسبة وتفعيل الأنظمة السارية، وإيجاد وحدات خاصة بالخدمات الاجتماعية في البلديات.
ومن التوصيات التي خرج بها مساهمة المجالس البلدية والبلديات في دعم مراكز الأحياء واللجان الأهلية فيما هو ضمن اختصاصها، وتخصيص ميزانيات لهذه المراكز ومراعاة البعد الاجتماعي في قرارات البلديات والمجالس البلدية، وأيضاً تقييم الآثار الاجتماعية لأي مشروع بلدي مسبقاً قبل إقراره من المجالس البلدية وتشجيع المشاريع الخاصة والعامة التي تؤدي إلى مكافحة البطالة وتنمية فرص العمل، والتعاون في ذلك مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة وحرص على تبادل التجارب الناجحة والتعاون في تنفيذ القرارات المشتركة بين المجالس البلدية عن طريق اللقاءات الدورية وورش العمل واللجان المشتركة، وعن طريقة التواصل مع المواطنين أوصى بتفعيل البوابة الإلكترونية في إجراء الخدمات البلدية للمواطنين وتواصلهم مع المجالس البلدية والاستغلال الأمثل للموارد البشرية (التوظيف، التدريب، التحفيز) لتمكين البلديات من تحقيق الاستفادة القصوى منها.
وأوصى الملتقى الأول بالاهتمام بالتخطيط الاستراتيجي والمؤسسي في العمل البلدي على المستوى المحلي، وتفعيل وحدات المراجعة الداخلية للأمانات والبلديات بما يحقق مزيداً من الرقابة على الأداء مع تطبيق نظام استقبال الشكاوى والاقتراحات للحصول على تغذية راجعة عن الخدمات، وإشراك المواطنين في تحسين الخدمية وتطويرها عن طريق استطلاع آرائهم وجلسات الحوار واللقاءات وورش العمل وغيرها. واقترحت اللجنة الإعلامية تبني الإدارة العامة للمجالس البلدية برامج إعلامية تهدف إلى إبراز دور المجالس البلدية وإنجازاتها واقترح كذلك قيام وزارة الشئون البلدية والقروية بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام لتسهيل نشر المواد الإعلامية للمجالس البلدية في الصحف اليومية مع ضرورة تشكيل لجنة إعلامية في كل مجلس بلدي ما أمكن، تتولى مهمة التواصل مع الإعلام والمجتمع لتسليط الضوء على إنجازات المجلس.
وأضاف ضرورة مشاركة المجالس البلدية في التقييم السنوي لرؤساء البلديات ووكلائهم مع العمل على إيجاد نظام لمجالس الأحياء في المدن والاستفادة من تجارب العالمية في ذلك.
وقد عبّر عدد من كبار المسؤولين عن مشاعرهم وآرائهم حول هذا الملتقى، إذ أوضح في البداية المهندس فهد بن محمد الجبير أمين محافظة الأحساء ورئيس المجلس البلدي والذي قال: لا بد أن يكون اختيار الأعضاء وفق منهجية تضمن أن القطاع البلدي يسير بطريقة سليمة والمجالس البلدية تحتاج أولاً لأعضاء مجالس مؤهلين، وثانياً عملية إشراف حتى تسير العربة في مسارها الصحيح وهو ما ينتظره المواطنون ويخرج بخدمات يسعد بها المواطن ويحقق سياسة الدولة في هذه المشاريع العملاقة التي تقدمها، وتنعكس على أرض الواقع بمشاريع تؤخذ بمعايير دقيقة تراعي الأولوية في ذلك. وأشاد بالتنظيم المميز الذي قدمه المجلس البلدي في عنيزة.
الأستاذ إبراهيم بن صالح الربدي رئيس المجلس البلدي لأمانة منطقة القصيم عبّر عن رأيه بهذا الملتقى بقوله:
نشكر الزملاء أعضاء المجلس البلدي في محافظة عنيزة على إقامة هذا الملتقى وأعتقد أنه من الملتقيات الرائعة وأنا حضرت معظم الملتقيات في مناطق المملكة التي عقدت وسعدنا بهذا العدد أو بالتنظيم والاستقبال أو في اللجان الإعلامية أو غيرها، وأروع الفوائد أن تلتقي بعدد من زملائك من المناطق الأخرى وهذه أعتقد أنها أكبر فائدة لتلاقح الأفكار ونقل التجارب والخبرات وغيرها، ومنها زيادة اللحمة بين أبناء المملكة بزيارة هذه المنطقة والتعرف على كثير من معالمها، فنحن جنينا عدة فوائد لا أستطيع حصرها في هذا اللقاء.
ويضيف الأستاذ الربدي: لاشك أن كل الملتقيات كانت ثرية ومنها هذا الملتقى لأن أعضاء المجالس البلدية تزداد عملية النضج لديهم وإدارك متطلبات المجالس حتى وصلنا إلى مرحلة متقدمة جداً.
(الجزيرة) حرصت على أخذ انطباعات المسؤولين والضيوف حول الملتقى الأول حيث يقول الدكتور علي بن إبراهيم النملة أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض: «مجرد إقامة ملتقى بهذا الحجم في التشاور بحد ذاته صحي ومطلوب، وسيكون له نتائج إيجابية ويدل على تفاعل أعضاء ورؤساء المجالس البلدية لمثل هذه اللقاءات التشاورية الطيبة، لأنها تجربة جميلة ورائعة ولا بد أن تنجح وستنجح بحول الله بجهود الأعضاء ثم بجهود المواطنين الذين يدركون أهمية المجالس، ومثل ما تسمع الآن النقاش حول التوصيات وطريقة صياغتها وإضافتها والبحوث التي قيلت والتجارب الجميلة هذا جميعه فيه تفاعل رغم أني لست من أعضاء المجالس لكني دعيت لرئاسة الجلسة، وشيء مفرح أن هؤلاء الرجال هم الذين يتحملون أمانة البلديات من حيث الاستنارة ومن حيث المشورة، وكما نعرف بأنهم غير تنفيذيين لكن يناط بهم أشياء كثيرة جداً فيما يتعلق بحسن الأداء ويكونوا مرآة أيضاً للعاملين الميدانيين فيما ينبغي أن يكون وفيما ينبغي ألا يكون».
فيما يرى المهندس طارق القصيبي عضو المجلس البلدي في أمانة مدينة الرياض، أن هذا النهج طيب وله آثار إيجابية بقوله:
محاور اللقاء كانت محاور متخصصة عُنيت بالبعد الاجتماعي لعمل المجالس البلدية والتركيز على محاور معينة في كل لقاء يثري تجربة المجالس البلدية، وهذا نهج طيب دأبت عليه المجالس تختار محاور مخصصة لكل لقاء وطبعاً المشاركة الفعالة بين المجالس والمواطنين تقوي دور المجلس البلدي، وبالتالي يكون هناك فعالية في النشاط والمشاركة، وكذلك حسن انتقاء المحاور والإعداد المسبق والدعوات المسبقة للقاءات، من العوامل التي تنجح هذه اللقاءات وتساعد على الحضور الجيد.
أما الأستاذ جهاد محمد سليمان مدير عام مشاريع الصيانة في شركة شبه الجزيرة للمقاولات، فقد تحدث عن الملتقى الأول للمجالس البلدية بقوله: رعاية سمو وزير الشؤون البلدية والقروية، تعتبر فخراً كبيراً للجميع، وتكريمه لنا اليوم نعتز به كثيراً ووسام على صدور منسوبي الشركة، وتعتبر بداية جيدة لإيصال صوت المواطن واحتياجاته للجهة التنفيذية وجميع اللجان العاملة لإقامة هذا الملتقى لم تدخر جهداً لإبرازه وظهوره بالمظهر الجميل الذي نشاهده الآن وشيء مشكورين عليه.
ولو يتم عمله سنوياً ويتم إضافة بلدان ومدن أخرى يكون شاملاً ويظهر بصورة مرتبة وقرارات بالأمانات والبلديات تفيد في المستقبل.
كما عبّر الدكتور منصور بن عوض القحطاني رئيس المجلس البلدي بالحرجة بمنطقة عسير، عن ارتياحه لنجاح هذا الملتقى الذي سعى لتفعيل الخبرات والتجارب بين المجالس البلدية وتعزيز التواصل مع المواطنين من خلال تعزيز العمق الاجتماعي للمجالس البلدية والبلديات، والعمل على ردم الهوة بينهما من خلال تنمية العلاقة الوثيقة والعمل بروح الفريق الواحد، فهما كالعملة لها وجهان كل منهما مكمل للآخر، فالنجاح واحد والفشل واحد.
وأضاف الدكتور القحطاني أهمية مثل هذه الملتقيات والتي دائماً يركز فيها على دراسة نظام المجالس البلدية والاختصاصات التي تمكن المجالس من أداء رسالتها، علماً بأن الأمر يتطلب عقد اللقاءات الدورية والتأهيلية لأعضاء المجالس البلدية ورجال الصحافة والإعلام وأعضاء مراكز الأحياء واللجان الأهلية، إضافة إلى تبادل التجارب الناجحة والتعاون في تنفيذ القرارات المشتركة والعمل على إشراك المواطنين في تحسين مستوى الخدمة المقدمة وتطويرها فالمجلس هو صوت المواطن الناطق.
وكان للدكتور عبد العزيز بن إبراهيم العُمري أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود (سابقاً)، وعضو المجلس البلدي لمدينة الرياض، انطباعات بهذه المناسبة صرح بها ل(الجزيرة) بقوله:
أعتبر مثل هذه الاجتماعات مهمة جداً ويُشرفها مهندس المجالس البلدية الأمير منصور والذي يتسم بالنزاهة والحيادية، وأعتبرها بداية طريق ناجحة للمراحل القادمة لما لها من فوائد من تبادل للخبرات والتجارب بين الأعضاء، والحقيقة أن التاريخ يكتب نفسه في هذا اليوم وأحب أن أوصل ثنائي على دقة التنظيم والتميز في أداء العمل من بلدي عنيزة.