الجزيرة - ندى الربيعة
عقد المؤتمرات والمنتديات صناعة حقيقية، وقد برزت العديد من الدول بهذا النشاط منذ عقود، وأصبح هناك مدن ومنتجعات محددة تحمل أسماء بعض ابرز المؤتمرات مثل دبي ودافوس وغيرها، إلا أن المملكة سجلت خلال السنوات القليلة الماضية نموا ملحوظا وبرزت منتديات كالرياض الاقتصادي وجدة الاقتصادي والتنافسية بشكل بارز بالمنطقة، وأخذت بعدا عالميا. ويرى الكثير من المختصين أن هذه الصناعة لها فوائد عديدة تتمثل في التعريف باقتصاديات الدولة والاستفادة من التجارب والخبرات العلمية، وكذلك توقيع صفقات تجارية وكذلك إيرادات سياحية كبيرة والعديد من الفوائد الأخرى إلى درجة أن المملكة أصبحت تنافس الدول المتفوقة بهذا المجال. (الجزيرة) طرحت تساؤلا على العديد من الشخصيات الاقتصادية حول أهمية هذه المؤتمرات والمنتديات وانعكاسها على الاقتصاد السعودي؟
بداية أوضح الدكتور عبد العزيز داغستاني (رئيس دار الدراسات الاقتصادية) أنها ظاهرة إيجابية ولكن قد تشوبها بعض السلبيات في التطبيق، ولهذا يفضل دراسة عمل وأداء ودور هذه المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية التي لا توجد جهة محددة تشرف عليها، إذ لا يكفي أن يكون دور مثل هذه الجهة، أو الجهات، إصدار التراخيص، والهدف من هذا التنظيم كما يقول الدكتور هو التأكد من عدم خروج هذه المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية عن هدفها الأساسي والانحياز بشكل كبير نحو تحقيق الربح فقط أو العمل الدعائي الإعلامي الذي قد يؤثر على الجانب الاقتصادي المهني، خاصة إذا كان القائمون على بعض هذه المنتديات والمؤتمرات غير متخصصين في علم الاقتصاد وفروعه.
وماذا عن تسيد إمارة دبي للعديد من المنتديات والملتقيات الاقتصادية؟
أوضح الدكتور داغستاني أن المملكة استطاعت أن تجذب عدداً غير قليل من المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية الإقليمية والدولية، إلا أن هذا لا يعني أننا استطعنا أن نتفوق على إمارة دبي في هذا الجانب البنية التحتية لصناعة المنتديات والمؤتمرات والأعمال اللوجستية المصاحبة لها في دبي أفضل من المملكة، ونحن نحتاج إلى وقت لتحسين ما لدينا وتطويره، ولهذا فإنني أشدد على أهمية تنظيم هذه الصناعة والاهتمام بها، فهي صناعة حديثة لها مردود اقتصادي جيد جداً، ويمكن أن تقوم عليها قطاعات إنتاجية وخدمية مساندة كثيرة وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد السعودي.
فيما لوحظ في الفترة الأخيرة اهتمام العديد من الشخصيات العربية والعالمية للمشاركة وحضور المنتديات المقامة بالمملكة، فقد علق الدكتور داغستاني قائلاً: أتمنى أن يكون حضور بعض المتحدثين الدوليين البارزين من خارج المملكة لهدف علمي بحت وليس بسبب الإغراءات المادية التي تقدم لبعضهم، وكما حصل في بعض المنتديات الاقتصادية من قبل، في الوقت الذي يهمش فيه عدد غير قليل من السعوديين المتخصصين الأكفاء فعلاً. هذه حقيقة يجب أن لا نغفل عنها، فعدد غير قليل من المتحدثين الدوليين تتم دعوتهم لأغراض دعائية بحتة ولا اعتقد أن لديهم ما يمكن أن نستفيد منه فعلاً، مضيفاً أننا يجب أن نستفيد من تجارب الآخرين، ولكن في الوقت نفسه يجب أن نقدر ما لدينا في الداخل من كفاءات عالية جداً، خاصة في الاقتصاد.
من جهة أخرى يعتقد الدكتور داغستاني أن المنتديات لم تنجح بدرجة ممتازة والسبب في ذلك كما يقول: انها تتحدث في الغالب عن العموميات دون دراسات مخصصة، باستثناء منتدى الرياض الاقتصادي الذي يحرص على هذا الجانب ويقوم وفق منهج علمي ودراسات مهنية مضيفاً: أن بعض المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية الأخرى تنحاز لقضايا عالمية في الوقت الذي نمر نحن فيه بمرحلة تنموية نوعية نحتاج فيها إلى التركيز على الشأن الاقتصادي الداخلي.
وفيما إذا كانت هذه المنتديات والمؤتمرات قد حققت الفرص التي يبحث عنها المستثمرون ورجال الأعمال يقول الدكتور داغستاني: ان هذا التقييم يحتاج إلى دراسة موضوعية وما تحقق في العموم له إيجابيات لا يمكن إغفالها، نحتاج إلى دراسة الواقع حتى نتمكن من تلافي السلبيات وتحسين الوضع والتأكد من أن هذه الصناعة تتم وفق معايير مهنية عالية حتى تتحقق للاقتصاد قيمة مضافة حقيقية ومعتبرة وهذا هو المعيار الحقيقي للحكم.
طلعت حافظ
ظاهرة صحية للغاية وفرصة لتبادل وجهات النظر وزيادة وتيرة نشاطها بالمملكة نابع من قوة الاقتصاد السعودي الذي يشكل 22% من الاقتصاد العربي و48.5% خليجيا.
ومن جهته فقد أعرب الأستاذ طلعت حافظ (عضو لجنة الأوراق المالية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض) عن مدى أهمية المنتديات الاقتصادية قائلاً: ان عقد المؤتمرات والملتقيات والمنتديات سواء الدولية أم المحلية دون أدنى شك يعتبر شيئا جيدا وظاهرة صحية للغاية، ولا سيما أنها فرصة مناسبة ومواتية لتلاقح الأفكار ولتبادل وجهات النظر حول موضوعات مهمة للغاية، مثال التنمية الاقتصادية المستدامة، والتعامل مع المتغيرات المناخية، وخلاف ذلك من الموضوعات الحياتية المهمة، مضيفاً أن عقد المؤتمرات يتيح الفرصة لتبادل الخبرات حول موضوع ما يهم جميع الأطراف المؤتمرة، وبالتالي هذا قد يساعد المؤتمرات للخروج بحلول وبرؤى مشتركة تفيد في حل مشكلة معينة أو تصحيح وضع معين قائم.
ولا يرى الأستاذ طلعت أي عجب في أن تحتل المملكة العربية السعودية موقع الصدارة في عقد المؤتمرات والمنتديات والملتقيات الاقتصادية أو غيرها، وبالذات في ظل المقومات والميزات التنافسية العديدة التي تمتلكها السعودية على جميع الأصعدة الحياتية سواء من حيث ثقلها الاقتصادي على مستوى المنطقة العربية والعالم، أو سواء على مستوى ثقلها السياسي والإسلامي، حيث تشير المعلومات إلى أن الاقتصاد السعودي يمثل حوالي 22% من الناتج الإجمالي للدول العربية مجتمعة وحوالي 48.5% من حجم اقتصادات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفسر أيضاً حضور عدد من الشخصيات الدولية للمؤتمرات التي تعقد في المملكة العربية السعودية، دليل على اهتمام هذه الشخصيات بالمملكة كدولة ينمو اقتصادها بوتيرة متسارعة، ويحقق قفزات حضارية ملحوظة على مستوى مجالات الحياة المختلفة، كما يجب أن لا نغفل أن المملكة عضو فعال في مجموعة العشرين، وتمكنت بتفوق وجدارة من تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية بأقل الأضرار، لدرجة أن نموذجها الاقتصادي أصبح مثلا عالمي يحتذى به، هذا إضافة إلى أنظمتها الأخرى المالية، والمصرفية والاستثمارية.
وبين الأستاذ طلعت انه إلى درجة كبيرة قد تمكنت المنتديات الدولية من تشخيص واقعنا وحالتنا الاقتصادية، ولكن تظل هناك مهمة صعبة للغاية لها علاقة بتلك المؤتمرات، وهي المتمثلة في تطبيق التوصيات التي تتمخض عن المنتديات وأن لا تكون حبيسة الأدراج، وقال انه متفائل بالحرص على تطبيقها ولكن هناك تحدٍ آخر يكمن في سرعة التنفيذ.
وبواقع رؤية شخصية إلى حد ما حققت تلك المنتديات طموحات رجال الأعمال، ولكن معاناة رجال الأعمال لا تزال تكمن وكما أسلفت في سرعة تنفيذ التوصيات، التي تتمخض عن تلك المنتديات بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والإدارية التي يطمح إليها ويترقبها القطاع الخاص.
الدكتور توفيق السويلم
من فوائدها التعريف بالبيئة الاستثمارية الجاذبة بالمملكة والتعريف بأهم المقومات التي تتمتع بها سواء البنية التحتية أو التسهيلات التي تقدم لرجال الأعمال كذلك إقامة المعارض المختلفة، والترويج لبعض المنتجات الوطنية والإمكانات العملاقة، أيضاً عقد لقاءات بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم في الدول المختلفة مما يولد نشاطاً اقتصاديا وعلاقات تبادلية بين الأطراف المختلفة.
ومن جانبه فقد صرح الدكتور توفيق السويلم (مدير دار الخليج للبحوث والتطوير المالي) بأن إقامة المنتديات والملتقيات الاقتصادية تعتبر بلا شك ظاهرة إيجابية وتخدم الاقتصاد الوطني بصورة واضحة وتعمل على تحريك وبلورة مجموعة من الأفكار والأطروحات كلها تخدم الاقتصاد الوطني وهدفها تحريك الدورة الاقتصادية، كما عقد في الرياض وجدة منتديان اقتصاديان خلال السنوات الأخيرة (منتدى الرياض الاقتصادي، منتدى جدة الاقتصادي) ونوقشت في هذين المنتديين بعض القضايا الاقتصادية المهمة بحضور شخصيات محلية وإقليمية ودولية معنية بتلك القضايا، وفي نهاية كل منتدى تبلورت مجموعة من التوصيات والمخرجات والنتائج البناءة التي تحمل في طياتها مقترحات عديدة لتفعيل كثير من القضايا الاقتصادية بالمملكة.
مضيفاً أن التطور الواضح الذي حصل في المملكة جعلها تجتذب أعدادا كبيرة من هذه المؤتمرات خاصة مع توافر البنية التحتية التي يتطلبها عقد مثل هذه المؤتمرات والندوات والمنتديات ناهيك عن أن هذه الإمكانات والمقومات لا ترتكز في مدينة واحدة بل تتنوع هذه المقومات بين الرياض وجدة والدمام، ما جعل من فرص قيام هذه المدن بتنظيم المؤتمرات والندوات كبيرة بل وجذب أسماء كبيرة من المتحدثين والمتخصصين في كل المجالات.
كما أشار الدكتور السويلم للحضور والمشاركة الكبيرة من الشخصيات الاقتصادية المشهورة والمتحدثين الدوليين القادمين من خارج المملكة إلى أن ما يعكس التطور الواضح للمملكة نمو اقتصادها حيث يعيش الاقتصاد السعودي حالياً عصراً، ذهبيا نظراً لجملة من العناصر والآليات الاقتصادية المعيارية في مقدمتها نمو القطاع الخاص في البلاد، ومعدلات التضخم، والسياسة النقدية، وتحركات الإنفاق ويتوقع الدكتور السويلم أن تستمر الطفرة الاقتصادية الراهنة التي تمر بها المملكة لعدة أعوام مقبلة.
وأورد الدكتور السويلم أن تولى الطلب المحلي دور المحرك الأساسي للنمو خلال الفترة 2007 إلى 2010 عقب أربعة أعوام من النمو الاستثنائي في عائدات النفط بسبب العوامل الخارجية. وحفزت عوائد النفط المرتفعة عملية الإنفاق الضخم على المشروعات الاقتصادية، إضافة إلى الإجراءات المهمة التي تم تفعيلها من أجل تطوير بيئة الأعمال، مضيفاً أن المملكة تتهيأ لرؤية أفضل سنوات النمو غير النفطي لم تشهد مثلها منذ حقبة السبعينيات، نتيجة للتوجه نحو تنويع مصادر الدخل وعدم اقتصاره على النفط، وجميع ما ذكر جعل المملكة محط أنظار المنشآت والشخصيات الاقتصادية العالمية فسعت للمشاركة في فعالياتها لتقف على حقيقة تطورها والاستفادة مما طرأ على اقتصادنا الوطني من تطور.
وفيما إذا كانت المنتديات والملتقيات الاقتصادية قد نجحت في تسليط الضوء على واقعنا الاقتصادي والاجتماعي؟
أوضح الدكتور السويلم أن أي فعالية اقتصادية يتم التنظيم الجيد والإعداد العالمي لها تحقق النجاح وتؤتي ثمارها، كما أنها تحقق العديد من الإيجابيات المتوالدة عن هذه المؤتمرات والملتقيات والمنتديات الاقتصادية ومن أهم هذه الإيجابيات التي تتوالد عن هذه المنتديات يقول الدكتور على سبيل المثال التعريف بالبيئة الاستثمارية الجاذبة بالمملكة والتعريف بأهم المقومات التي تتمتع بها سواء البنية التحتية أو التسهيلات التي تقدم لرجال الأعمال كذلك إقامة المعارض المختلفة والترويج لبعض المنتجات الوطنية والإمكانات العملاقة، أيضاً عقد لقاءات بين رجال الأعمال السعوديين ونظرائهم في الدول المختلفة مما يولد نشاطاً اقتصاديا وعلاقات تبادلية بين الأطراف المختلفة وطرح أفكار ورؤى متعددة حول الاقتصاد الوطني، ومحاولة وضع برامج وخطط وسياسات تطويرية لمختلف القطاعات ولا ننسى الحوار مع الأطراف الأجنبية والوقوف على تجاربها وأبعادها ومحاولة الاستفادة منها واستقطاب الشخصيات العالمية البارزة بما يجسد مكانة وسمعة المملكة على الساحة الدولية أيضاً إبراز التطور الاقتصادي الذي تشهده المملكة والخطوات الإيجابية التي تخطوها نحو النمو والتقدم.
وفي المقابل يرى الدكتور السويلم أن مثل هذه المنتديات حققت بعض الأهداف ولكن لم تحقق كل طموحات رجال الأعمال لتكون قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، ومن المهم أن تناقش هذه الفعاليات العديد من المحاور والقضايا وتحاول وضع استراتيجية تطويرية معينة تعود بالنفع على الاقتصاد الوطني أو طرح أفكار ورؤى جديدة تساعد في التنمية الاقتصادية أو وضع حلول لبعض المشكلات الاقتصادية التي تواجه بعض القطاعات واستعراض بعض التجارب الاقتصادية في دول مجاورة متشابهة معنا في نفس الظروف لكي نستفيد من تلك التجارب الناجحة.
وشدد على أن تشجيع ودعم مثل هذه المنتديات أمر ضروري ومطلب اقتصادي تفرضه الظروف والمتغيرات العالمية التي تتطلب مناقشتها من مختلف الاتجاهات بواسطة استضافة المتخصصين وأصحاب التجارب الاقتصادية المختلفة للاستفادة منها والوقوف على أبعادها ومحاولة أخذ ما يتناسب مع ظروفنا، إضافة إلى محاولة طرح رؤى وأفكار تسهم في وضع الخطط والبرامج التطويرية الهادفة إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية.
عبد الرحمن الراشد
إنها تخدم الاقتصاد المحلي من نواح عديدة منها تسليط الضوء على ما يشهده الاقتصاد المحلي من تطور ونمو في كل المجالات، كذلك تجذب أنظار المستثمر الأجنبي في جميع دول العالم إلى البيئة الاستثمارية في المملكة، وتستقطب اهتمام أصحاب الشركات العالمية الكبرى إلى المشروعات والفرص الاستثمارية.
فيما أعرب رئيس مجلس إدارة الغرفة الصناعية والتجارية بالشرقية الأستاذ عبد الرحمن الراشد عن إيجابية إقامة المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية وأنها كما قال تخدم الاقتصاد المحلي من نواح عديدة، منها تسليط الضوء على ما يشهده الاقتصاد المحلي من تطور ونمو في كل المجالات، كذلك تجذب أنظار المستثمر الأجنبي في جميع دول العالم إلى البيئة الاستثمارية في المملكة، وتستقطب اهتمام أصحاب الشركات العالمية الكبرى إلى المشروعات والفرص الاستثمارية التي توفرها المملكة لهذه الشركات، كما أنها من ناحية أخرى تتيح للمستثمرين السعوديين توطيد علاقاتهم القائمة بالمستثمرين الأجانب من أصحاب ومديري الشركات العالمية، وإقامة علاقات جديدة مع أصحاب ومديري العديد من الشركات التي ترغب في الاستثمار بالمملكة. وفي المحصلة النهائية أنها سلطت الأضواء على ما يتحقق من تقدم في عملية التنمية خاصة، وفي المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، وفي مسيرة النهضة الحضارية بشكل شامل وعام.
ونفى الأستاذ الراشد القول بان وضع المملكة كواجهة اقتصادية قد تغير، وأنها أصبحت مجددا تمثل ثقلا خليجيا وعربيا في هذا المجال، مشدداً على أن المملكة حاضرة بقوة وفعالية في هذا المجال منذ زمن طويل، بحكم موقعها كأكبر اقتصاد عربي وإقليمي في الشرق الأوسط، وباعتبارها أكبر دولة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية اقتصاديا وبشريا، ولوضعها كإحدى أهم الدول المحورية في المنطقة، إلا أن الصورة في السنوات الأخيرة خاصة قد شهدت العديد من المستجدات، من حيث زيادة عدد وكم المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية العالمية التي تنظمها جهات عديدة في المملكة، وذكر على سبيل المثال غرفة الشرقية التي نظمت أكثر من خمسة منتديات عالمية حول موضوعات وقضايا في مجالات استثمارية مهمة، كالنفط والغاز، والمشروعات العملاقة، والتوطين، إضافة إلى منتدى خاص بالاستثمار السعودي ككل. وهناك العديد من المنتديات والمؤتمرات التي نظمتها جهات عدة حكومية وأهلية، وكلها حققت نجاحا كبيرا.
الكثير من الأهداف التي يطمح إليها رجال الأعمال من تحقيق للفرص التجارية بحسب قول الأستاذ الراشد قد تحققت ولكن ليست جميعها.
ونستنبط ذلك من قراءتنا في تزايد عدد الوفود الاقتصادية والتجارية الأجنبية التي تزور المملكة، خاصة في المنطقة الشرقية، نتيجة المنتديات، حيث تسعى هذه الوفود الأجنبية من دول عدة في الغرب والشرق إلى تقوية علاقاتها برجال الأعمال السعوديين، كما أن هناك نموا في تأسيس المشروعات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة بالمملكة في السنوات الأخيرة، حيث ساعدت المنتديات والمؤتمرات في التنبيه إلى مزايا البيئة الاستثمارية بالمملكة، والأرقام تؤكد زيادة الاستثمارات الأجنبية بالمملكة في السنوات الأخيرة الماضية، وهو ما يتناسب طرديا مع زيادة عدد المنتديات والمؤتمرات العالمية التي يشارك فيها العشرات من المستثمرين ورجال الأعمال الأجانب.
الدكتور سليمان العريني
يجب الحذر من بعض التوصيات وعبارات الإطراء والمجاملة من بعض المتحدثين ففي هذا المجال، نسمع توصيات بضرورة زيادة استثمار وإنفاق الدولة على مشروعات لا تمثل أولوية للمملكة، ولكنها تمثل رغبات ومقترحات شخصية.
فيما اعتبر الدكتور سليمان العريني (الرئيس التنفيذي لشركة الإبداع للاستشارات) إقامة المنتديات والمؤتمرات بشكل عام في المملكة ظاهرة إيجابية على المدى الطويل للدولة والاقتصاد على أن يكون هناك آلية واضحة للاستفادة من نتائج وتوصيات هذه المؤتمرات، وكذلك الاستفادة من تجارب الدول والخبرات الخارجية.
مضيفاً أن الدور الذي تلعبه مدينة دبي التي تعتبر مركزا لمنطقة الشرق الأوسط للمؤتمرات والمعارض وهي بهذا لا تخدم اقتصاد مدينة دبي فقط، ولكن وهو الأهم، خدمة اقتصاديات المنطقة ومنها المملكة ولعل من أهم المزايا التي تقدمها مدينة دبي لضيوف المؤتمرات والمعارض وغيرها، سهولة الدخول والخروج للأجانب ومن ناحية أخرى، فقد أوضح الدكتور العريني أن المؤتمرات التي يتم استضافتها في المملكة تزايدت في الفترة القصيرة السابقة، أي في حدود السنتين السابقتين، وهي فترة الأزمة المالية وبما أن الاقتصاد السعودي لم يعان من الأزمة المالية بشكل كبير، كما حصل لدول العالم ومنها مدينة دبي، ويؤكد الدكتور العريني أن من أهم عوامل الجذب وجود اقتصاد جيد، خصوصاً في ظل وجود الأزمة المالية. كذلك توجه حكومة خادم الحرمين الشريفين في الفترة الماضية إلى زيادة الإنفاق الحكومي على مشروعات رأسمالية عملاقة؛ ما أوجد وسائل جذب قوية لقطاع الأعمال في الخارج للحصول على فرص استثمارية وتجارية في السعودية.
ويعتقد الدكتور العريني أن هناك بعض الفوائد التي جنتها المملكة من بعض هذه المؤتمرات، خصوصاً عند حضور ومشاركة خبراء ذوي رؤية وتوجه صادق ومنهجي وعلمي ومن أهم هذه الفوائد والتوصيات، من وجهة نظري ضرورة العمل على تطوير الموارد البشرية، ومن ناحية أخرى يجب الحذر من بعض التوصيات وعبارات الإطراء والمجاملة من بعض المتحدثين ففي هذا المجال، نسمع بتوصيات بضرورة زيادة استثمار وإنفاق الدولة على مشروعات لا تمثل أولوية لململكة، ولكنها تمثل رغبات ومقترحات شخصية أما ما يخص قطاع الأعمال السعودي، فلم نر حتى الآن فوائد مادية وملموسة، وقد يكون قطاع الأعمال الخارجي هو المستفيد الأكبر في الوقت الحالي، وحتى الآن لا يوجد قيمة مضافة لاقتصادنا بالمستوى الذي نطمح إليه.
عبد العزيز العجلان
المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية من أفضل القنوات الموصلة للمعلومة ولا يختلف اثنان على أنها كاشفة لتفاصيل ودقائق المعضلات والعوائق الاقتصادية وتقوم بطرح القضايا بشكل احترافي.
من جهته يعتقد الأستاذ عبد العزيز العجلان (نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض) أن المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية من أفضل القنوات الموصلة للمعلومة ولا يختلف اثنان على أنها كاشفة لتفاصيل ودقائق المعضلات والعوائق الاقتصادية، وتقوم بطرح القضايا بشكل احترافي وموسع وكذلك تقديم آلية عمل لحل وتذليل الحواجز والصعاب التي تعوق النمو الاقتصادي، وبالتالي تعتبر منتجا بحد ذاته هنا يكون شأنها شأن المنتجات الأخرى منها ما هو صالح للاستعمال ومنها ما هو غير صالح للاستهلاك، لذلك فإن كان الهدف من إقامة المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية هو توصيل المعلومة وشرح القضية وتقديم آليات الحل هذا أمر مطلوب، أما أن تتحول المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية إلى وسيلة لجمع المال أو وسيلة لحب الظهور الإعلامي فهنا تكمن المشكلة ويكون الخلل، ومع الأسف الشديد هناك مؤتمرات ومنتديات تجتر القضايا وتعيد وتكرر ما قيل ويقال وكل ما يطرح لا يحتاج إلى مؤتمرات ومنتديات، مضيفاً أن للمنتديات والمؤتمرات أثرا كبيرا على حركة الاقتصاد بشكل عام خصوصاً متى ما تطرقت إلى نواح جديدة في الاقتصاد الوطني والدولي ولها أبعاد وتأثيرات جيدة خصوصاً عندما تكون التوصيات والحلول على مستوى الطرح.
ويرى العجلان حضور المتحدثين الدوليين البارزين من خارج المملكة أمر مطلوب في حدود اختصاص المتحدث، ويرفض أن يكون الحضور لمجرد اسم أجنبي ولإضفاء هالة إعلامية للمنتدى والمؤتمر وأن هذا الأمر غير مقبول.
أما بالنسبة للمنتديات والمؤتمرات المختصة بالشأن العقاري والمشكلات التي تواجه السوق، فأوضح الأستاذ العجلان بأن معظم قضايا ومشكلات القطاع العقاري معروفة ومطروحة وتتكرر في وسائل الإعلام وأهم ما يعيق سوق العقار هو تطوير أنظمة البناء والإسراع في إصدار حزمة من الأنظمة العقارية أهمها نظام الرهن العقاري ونظام التسجيل العيني.
ناصر الخليوي
الاحتكاك بالتجارب المتقدمة يكسب مزيدا من الخبرة والطاولات المستديرة تقرب وجهات النظر لصالح التنمية عالميا وليس محليا.
ويرى ناصر صالح الخليوي عضو لجنة السياحة بمجلس الغرف السعودي أن عقد مثل هذه المؤتمرات والمنتديات يعد فرصة حقيقية لما يسمى تلاقح الأفكار، وذلك من خلال كوكبة من المفكرين الاقتصاديين والتقنيين والسياسيين من صناع الأحداث ويحدث من خلال الجلوس على الموائد المستديرة في هذه المؤتمرات ما يؤدي الى تقارب في وجهات النظر بما يعود بالنفع على مسيرة النمو عالميا إلى جانب استفادة البلد المضيف من آخر النظريات العلمية التي ما كان متاحا الاطلاع عليها لولا هذه المؤتمرات، ودائما الاحتكاك بالتجارب المتقدمة مفيد جدا. ولقد افدنا هنا في المملكة كثيرا من عقد منتدى الرياض الاقتصادي ومنتدى التنافسية وكذا منتدى جدة وأركز على هذه الفعاليات بالذات لأنها كان لها وقفات مفصلية في قضايا الاقتصاد السعودي، وهو ما يساعد المملكة ويزودها برؤى حول سعيها لاقتصاد المعرفة وأيضا دورها في مجموعة العشرين، إضافة إلى تعزيز الثقة بالوضع الاقتصادي للمملكة الذي أهلها لان تحتضن مثل هذه المنتديات المهمة.
الأستاذ خالد المبيض
عقد المؤتمرات والمنتديات مؤشر جيد ومهم ويدل على مدى الاحترافية والمهنية التي يمر بها الاقتصاد السعودي ويبرز ذلك باهتمام وحرص العديد من المتحدثين الأجانب للحضور والمشاركة.
وقال الأستاذ خالد المبيض خبير عقاري ان عقد المؤتمرات والمنتديات مؤشر جيد ومهم ويدل على مدى الاحترافية والمهنية التي يمر بها الاقتصاد السعودي، ويبرز ذلك باهتمام وحرص العديد من المتحدثين الأجانب للحضور والمشاركة في المنتديات والجلسات وذلك للأهمية التي يحظى بها الاقتصاد السعودي واهتمام العديد من المستثمرين للدخول للسوق السعودي بسبب ما يمتاز به من الدعم الحكومي والمستقبل المشرق الذي يتوقعه جميع المهتمين في الاستثمارات في أسواق جديدة وناشئة.
وعن مدى تأثير المنتديات والمؤتمرات على السوق العقاري وتنشيط حركته يقول المبيض: لا شك أن تلك المؤتمرات تسهم بشكل مباشر في دعم الاندماجات والتكتلات العقارية بين المستثمرين العالميين والمحليين الذي يسهم بشكل أساسي في دعم السوق وتوفير حلول لكثير من المشكلات على رأسها نقص الإسكان وتدعم عجلة التنمية، فالعديد من الدول المتقدمة تهتم بشكل أساسي في تنظيم مثل تلك المعارض والمنتديات بل تتسابق فيما بينها لجذب عدد أكبر من المستثمرين، وذلك مؤشر واضح لمدى أهميتها وتأثيرها الإيجابي.
الأستاذ محمود جمجوم
يعتبر مؤشرا واضحا على استقرار ونمو الاقتصاد المحلي نلفت إلى ذلك الحضور القوي للعديد من المتحدثين الدوليين البارزين من الجامعات والشركات العالمية.
وعن أهميتها فيما يختص بالقطاع الصحي فقد أوضح الأستاذ محمود جمجوم نائب الشريك لمجموعة فارما قائلاً: تعتبر ظاهرة إقامة المنتديات والمؤتمرات في منتهى الإيجابية لأنها تعكس اهتمام القائمين على تنمية الاقتصاد المحلي، وذلك يعتبر جزءا من برنامج وضع لتنفيذ توجيهات خادم الحرمين للقطاع الحكومي بدعم القطاع الخاص، ومؤخراً أصبحت المملكة أحد أهم الواجهات الاقتصادية للعديد من المنتديات والمؤتمرات الاقتصادية العالمية وذلك بالتأكيد يعتبر مؤشرا واضحا على استقرار ونمو الاقتصاد المحلي، نلفت إلى ذلك الحضور القوي للعديد من المتحدثين الدوليين البارزين من الجامعات والشركات العالمية الذي يعكس الدور المتنامي للمملكة كلاعب أساسي في نمو الاقتصاد العالمي وكذلك ثقل المملكة كمركز جذب للمستثمرين.
ويرى الأستاذ جمجوم أن المنتديات والمؤتمرات حققت ما يطمح إليه رجال الأعمال من تحقيق للفرص التجارية فيما يختص بالقطاع الصحي من خلال فتح أسواق جديدة للمنتجات الوطنية، حيث نجحنا بالفعل بالتصدير لأكثر من عشرون دولة بحمد الله ونسعى لفتح أسواق أخرى.
وأخيرا نخلص إلى أن آراء المتحدثين تمحورت حول سلبيات عقد المؤتمرات والمنتديات بأنها تركز على العموميات أكثر من القضايا المتخصصة وأنها تستقطب أسماء مشهورة بغرض الدعاية والربح، وتحتاج إلى مهنية أعلى في التنظيم وتطوير البنى التحتية التي تخدم زيادة انعقادها لدينا لكنهم اتفقوا جميعا على إيجابياتها وفوائدها المتعددة بإبراز مكانة المملكة الاقتصادية عالميا والفرص التي توافرها من خلال الاحتكاك المباشر لقطاع الأعمال السعودي بالاقتصاد العالمي، ولكن تبقى للمؤتمرات والمنتديات جاذبيتها التي أسهمت بزيادة النمو والتعريف باقتصاديات دول عديدة جنت من ورائها أرباحا طائلة.