بغداد - وكالات
يغري المرشحون للانتخابات التشريعية العراقية الناخبين بالأموال والسلاح والأراضي السكنية وحتى الدجاج المجلد للحصول على أصواتهم في الاقتراع الذي سيُجرى غداً الأحد.. وتعتبر هذه الممارسات شائعة في جميع أرجاء البلاد وجزءاً من اللعبة الانتخابية، وخصوصاً في غياب قانون واضح لتمويل الأحزاب أو الجهات السياسية التي تشارك في ثاني انتخابات تعددية في عراق ما بعد صدام حسين.
وقال محمد علي.. وهو رياضي من مدينة الناصرية (380 كلم جنوب بغداد): (قام أحد مرشحي قائمة رئيس الوزراء نوري المالكي بعرض الأسلحة والأموال على شيوخ العشائر.. كما عرض مرشح آخر ملابس رياضية لكل فريقنا).
وأضاف: (لكننا أبلغناه أن هذا لا يعني أننا سندلي بأصواتنا لصالحهم).. وفي المناطق الجنوبية يتواصل توزيع الرشاوى تحت مسميات (الإكراميات) و(الهدايا) و(العطاءات).. ففي محافظة ديالى حيث ينشط عناصر تنظيم القاعدة، تقتصر الرشاوى على (هدايا) بدون قيمة تذكر.. وقال الطالب أحمد عدنان (23 عاماً) إن (المواطنين في الحي حيث تسكن عائلتي تلقوا هدايا كناية عن دجاج مجلد من قبل مرشحين على قائمة أحد الأحزاب الإسلامية).
وأضاف أن المرشحين (طلبوا من الذين قبلوا هدية الدجاج أن يقسموا على المصحف بعدم منح أصواتهم إلا لهذه القائمة).. ومع احتدام المنافسة للفوز بمقعد في البرلمان، حيث إن المرتب الأساس للنائب مئة ألف دولار سنوياً عدا العلاوات، لا يتردد آلاف المرشحين في الإنفاق أكثر على حملاتهم الانتخابية.
وقام غيلان صادق، المرشح المستقل في حي زيونة شرق بغداد، بطلاء مبنى سكني مكون من أكثر من عشرين شقة ورفع صوره ولافتات تأييد فوقها كدعاية انتخابية.. وكتب على صورته (نحن نعمل لخدمتكم وسنواصل القيام بذلك).. وفي إقليم كردستان العراق، تشتد حدة التنافس بين التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الحاكمين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني من جهة، وحركة التغيير بزعامة نوشيروان مصطفى من جهة أخرى.
وقال آراس كريم (34 عاماً) وهو سائق سيارة أجرة يسكن السليمانية: (أفضل شيء وصلني هو الوقود المجاني).. وأضاف: (لم أحدد حتى الآن لمن سأمنح صوتي، سواء للتحالف أم لجماعة أخرى).. من جانب آخر حذَّر مسؤولون أميركيون كبار من أن عملية تشكيل حكومة عراقية بعد الانتخابات التشريعية قد تستغرق (أشهراً).. مشيرين إلى أن المرحلة الانتقالية ستكون (خطيرة جداً).. وقالوا إنه (من الصعب وضع جدول زمني.. ولكننا نتحدث عن أشهر وليس عن أسابيع).. مذكراً بأنه بعد الانتخابات التشريعية السابقة عام 2005 (تطلّب تشكيل حكومة حوالي خمسة أشهر).. وأوضحوا أن هذه الفترة الانتقالية ستكون موضع (مراقبة عن كثب لأنها قد تكون مرحلة خطرة).. وأضاف: (نتوقع عملية صعبة) متوقعاًَ عدداً كبيراً من الطعون (لأن الرهانات كبيرة جداً).