ألم تسأل نفسك يوماً عن الأسباب التي تجعلك تفشل في عمل ما أو اختبار تعرضت له؟... ربما لا تجد جواباً يشبع فيك الحيرة والدهشة لكن قد تعود وتتساءل لماذا نجح فلان وحقق آمالاً وطموحات كبيرة بينما أنا محلك سر وكأن الحظ يعاندني أو أن الدنيا بأسرها تقف في مواجهتي..؟ هكذا تظن.
قد يبدو الأمر محيراً بالفعل ولكنه لا ينطوي على أي أسرار فالحقيقة أن بين النجاح والفشل جسراً صغيراً هو الإرادة، يقول رجل المال والأعمال الشهير (تشارلز شارب) إن أهم عامل يساعد الشاب على بلوغ النجاح هو تصميمه على بلوغ الهدف فالنجاح هنا رهن قوة الإرادة ولذلك فإنه مما لاشك فيه أن المثابرة وقوة الإرادة هي من أهم العوامل التي تؤهلك لتحقيق النجاح والتغلب على الفشل، ولكن هل يكفي أن تكون لديك الإرادة فحسب؟ لابد أن يتوافر لك الاهتمام أيضاً بل ونقول الحب كذلك فإذا لم تهتم بالشيء وتحبه فكيف ستجد القوة والمثابرة لتحقيقه. الإرادة هي طاقة مضاف إليها اهتمام لقد كانت قوة الإرادة في دفع (بيرس) لأن ينجح في اكتشاف القطب الشمالي وجعلت (ستانلي) يكتشف مجاهل إفريقيا وكانت القوة الدافعة (لشاكلتون) حتى يجوب القطب الجنوبي، لكنها لم تكن إرادة فقط بل كانت اهتماماً وحباً للمغامرة قبل أن تكون هناك إرادة.
يقولون: إن الفاشلين نوعان، نوع يعمل بدون أن يفكر ونوع يفكر بدون أن يعمل ولعل الشيء نفسه يمكننا أن نقوله عن الإرادة، فالإرادة بدون اهتمام هي جهد ضائع والإرادة بدون طاقة وقوة هي مشروع لا يستند على أساس، وقد يتوفر لك الطاقة اللازمة والاهتمام المطلوب مع ذلك تجد أن ما تطمح إليه وترجوه بعيداً عنك وصعب المنال، هل تدري ما السبب؟ إن ذلك راجع إلى انتشار الطاقة وتوزيعها في أكثر من مجال أو أن هناك قوى مضادة تعمل داخلك وتقلل من حماسك دون أن تشعر وهكذا يكون قدر الطاقة الذي يحصل عليها الشعور غير ممتزج بموضوع اهتمام قوي؟؟