Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/03/2010 G Issue 13670
الاربعاء 17 ربيع الأول 1431   العدد  13670
 
بصريح العبارة
فارياس.. وقناعات كل الناس..!!
عبد الملك المالكي

 

لم يكن المسيو فارياس داهية أو نابغة عصره في التدريب حتى وهو يحرز ذهب القارة مع فريقه السابق بوهانغ الكوري الجنوبي؛ بل إن سنين (عمره) التدريبية لا تضعه في (ابتدائية) عصر الكبار مقاماً ومقالاً في ذات المجال، لكن ما (تحجر) أو لنقل (تعملق) في رأس فارياس أنه (فلتة زمانه)؛ الأمر الذي أخشى معه أن يتحول لشيء من (جنون العظمة) متكئاً على (وسادة) منجزه الكوري الصنع، ولطريقة تشبث الأهلاويين بذات المنجز قبل الاسم التدريبي وقت التعاقد معه..!!

** فحقيقية منجزه القاري أنه لم يتحقق لقوة فكره (التدريبي) أو حتى (العناصري) للفريق الكوري الذي كان يدربه، بل لضعف (المنافس) الذي كان وقتئذ قابلاً (للخسارة) حتى لو نازل أرطاوي الرقاص في النهائي، هذا من جانب؛ أما من الجانب الآخر والمهم فيكمن في استماتة الوفد الأهلاوي المفاوض في الإمارات إبان نهائيات كأس العالم للأندية والتي خرج منها الفريق الكوري (إيد وراء وإيد قدام).. تلك الاستماتة أوحت لسي (السيد) بأنه سيأتي للأهلي بصفة (الحاكم بأمره) في عالم التدريب، حتى خُيل إليه أن نساء البرازيل (عقمن) أو - هن كذلك - على أن ينجبن مثله مدربا، مدرب (يغالي) في عقده فيجد الآذان الصاغية، و(يفرض شروطه) فتملى كما يشتهي ويريد، و(يسحّب) بالمفاوض ممثلاً في شخص (الرئيس) فيقابل بالسمع والطاعة..!!

** أقول تلك الحقيقية، ويعلم الله أني أحسست بها منذ الوهلة الأولى للتعاقد معه، كون (بعض) المدربين (صغار السن) حين تولد على أيديهم بطولة يؤمن داخلياً بأنها أكبر من إمكاناته, يقع في (شراك العظمة) التي (قد) تُعجل بأفول نجمه مبكراً من ساحة التدريب, الساحة التي لا تعترف بغير (الواقعي) الذي يرى من كل الجوانب، ويسمع لكل من حوله، ويحلل ويدرس مع مستشاريه كل المعطيات التي تؤمن بجماعية (فريق العمل) دون أن تخل بأحقيته الكاملة في اتخاذ القرار النهائي دون تجاهل معطيات تكاملية نجاح ذلك القرار..!!

** وحتى لا أرمى بسهام النقد كون هذا (الفارياس) فوق مستوى (الشبهات) عند بعض الأهلاويين، دعوني آخذ جانباً (واحداً) من الفص الأمامي (ليبسان) رأس الفذ التي تخالف قناعات كل الناس.. وحين أقول كل الناس فأنا أعني تماماً ما أقول وسآخذ مثلاً رؤية متصدري الساحة على مستوى البطولات في الخمس السنوات الماضية الهلاليين والاتحاديين حول أهمية (المحور) ودوره الرئيسي في نموذجية قيادة الفريق فنياً داخل المستطيل الأخضر، ففي الهلال لم يسجل إنجاز بطولي على الإطلاق ما لم يكن هناك على خارطة الفريق (محور إلى اثنين) من فئة (مقاتلين) فمن عمر الغامدي وعبداللطيف الغنام إلى خالد عزيز تؤمن منطقة صنع الإنجاز الحقيقية للفريق، كذلك الحال مع خميس العويران وكريري وحديد في فريق الاتحاد.. وفي الأهلي يتجاهل (الفارياس) النجم الجاهز (يوسف الموينع) والرافد المناسب للمقاتل (كانوا) فيما أهمل تماما المثابر (صاحب العبد الله) كحل مناسب في ذات المنطقة..!!

** قلت سأناقش جانباً واحداً من دماغ الفذ (المغرور) الذي لا أعلم أي بطولة قادمة ستضيع أمام قناعاته.. تاركاً للأهلاويين قبل غيرهم تقدير حجم المعاناة التي يخسرها الفريق بإبقاء (شارع الظهير الأيمن) مستباحاً من قبل الخصوم بإرهاق النجم محمد مسعد في غير موضعه، وبضياع الأوراق الهجومية (المربحة) لأي مدرب وغير المعدومة في الفريق الأهلاوي بتواجد أفضل العناصر (مالك والراهب) اللذين يتمنى وجودهما كثنائي أي فريق واللذين لم يشركهما معاً في مباراة دورية أو بطولية واحدة 90 دقيقة.. مالك الذي وإن سلمنا باهتزاز مستواه، فيبقى تأثير تعامل فارياس معه جلياً على نتاج الفريق، فيما (يرد) الراهب على أرض الواقع بهدف يسجله البارع حسن الراهب في ثمنيات قناعات الفلتة، قبل مرمى المنافسين.. ولو لم يشركه إلا لدقائق معدودة على أصابع اليد الواحدة..!!

** ثم ليتبادر سؤال مُلح حول دور (خالد بدرة) فيما يحدث وهو الإداري ذو الخلفية الفنية، كما يفعل سامي الجابر مثلاً مع هرم تدريبي بوزن (جريتس) في الهلال، أين دوره في منع القناعات (المخجلة) في مباريات لا تقبل القسمة على اثنين بإصراره العجيب على إشراك مواطنه (غزال) في غير مكانه وفقاً لما كان عليه مع منتخب بلاده كقشاش وسط مدافعين.. فإن قلنا إن طريقة فارياس لا تناسب غزال وتظهر عيوبه أكثر من محاسنه فلما (العناد) وإشراكه في كل مباراة وكأنه يراهن على أن غزال المبدع في تونس هو نقطة ضعف مؤخرة الفريق..!!

** لم أشأ الحديث عن الشؤون الفنية البحتة؛ إذ إنني لا أحبذ النقاش فيها لسببين لا ثالث لهما؛ أولهما أن للأمور الفنية (أهل اختصاص) أعلم بها مني، وثانيهما الحرص على عدم (إضاعة المساحة) على القارئ الكريم الذي يكون بطبعه مل تكرار الأمور التحليلية الفنية الصرفة، لكن (بلى أخوك يا عبيد) هو ما دعاني لذلك، فالكثير من الزملاء مدربين وخبراء ولاعبين قدماء بُحت أصواتهم دون جدوى، فلم يتبقَ غير إيصال الصوت عبر (زاويا) يقدم أصحابها مصلحة الكيان على (مساحات رأي) تردد صبح مساء ترنيمة (كله تمام)؛ فهل يفيق هذا الفارياس قبل أن يستفيق أصحاب الحل والربط في الأهلي على حقيقية أن فريقهم ضاع هذا الموسم بسبب قناعات مدربين.. بدأها ألفاروا بضياع الدوري... وأجهز فارياس على مجمل استحقاقات الموسم البطولية الأخرى..!!

ضربة حرة..!!

المستجير بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد