Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/03/2010 G Issue 13670
الاربعاء 17 ربيع الأول 1431   العدد  13670
 
أدوات تحقيق المهمة والتمحور حول الملموس
د. عقيل محمد العقيل

 

الأدوات المادية الملموسة لا يمكن أن تحقق المهمة بالشكل الأمثل ما لم تسانَد بشكل مرحلي أو متواز بأدوات غير ملموسة، بل إنه في بعض الأحيان تشكل الأدوات غير الملموسة الأدوات الرئيسية إن لم تكن الوحيدة لتحقيق المهمة، فضلا عن أهميتها في تعزيز الأدوات المادية الملموسة لإنجاز المهمة.

ولقد بات من المعروف أن الدراسات والاستشارات الفنية والإدارية لإعداد الخطط وتطوير العمليات التنفيذية (Processes) ومؤشرات القياس ومعايير التقييم ومنهجيات معالجة الانحرافات تشكل الضمان الأكيد لرفع كفاءة مخرجات الإمكانيات المالية والبشرية المتاحة، ولكم أن تتصوروا جودة تنفيذ مشروع ملياري زراعي أو عقاري أو صناعي أو سياحي دون صرف ما لا يقل عن 5 % من تكلفته لضبط صرف الـ95 % المتبقية، حتماً ستكون النتيجة إطفاء حرائق أثناء التنفيذ التي قد تودي بالمشروع فضلاً عما تبدده من الإمكانات المالية والبشرية دون فائدة.

كما بات من المعروف أيضاً أن الجهود الاتصالية سواء تلك الترويجية أو التوعوية أو التحفيزية من خلال الوسائل الإعلامية أو الأنشطة الاتصالية أو التقارير الدورية باتت تشكِّل أداة رئيسية لإنجاز المهام في بعض الحالات، إضافة إلى كونها أدوات رئيسية موازية أو مساندة لأدوات ملموسة لإنجاز المهام في حالات أخرى.

أما أهمية البحوث في تحقيق المهام، خصوصاً المهام التي تتعلق بالقضاء على وباء معين أو تلك التي تتعلق بتطوير منتج أو دواء أو غير ذلك، فالكل يعرف أهميتها في تحقيق المهام العلاجية والتطويرية.

ورغم كل ذلك فإن الكثير من مسؤولي الأجهزة الحكومية والمؤسسات المدنية والمنشآت الخاصة لا يضعون موازنات لهذه الأدوات غير الملموسة، وإن فعلوا فإنهم يضعون موازنات لا تسمن ولا تغني من جوع؛ الأمر الذي يجعل معظم هذه الأجهزة والمؤسسات والمنشآت عاجزة عن تحقيق مهامها بالكفاءة المثلى وعلى الوجه الأمثل.

وأكاد أجزم بأن الكثير من الأجهزة الحكومية مثل وزارة العدل ووزارة الصحة وإدارة المرور ومديرية الدفاع المدني وأمانات المدن وإدارة مكافحة المخدرات وإدارات النظافة ووزارة التجارة وغيرها كثير غير قادرة على تحقيق مهامها بأعلى كفاءة ممكنة وعلى الوجه الأكمل؛ لأنها لا توفر موازنات للتوعية تتناسب وأهميتها كأداة فاعلة وضرورية في تحقيق مهامها.

بل إنَّ الأمر أسوأ من ذلك؛ إذ لو قمنا بتحليل للمصاريف لكل مسار استراتيجي لتحقيق المهمة وقارنا حجم المصروفات على كل مسار وأهمية هذا المسار والوزن النوعي في تحقيق المهمة لوجدنا أننا نصرف الكثير على مسارات نسبة مشاركتها في تحقيق المهمة ضعيفة جدا، ولكنها مسارات تشتمل على أدوات ملموسة بخلاف تلك ذات الوزن النوعي الأعلى والأثر الأكبر التي لا يخصص لها إلا القليل من الأموال لأنها أدوات غير ملموسة.

أحمد الله أننا في وقت نشهد فيه طرحا مكثفا لمفهوم التنافسية وأدواتها، خصوصا تنافسية القطاع الخاص، الذي يتطلب بيئة تنافسية بالضرورة؛ الأمر الذي يجعلنا نأمل أن تعي أجهزتنا ومؤسساتنا ومنشآتنا الوطنية كافة أهمية الموازنة بين الأدوات الملموسة وغير الملموسة؛ لإنجاز مهامها بالاستثمار الأمثل للإمكانيات المتاحة.



alakil@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد