Al Jazirah NewsPaper Wednesday  03/03/2010 G Issue 13670
الاربعاء 17 ربيع الأول 1431   العدد  13670
 
أضواء
الاستفراد بنظام ملالي طهران
جاسر الجاسر

 

تزايد التكهنات والتقارير الخبرية والاستخبارية التي رفعت من سقف احتمالات اندلاع حرب في المنطقة وبخاصة بعد تعدد تهديدات الكيان الصهيوني التي تناثرت صوب إيران تارة وصوب لبنان وسورية تارة أخرى.

وإن كان شن هجوم عسكري ضد إيران في الوقت الحاضر لا يمكن أن يتم دون أن تحصل إسرائيل على ضوء أخضر من واشنطن التي لا تريد السماح بشن حرب ضد إيران إلا بعد أن تستنفد كل الجهود مع حلفائها من الدول الغربية وشركائها الروس والصينيين، لإجبار إيران على وقف برامجها النووية التي تأكد أنها تهدف إلى تصنيع أسلحة نووية.

وحتى يكون لواشنطن مبرر و(عذر) لشن حرب ضد إيران فإنها تصعد من عقوباتها الاقتصادية ضد النظام الإيراني وتوسع مساحة الحصار ضد إيران، وبنفس الأسلوب الذي تعاملت به لإسقاط نظام صدام حسين، وحتى تنضج الثمرة ويصبح سقوط نظام ولاية الفقيه غير مكلف تنسج واشنطن مع حلفائها أفضل السبل لتحقيق الهدف النهائي وهو إنهاء نظام ولاية الفقيه أسوة بنظام صدام حسين، مع وجود اختلافات بسيطة.

فبالنسبة لنظام صدام حسين كانت المعارضة نشطة في الخارج واستثمرتها أمريكا وجعلتها دليلها في غزو العراق، أما المعارضة الإيرانية فلها جناحان قويان، معارضة قوية في الخارج (مجاهدي خلق) ومعارضة تزداد قوة ونموا في الداخل (الثورة الخضراء) التي يقودها الإصلاحيون وأمريكا تحاول أن تستثمر الورقتين رغم عدم وجود علاقات قوية مع المعارضة الداخلية.

الاختلاف الآخر، هو بوجود أنصار وامتدادات لنظام ولاية الفقيه خارج إيران وهؤلاء سيرفعون تكلفة إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران، ولهذا فلابد من القضاء على هؤلاء الأنصار أو على الأقل إضعافهم لتحييدهم عند اندلاع أي حرب قادمة مع إيران، ولهذا فإن الخبراء والمحللين يعتقدون أن شن حرب على موقع حزب الله في جنوب لبنان وتوسيع العدوان على قطاع غزة سيسبق تلك الحرب لتقليص أجنحة ولاية الفقيه وأنصارهم حتى يتم الاستفراد بملالي طهران.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد