بريدة - بندر الرشودي
لم تكن المكانة المتقدمة التي وصلت إليها مهرجانات مدينة بريدة وليدة اللحظة، ولا محض الصدفة، بل كانت نتيجة عمل مشترك وتخطيط مستمر يقوده رائد السياحة في المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز الذي استطاع بنظرته الثاقبة إيصال مهرجانات بريدة إلى هذا الوهج الذي هي عليه من مكانة تنافسية مع أكبر مهرجانات المملكة.
مهرجانات مدينة بريدة اتخذت من سياسية الدولة العليا في الإسهام ببناء الإنسان منهجاً، ودعمت التوجه العام في التنشيط السياحي المحلي واعتمدت في إستراتيجياتها على هذه المنطلقات في خدمة المجتمع عبر الجمع عند تنفيذ الفعاليات والبرامج بين مختلف وسائل الترفية الهادف وبرامج التوعية والدورات التدريبية في شتى المجالات التي تقدم بقوالب مشوقه ومتجددة استطاعت ملامسة رضا الجمهور والثبات على ذلك عبر التجديد والتنويع، وأتاحت الفرصة لجمهور المنطقة في الالتقاء بنجوم اشتهروا في مختلف المجالات، وقد أخذت بالتحول نحو الاحتراف في المنهج الذي صيغ بإبداع داعم للمجتمع المحلي والقوى العاملة الوطنية ويقف خلف ذلك جهود كبيرة لأمانة منطقة القصيم التي هي أحد الأضلاع الأساسية في وصول مهرجانات مدينة بريدة إلى هذا المستوى بعد أن وفرت الدعم الكبير بمختلف الوسائل والإمكانات، وبشراكة مع الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم وجهاز الهيئة العليا للساحة والآثار.
المهندس أحمد بن صالح السلطان أمين منطقة القصيم ورئيس لجنة مهرجانات مدينة بريدة اعتبر الحراك الكبير والعمل الدؤوب للمسؤولين في المنطقة أثمر هذه المهرجانات بالجودة المشهودة ذات المردود الوطني المتنوع معتبراً هذا النجاح جاء نتيجة اهتمام وحرص المسؤولين والعاملين والداعمين من شركاء النجاح على دعم المجتمع وفي نفس الوقت الإحساس في المسؤولية تجاه الوطن والمشاركة في التنمية، وأرجع أمين منطقة القصيم هذه النجاحات التي تحققت إلى متابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز سمو أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود حيث وقوف سموهما على أدق التفاصيل في جميع شؤون المنطقة حقق لها المكانة المتقدمة والمكتسبات المختلفة في شتى المجالات.
وأوضح السلطان أن المهرجانات شهدت تطوراً نوعياً وأصبحت تدار باحترافية عالية، منوهاً بالمسار التصاعدي الذي تسير عليه حتى أصبحت المهرجانات تشغل نفسها ذاتيا، واعتبر هذا التطور الذي وصل حد التنافس بين الشركات الراعية للحصول على مهرجانات مدينة بريدة يجير أولاً لعمل جبار حقق التميز في البدايات ومهد لهذه المكانة، ولوجود المخلصين من أبناء المدينة قبل ذلك، حيث إن هذه النقلة ستمهد لما هو أفضل وتضمن الاستمرارية والثبات في العطاء، كما أكد على أن المنطقة باتت تمتلك منظومة اقتصادية ترفيهية واجتماعية تقدم إبداعاتها للمجتمع بشتى المجالات عبر مهرجانات المدينة المختلفة بعد أن استغلت مقومات المنطقة البيئية والجغرافية والغذائية والاقتصادية خير استغلال، ووظفت في صالح تنمية العمل الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة من تنشيط سياحي وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة، وأصبحت المهرجانات تمثل حراكاً اقتصادي واجتماعي.
مهرجانات بريدة
أمانة منطقة القصيم إيماناً منها في أهمية خدمة المجتمع استحدثت قبل أعوام إدارة خاصة بخدمة المجتمع عبر توظيفها الكوادر البشرية بشكل الأمثل، كما وفرت حواضن ومقرات مجهزة لجميع المهرجانات دعمت التطور السريع لمهرجانات مدينة بريدة المختلفة التي تنوعت بين مهرجان الصيف الذي يوفر عبر لياليه الصيفية أجواء ترفيهٍ منعشة تلطف من حرارة الصيف ببرامج تستهدف جميع شرائح المجتمع واستطاعت مدينة بريدة على مدى سنوات مضت من احتضان نجوم الإنشاد والشعر والرياضة والاجتماع والثقافة والمبدعون في شتى المجالات، كما أن هذه الحزم المتواصلة والمميزة من البرامج استطاعت أن تستثمر الطاقات بالشكل الأمثل وتنمي مهارات أفراد المجتمع وأوجدت حاضنات لإبداعاتهم وقنوات يستغلون فيها أوقات فراغهم خلال ليالي الصيف.
مهرجانات ربيع بريدة والتمور والكليجا واستغلال مقومات المنطقة
بريدة باتت تمتلك رصيداً تراكمياً من الخبرات في المهرجانات، الأمر الذي انعكس على الفعاليات ونوعيتها وتعددها وفق حاجة المجتمع حيث استهدفت المهرجانات جميع فئات وشرائح المجتمع واستغلت مقومات المنطقة ومن الأمثلة على استغلال مقومات المنطقة مهرجانات (ربيع بريدة، التمور, الكليجا).
فمهرجان التمور يعتبر استغلال لأحد أهم مقومات المنطقة والذي استثمر القيمة الكبيرة التي ترمز لها النخلة في المنطقة فثمار النخيل يمتلك علاقة خاصة مع المجتمع المحلي، وطبيعة هذه العلاقة وثيقة استهلاكاً وإنتاجاً فالتمور عنصر شبه أساسي في مكونات كل بيت في المجتمع السعودي سواء كعنصر غذائي أو جزء من الحياة العملية لأبناء البيت، وإقامة هذا المهرجان سنوياً يأتي ملبياً للحاجة التي فرضتها الظروف لينهض بمستوى العمل في هذا المجال إلى الاحتراف وذلك عندما تدعم أمانة منطقة القصيم هذا الأمر في توفير البيئة المناسبة من البنية التحتية من منشآت وخدمات وخلافها عبر مدينة التمور والذي رسمت لها خطط كي تحقق القفزة في العمل بهذا الاتجاه وتحول العمل فيها إلى صناعة احترافية ويكون المهرجان منفذاً يُبث من خلاله البرامج والأفكار الداعمة لتطوير العمل في هذا المجال، وامتدت العناية إلى الإنتاج والتصنيع والاقتصاد المحلي وتنشيط السياحة المحلية والتوعية، الأمر الذي كان له الأثر الإيجابي الكبير على الحراك الاجتماعي والاقتصادي خلال المهرجان والذي سار في مسار تصاعدي منذ أول مهرجان شأنه شأن بقية مهرجانات مدينة بريدة التي أخذت بالتطور المستمر والسريع.
أما مهرجان الكليجا والمنتجات الشعبية، والذي أقيم العام الماضي لأول مرة وحمل شعار (أهلنا أولى بدعمنا) فقد حمل بعداً اقتصادياً واجتماعياً من خلال احتضانه للأسر المنتجة ودعمه للمجتمع المحلي وجاءت تأكيدات صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود نائب أمير منطقة القصيم على أن القيمة من مثل مهرجان الكليجا تحسب بأبعادها الاقتصادية الداعمة للمجتمع المحلي المنتج لقيمة غذائية ذات رواج شعبي، مؤكدة لهذا البعد من خلال توظيف الأسر توظيفاً أمثل ينهض بالعمل نحو الاحترافية وتقديم برامج متنوعة تستهدف دعم الاقتصاديات الصغيرة في المجتمع المحلي وإكسابه مهارات مختلفة.
كما كان من أهداف المهرجان المساهمة في إعادة الهوية المفقودة جزئياً في المطبخ السعودي بشكل عام، بعد أن باتت الأطباق العالمية تزاحم المأكولات المحلية والشعبية في مطابخ فتيات الجيل الحالي، حيث قدم المهرجان دورات تدريبية يومية في إعداد الكليجا والمأكولات الشعبية داخل أروقة مركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة.
ويستمر استثمار مقومات المنطقة في مهرجان ربيع بريدة حيث استثمر الوضع العام في البلد الذي يوافق إجازة الربيع واستغلال تضاريس المنطقة البرية وولع أهلها في الطلعات البرية حيث يقام مهرجان ربيع بريدة في منطقة منتزه القصيم الوطني في عريق الطرفية وبالقرب من مواقع الطلعات البرية للمتنزهين، ويقام خلال هذه المهرجان الذي يمتد عادة قرابة الأسبوع العديد من البرامج والفعاليات والمعارض وتنفيذ عدد من الأفكار التي تتلاءم مع طبيعة المهرجان وفترة الربيع.
الإقبال الجماهيري كان القاسم المشترك بين جميع مهرجانات بريدة التي شهدت جميعها حضوراً جماهيرياً أعطى بعداً لقيمة الفعاليات وأصبح جمهور مدينة بريدة الرقم الذي يحقق المعادلة الصعبة ويصنع الإنجاز واستطاعت مهرجانات المنطقة المختلفة من توفير الفرص الوظيفية من خلال توفيرها لآلاف الوظائف لأبناء وبنات المنطقة خلال العام.
أمانة منطقة القصيم تستمر في تقديم خدماتها وبرامج الموجهة للمجتمع عبر برامج ليالي الأمانة الرمضانية والتي تنفذ من خلالها برامج توعوية وثقافية في مجموعة من الساحات البلدية في أحياء المدينة مستهدفة كافة شباب المجتمع ومراعية روحانية الشهر الفضيل.
وكذلك تقدم أمانة المنطقة حزمة من البرامج الخدمية والتوعوية التي أثبتت انفرادها، ويأتي ذلك عبر برنامج أضاحي التوعوي الذي استطاع الرفع من ثقافة المجتمع في موسم الأضاحي مع مختلف الجوانب الصحية والبيئية والنظافة والثقافة العامة، بالإضافة إلى برامج توعوية موسمية من خلال يوم الأمانة السنوي، حيث شرعت أمانة المنطقة بإطلاق برامج توعوية متنوعة خلال تلك المناسبة كان أبرزها برنامج تعزيز ثقافة ممارسة المشي وبرنامج المحافظة على الممتلكات العامة عبر أساليب إعلامية وإعلانية حديثة وفريدة.
المهندس صالح بن أحمد الأحمد وكيل الأمين للخدمات وعضو لجنة مهرجانات مدينة بريدة، أكد أن اهتمام أمانة منطقة القصيم بدعم وتطوير مهرجانات المدينة يأتي كجزء من الخدمات التي تقدمها أمانة المنطقة للمواطنين، مؤكداً على أهمية الجوانب الترفيهية والتوعوية والخدمية التي تلامس احتياج المواطن والزائر لمدينة بريدة.