|
حصل على دبلوم في القانون من أساتذة جامعة الملك سعود.. وفي مقدمتهم الدكتور مفلح القحطاني، وعمل لمدة ثلاث وعشرين سنة بالمرافعات، دلف إلى معظم المحاكم وكسب ما ترافع من أجله، بعد هذا كله يعود لمراتع صباه في بلدته الوادعة البدائع ليدرس في الصف الثالث المتوسط للحصول على شهادة الكفاءة المتوسطة (منازل - ليلي) رامياً خلف ظهره أمجاده السابقة، ومتحدياً كل العقبات.
|
تناسى عمره الخمسيني، ورد على مسؤول التسجيل عند إخباره بأن المدرسة في الدور الثالث.. وأنت معاق بقوله: أنا لدي أربعة رجال أشداء سيحملونني حتى لو كانت المدرسة في السماء.
|
ذلكم هو: عبد الله بن محمد الأصقه الدوهان، المعاق (حركياً).. المنطلق فكرياً وثقافياً وقانونياً، لا تتعبه همته التي تطاول عنان السماء، فكل ما يحصل له محبب من أجل تحقيق أهدافه..
|
ومن تكن العلياء همة نفسه |
فكل الذي يلقاه فيها محبب |
هو عضو في جمعية (حركية)، ومشارك في فيلمها الوثائقي.. لقد نُسف كل تاريخه الماضي، ورُدت شهاداته واعتبرت غير معتمدة، ورُفض طلبه بمنح ترخيص مزاولة مهنة المحاماة، مما جعله يستشيط همة وعزماً، ويتأبط كراسات وكتباً، ويجعل له من أذرع عربته متكأ لساعد الجد والهمة والعزيمة، ومن ظرافته بلسماً ينشر الشفاء في نفسه وفي من حوله ليعلن الدوهان تحديه والعودة للدراسة من جديد للحصول على أعلى الشهادات التي تريدها الوزارة التي لم تقبل شهاداته ولا خبراته، أضاء ليالي الاختبارات بابتسامته الدائمة وختمها بشكر مدرسته.. مدرسة متوسطة وثانوية خلاد بن السائب الليلية في محافظة البدائع إدارة ومعلمين وموظفين الذين سهلوا مهمة اختباره.. وهيأوا له المكان المناسب لحالته لكي لا يتكبد عناء الصعود لقاعات الاختبارات في الدور الثالث.
|
ووصل شكره لمشرف التعليم الليلي في مكتب المحافظة أحمد العريني الذي سهَّل مهمة تسجيله.. بل وشجعه على ذلك.. واعتبره أنموذجاً للطموح والهمة والعزيمة يُحتذى به.
|
|