حين تضعف الديانة تضمحل الأمانة وتظهر الخيانة، وتباع الذمم، وتسترخص أرواح الناس، وتستباح حقوقهم، وينتج عن ذلك، فساد الأحوال، وتأخر العمران، وتقهقر الحضارة، إذ يسود أهل الجهل والغش، وذلك من أمارات الساعة.
إذا كانت الخيانة وعدم أداء الأمانة تضر ضرراً بالغاً في الحقوق الخاصة فكيف إذا كان انعدام الأمانة والتلطخ بالخيانة يصل إلى الأمور العامة التي يتأثر بها الجمع الكثير من الناس؟!
وتعظيم أمر الأمانة في صلاح الأمة واستقامة أحوالها، وازدهار عمرانها، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرسخ الأمانة في قلوب أصحابه بذكر قصص الأمناء من الأمم السالفة، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (اشتري رجل من رجل عقاراً له فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، وقال له الذي اشترى العقار خذ ذهبك مني إنما اشتريت منك الأرض ولم ابتع منك الذهب، فقال: إنما بعتك الأرض وما فيها، قال: فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ فقال أحدهما: لي غلام وقال الآخر: لي جاريه، قال انكحوا الغلام الجارية وأنفقوا على أنفسكما منه وتصدقا) رواه الشيخان.
وفي صدر هذه الأمة وأثنائها نماذج مضيئة لمتانة الديانة وأداء الأمانة والبعد عن الخيانة وفي خلفها ثلة منهم، فهل تتأسى بهم ونأتمر بأمر الله ونتجنب الخيانة في أمورها كلها دقيقها وجليلها؟!!
الرياض