لندن - رويترز
تستفيد صناعة النفط من ارتفاع الأسعار والاستهلاك العالمي مع تعافي الاقتصاد لكنها تواجه إمكانية تحقيق نمو ضئيل أو عدم تحقيق نمو على الإطلاق في الأسواق المتقدمة وتوقعات ضعيفة لأنشطة التكرير. وتجمع مئات التجار والمسؤولين التنفيذيين بشركات النفط في لندن لحضور أسبوع البترول الدولي الذي يقام سنوياً من 15 إلى 17 من فبراير.
وظاهرياً هناك عوامل كثيرة تجعل الصناعة تشعر بارتياح مقارنة مع الأوضاع قبل عام، فقد ارتفعت أسعار النفط إلى 77 دولاراً للبرميل أي أكثر من مثلي العام الماضي، بفضل عوامل منها خفض الدول المصدرة الكبرى للإنتاج.
وقال أندرو مورفيلد محلل النفط والغاز لدى مجموعة لويدز المصرفية البريطانية (النفط والغاز هما الوقودان اللذان سيقودان الانتعاش الاقتصادي العالمي بالإضافة إلى توفير الطاقة للعالم لعقود مقبلة). ورغم التوقعات بأن يستأنف الطلب العالمي على النفط النمو في 2010 بعد تراجعه في 2009 بسبب الأزمة المالية، فمن المتوقع أن يأتي النمو كله من الاقتصادات الصاعدة مثل الصين. ويعتقد كثير من المحللين أن الركود والمساعي لاستخدام وقود نظيف تسببا في انخفاض الطلب على النفط في أسواق متقدمة مثل أوروبا واليابان والولايات المتحدة. وهذا يعني أن الاحتمالات المستقبلية لصناعة تكرير النفط على المدى القريب ليست وردية.
وقال ريتشارد هوكواي المدير المالي لتكرير النفط وتسويقه في بي.بي (نتوقع أن يكون هذا العام مليئاً بالتحديات. لا نتوقع تحسناً ملموساً في هوامش أرباح التكرير عن 2009م). وتتوقع بي.بي أن تكون هناك حاجة للاندماج في صناعة التكرير. وتريد شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال إغلاق أو بيع مصافيها في أوروبا نتيجة زيادة المعروض وضعف الأرباح وهو منظور أثار غضب العاملين لديها.
وبدأ العمال في مصافي الشركة الست في فرنسا و15 مستودعاً لتخزين النفط إضراباً لمدة يومين احتجاجاً على احتمال أن تغلق الشركة نهائياً مصفاة دونكيرك التي تنتج 137 ألف برميل يومياً. وتضع بعض الشركات خططها للإنفاق قيد الفحص والتدقيق. وقال أرتور ثيرنيز رئيس وحدة تطوير عمليات التكرير والتسويق في شركة ام.او.ال المجرية للتكرير إن الشركة تعيد النظر في استثماراتها في مصفاتها بالدانوب. ويسخر مسؤولو الشركات النفطية بوجه عام من فكرة ذروة النفط - حيث سيصل المعروض سريعاً إلى نقطة مرتفعة ويتراجع نتيجة عدم كفاية الموارد المتبقية تحت الأرض - لكن استغلال موارد جديدة يزداد صعوبة وتكلفة.
وارتفعت تكلفة إنتاج برميل من النفط والغاز إلى ثلاث أمثالها خلال العقد الماضي إذ وسعت التكنولوجيا نطاق التنقيب وصولاً إلى مناطق نائية بصورة أكبر من ذي قبل. وقال بول ستيفنز زميل الابحاث الكبير لدى المعهد الملكي للشؤون الدولية في تشاتام هاوس (لن ينفد النفط من العالم غداً لكن تكلفة العثور تتزايد أكثر وأكثر وستواصل الزيادة. لكن زيادة الانفاق على الخدمات الحقول النفطية خبر جيد للبعض).
وأبدت شركة بتروفاك للخدمات النفطية ومقرها أبردين تفاؤلاً شديداً بشأن النظرة المستقبلية، إذ تتوقع تحقيق نمو هذا العام وتخطط لتعيين مئات الموظفين الجدد. وقال أيمن أصفري الرئيس التنفيذي للشركة للصحفيين (نتطلع لعام جيد). وربما تكون الخلفية الاجتماعية المزدحمة مؤشراً غير رسمي لقياس الحالة المزاجية في أسبوع البترول الدولي. بعض الشركات قررت ألا تقيم حفلات استقبال خلال أسبوع العام الماضي لخفض التكاليف. شرح توقعات بأن يستأنف الطلب العالمي على النفط النمو في 2010 بعد تراجعه بسبب الأزمة.