الجزيرة - فيصل الحميد
فتحت المملكة الباب على مصراعيه أمام الشباب للبدء بالاستثمار في واحد من أهم القطاعات الناشئة والمرشحة لتكون الركيزة المنافسة بقوة لقطاع النفط، وبدت فرصة تلوح في الأفق أمام شباب الأعمال للدخول في قطاع التعدين، بعد أن طرح صندوق المئوية برنامجاً للتمويل في القطاع يصل إلى مليوني ريال للراغبين في تأسيس مشاريع مساندة لقطاع التعدين، ولم تكن خطوة صندوق المئوية الأولى في قيام صناعة تعدينة في المملكة، فقد سبقتها عدة خطوات كتأهيل البنية التحتية وإنشاء شركة معادن التي من أهدافها أن تكون الركيزة الثالثة للصناعات السعودية بجانب ارامكو وسابك. ووافق مجلس الوزراء مؤخراً على إسناد إدارة مدينة رأس الزور للهيئة الملكية للجبيل وينبع في الطريق لإنشاء واحدة من أكبر المناطق للصناعات التعدينية على مستوى العالم يردفها ميناء شارف على الانتهاء، بالإضافة إلى خط للسكة الحديد يربط المنطقة بالمناجم وتحتاج صناعة التعدين إلى أعمال مختلفة مساندة كإنشاء المختبرات ورسم الخرائط وأعمال المسح والحفر واستخراج المعادن وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى خدمات التدريب والمطبوعات والتوريد وغيرها من الأعمال التي توفر فرصاً أكبر من ذهب للبدء في رحلة الأعمال.
ويدعم النجاح في المشاريع المساندة وجود تطور صناعي واسواق استهلاكية مستقرة، بالإضافة إلى ما يقدمه صندوق المئوية بالتعاون مع شركة سابك ووزارة البترول وهيئة المساحة الجولوجية من تمويل مالي ودعم لوجستي متمثلاً بتوفير المعلومة والتدريب وغيرها.
مستقبل مبهر للقطاع
بلغ حجم الاستثمارات القائمة في مجال استغلال الثروات المعدنية في المملكة خلال 2008 نحو 50 مليار ريال، فيما بلغت إيرادات القطاع 14.5 مليار ريال، والأرباح 4.5 مليار ريال، وأشار التقرير الفني والمالي والإحصائي لأنشطة حاملي الرخص التعدينية لوزارة البترول والثروة المعدنية للعام المالي 2008م إلى أن الوزارة أنجزت تخطيط وترسيم ما يزيد على 4900 كيلو متر مربع من مواقع خام رمل السيليكا المحجوزة للأنشطة التعدينية.
ومن المتوقع ان تستقطب منطقة رأس الزور ما يزيد على 80 مشروعاً في رأس الزور، إضافة إلى مشاريع معادن التي تقارب تكاليفها 60 مليار ريال. وتشير الدراسات إلى أن دول الخليج ستستحوذ على ما لا يقل عن عشر الإنتاج العالمي من الألمونيوم في السنوات القليلة القادمة، فيما ستكون المملكة محوراً رئيساً لصناعة الألمنيوم وقطاع الصناعات التحولية في المنطقة حسب الدكتور عبدالله الدباغ رئيس شركة معادن من خلال مشروعها الذي وقعته معادن مع الكوا الأمريكية ديسمبر الماضي لقيام مجمع متكامل لصناعة الألمنيوم. وبجانب الألمنيوم يظهر أكبر مشروع متكامل من نوعه في العالم وهو مشروع الفوسفات من المنجم إلى المنتج النهائي العائد إلى شركتي معادن وسابك ومن المقرر ان يبدأ الإنتاج أكتوبر المقبل متزامناً مع الانتهاء من مشاريع سكة القطار وميناء رأس الزور ومرافق البنية التحتية التي تنفذها الدولة. ويتوقع الدكتور عبدالله الدباغ ان تحتل المملكة المرتبة الأولى في انتاج المواد الفوسفاتية خلال العشرين سنة المقبلة لما تملكه من مخزونات ضخمة بمعايير عالمية من خام الفوسفات بالجلاميد. وأوضح الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة الدكتور شفيق الأشقر أن استراتيجية الدول المنتجة للأسمدة تتجه إلى تعظيم القيمة المضافة والمردود الاقتصادي، وأن هناك حاجة ماسة لتغطية الاحتياج المتنامي في الطلب على الأسمدة الذي من المتوقع أن يصل نسبة التطور في الطلب خلال السنوات القادمة إلى 3.5% إذا ما ظلت التوجهات قائمة لإنتاج الوقود الحيوي (الإيثانول والبيوديزل) باستخدام المحاصيل الزراعية وزيادة الرقعة الزراعية المتاحة في أمريكا الشمالية والجهود المتمثلة في رفع نسب استخدام الأسمدة في أفريقيا من معدلاتها الحالية التي تتجاوز 12 هكتاراً إلى المستوى العالمي بحدود 48 هكتاراً، وبجانب الألمنيوم والفوسفات يبرز الذهب والفضة كأهم المعادن التي تنتجها الممكلة حالياً بجانب البوكسايت والنحاس والزنك وكربونات المغنيسيوم والكاولين وغيرها.