Al Jazirah NewsPaper Friday  19/02/2010 G Issue 13658
الجمعة 05 ربيع الأول 1431   العدد  13658
 
حائل: فلافل وبهارات ورالي
عبدالرحمن بن سعود الهواوي

 

كلما حانت الفرصة وقررت السفر إلى مدينة المنشأ مدينة حائل إما لأمور خاصة أو لمناسبات عائلية، وفي هذه المرة ومع بداية نهاية فصل الشتاء وحلول عطلة منتصف العام الدراسي وظهور بدايات فصل الربيع قررت السفر إلى حائل، وفي كل سفرة وفي هذه السفرة وصتني أم الأولاد أن أشتري لها بعض الحاجيات من مدينة حائل، وهي تقول: كثر من أغراضي حتى أهدي منها لجاراتي وصديقاتي حتى يعرفن أهم المنتجات الوطنية في منطقة حائل. وعندما وصلت إلى مدينة حائل، اجتمعت مع بعض الإخوة، وأولاد العم وبعض المعارف، وبدأت وكالة يقولون تبث أخبارها بيننا، وكان أهم ما كان يدور حوله النقاش والحوار واللجة والصراخ هو رالي حائل وما يحدث فيه من فعاليات، ونشاطات متنوعة من تفحيط وصعود بالسيارات إلى رؤوس الكثبان الرملية وغير ذلك، والتي تدل على ما وصلت إليه منطقة حائل من تطور وسمعة عالمية على مستوى الراليات.

وبعد يومين ونحن على هذه الحال في الليل والنهار مع وكالة يقولون قررت العودة إلى الرياض وتذكرت وصية أم الأولاد، فذهبت بعد صلاة الظهر إلى سوق الخضار في مدينة حائل حتى أشتري ما وصت به أم الأولاد. يوجد في طرف سوق الخضار الشمالي في مدينة حائل عدة محلات مسقوفة إما بخيش أو بأحد أنواع الفرش. وهذه المحلات مفتوحة على الشارع، ولا يفصل بين محل وآخر إلا رواق، والبضائع في كل محل موضوعة على رفوف في داخل المحل، وبعضها موضوع على رصيف الشارع.

وتتكون أغلب البضائع في هذه المحلات من فلافل حارة وباردة وبهارات متنوعة، ولوبياء، ونعناع - حبق - واقط - لبن مجفف- وليمون مجفف أسود، وبعض الكراتين المملوءة بثمر الاترنج، والبائعات في هذه المحلات القليلة هن من النساء الكبيرات في السن، وكل واحدة منهن جالسة على كرسي أو على الأرض أمام محلها أو في داخله. لقد تعودت ومنذ سنوات عندما أزور حائل وعلى حسب وصاة أم الأولاد أن أشتري ما أحتاج إليه من واحدة معينة منهن تعرفني من شكلي وأنا أعرفها من جلستها الموقرة على كرسيها، وقد سمعت قبل سنوات أن هذه المرأة قد ربت أولادها وهم صغار وصرفت عليهم من محلها هذا حتى تخرج بعضهم من الجامعة، وبعضهم توظف في السلك العسكري.. سلمت عليها وردت السلام بأحسن منه، وهي تقول: أعرف حاجاتك يا راع الرياض - أي القادم من الرياض - فقلت: يا خالة أم الأولاد تريد حبحر - فلفل - أحمر حار، وبهارات، ولوبيا وكليجا، واقط على شرط أن تكون من عمل يديك، لأنها تعودت عليها، فقال: الحمد لله، أغلب ما تراه عينك في محلي هذا هو من عمل يدي حتى سفر الخوص، فأمرت اثنين من عمالها بنغال بتجهيز ما طلبته وما طلبه غيري ووضعه في السيارات.

وقبل أن أعطيها حسابها حلفت علي أن أجلس على الكرسي بعد أن نهضت عنه. وعندما جلست على الكرسي قلت لها: لماذا يا خالة عمالك بنغال؟ فقالت وهي تضحك، شباب الوطن عند الرالي، بعضهم يفحط والبعض الآخر يصعد بسيارته إلى رأس كثبان الرمل، وبعضهم تنقلب به السيارة والمشكلة حتى البنات صرن يعملن عملهم، جارتي هذه التي على يمينك كل حلالها -دخلها- تصرفه على تصليح سيارات أولادها بسبب الرالي. فقلت لها: الشباب والبنات ما يخجلون وهم يرون مثلك تشتغل وتعمل وتكسب حلال من يدها. فقالت: أنا والنساء اللاتي في سني جربن الحياة فنحن لأزواجنا وبيوتنا وأولادنا مثل الفلفل والبهار للطعام، والحمد لله ما دام طويل العمر أبو متعب الملك عبدالله يشجع الأولاد والبنات على العلم والعمل فنحن بخير وكل أمورنا تمشي إلى الأحسن.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد