الرياض - أحمد المفوز - واس
طالب صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بوضع خطة لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة، مؤكداً أن المملكة تدعم حل الأزمة النووية الإيرانية سلمياً.. وشدد سمو وزير الخارجية في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية في الرياض أمس على أن المملكة لا تريد أن تنزلق المنطقة إلى سباق تسلح، داعياً إلى تطبيق معايير حظر أسلحة الدمار الشامل على جميع دول المنطقة دون استثناء بما في ذلك برنامج إسرائيل النووي.. وأوضح سموه أن المحادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية تطرقت إلى عملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في العراق واليمن وفلسطين، والعلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في العديد من المجالات.
وأبلغ سمو الأمير سعود الفيصل الصحفيين أن الولايات المتحدة الأمريكية وعدت المملكة بإعادة النظر في إجراءات سفر السعوديين في مطاراتها على أساس تحقيق التوازن بين التدابير الأمنية وحماية الحرية المدنية وتسهيلها، وقال في هذا الشأن (لقد أثير في الاجتماعات تشديد إجراءات السفر على المواطنين السعوديين، وقد لمست تفهم الحكومة الأمريكية لوجهة نظرنا وقلقنا من هذا الأمر، وتم الوعد بالنظر في هذه الإجراءات على أساس تحقيق التوازن بين التدابير الأمنية وحماية الحريات المدنية والحقوق الأساسية». في حين، أعربت وزير الخارجية الأمريكية عن تقديرها لجهود المملكة في محاربة الإرهاب، مؤكدة أن بلادها والمملكة تشتركان في هدف السلام الشامل في الشرق الأوسط. وعدت مبادرة السلام العربية أساساً لتحقيق السلام في المنطقة، وأضافت (محادثاتي مع المسؤولين في المملكة تطرقت إلى كيفية السبل لإطلاق مفاوضات ذات مصداقية مثمرة حول السلام في الشرق الأوسط تحقق طموحات الأطراف). وشددت كلينتون على أن ما تقوم به إيران مرفوض وليس في مصلحة أحد، معتبرة إعلانها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم استفزازياً، ولفت سموه بعد أن رحب بمعالي وزيرة الخارجية إلى أنه يصادف هذا الأسبوع مرور 65 عاما على أول لقاء بين قيادتي البلدين حيث اجتمع في الرابع عشر من فبراير لعام 1945 م جلالة مؤسس المملكة الحديثة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وفخامة الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، اللقاء الذي وضع أسس العلاقات على مبادئ الاحترام المتبادل وخدمة المصالح المشتركة لبلدينا وشعبينا، والعمل سويا نحو خدمة مقاصد الأمم المتحدة في تحقيق الأمن والسلام الدوليين.. وأكد سموه أن هذه الأسس مكنت العلاقة الصمود في مواجهة التحديات والسير في خطوات واثقة لتعزيزها والانتقال بها إلى مرحلة إستراتيجية مهمة، وفق إطار مؤسسي واتصال مباشر بين الأجهزة المعنية في البلدين وتوقيع العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تغطي كافة مجالات التعاون العلمية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها من المجالات. وأضاف سمو الأمير سعود الفيصل (ترى المملكة أهمية إطلاق العملية السلمية بشمولية في معالجة جميع القضايا الرئيسية للنزاع في آن، وفق مرجعيات محددة، وإطار زمني واضح.. والأخذ في الاعتبار سياسات (الخطوة - الخطوة) و(بناء الثقة) عجزت عن تحقيق أهدافها، وليس أدل على ذلك من رفض الحكومة الإسرائيلية الحالية استئناف المفاوضات بناء على الخطوات التي توقفت عندها مفاوضات الحكومة السابقة. الملف النووي الإيراني كان من بين الموضوعات التي تم بحثها، والمملكة تجدد تأييدها لجهود مجموعة (5+1) لحل الأزمة سلمياً وعبر الحوار، وندعو إلى استمرار هذه الجهود.
كما أننا ندعو إيران إلى الاستجابة لها، لإزالة الشكوك الإقليمية والدولية حيال برنامجها النووي، خصوصاً أن جهود المجموعة تضمن حق إيران ودول المنطقة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها. والمملكة تؤكد على أهمية أن ترتكز الجهود الإقليمية والدولية، على ضمان خلو منطقة الشرق الأوسط والخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، والأسلحة النووية خصوصا، أن يتم تطبيق المعايير على جميع دول المنطقة دون استثناء، بما في ذلك برنامج إسرائيل النووي، والتاريخ يشهد أنه لم يدخل سلاح في المنطقة إلى وتم استخدامه. وأكد سموه ترحيب الرياض وواشنطن بقرار الحكومة اليمنية وقف إطلاق النار في شمال اليمن، معرباً عن ألأمل في أن تلتزم بقية الأطراف بهذا القرار، لإحلال الأمن والاستقرار في ربوع اليمن الشقيق، وتوجيه الجهود نحو تعزيز وحدة اليمن الوطنية، وتحقيق نمائه وازدهاره. وحول الوضع في أفغانستان أكد سموه ضرورة مواكبة الجهود العسكرية لجهود مدنية موازية تهدف إلى مساعدة أفغانستان في تطوير بنية أفغانستان التحتية، وتحقيق تنميته الاجتماعية والاقتصادية، ودعم المصالحة الوطنية بين كافة أبنائه وهو الأمر الذي من شأنه انتشال الشعب الأفغاني من حالة البؤس والإحباط والتردي الأمني الذي تستغله التنظيمات الإرهابية لتحقيق مآربها. أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عقب محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس الاثنين في الرياض أن الصين ليست في حاجة إلى نصائح السعوديين لتحديد موقفها من فرض عقوبات محتملة ضد إيران.
واعتبر سمو وزير الخارجية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كلينتون في الرياض مساء أمس أن الصينيين يتحملون بجدية مسؤولياتهم في مجموعة خمسة زائد واحد وليسوا في حاجة لاقتراحات السعودية حول ما يجب عليهم أن يفعلوا. وكان سموه يجيب بذلك عن سؤال رداً على سؤال حول إمكانية أن تقترح الرياض على بكين ضمانات لإمدادها بالنفط ودفعها إلى التصويت في مجلس الأمن الدولي ضد إيران بشأن ملفها النووي. واعتبر سمو الأمير سعود الفيصل أن العقوبات حل على المدى البعيد. وأعلن مقربون من كلينتون أنها قد تطلب من المسؤولين السعوديين استخدام نفوذهم لدى الصين، التي ترفض فرض عقوبات جديدة على إيران، لحملها على تغيير موقفها.. وقال مساعدها المكلف بالشرق الأوسط جيفري فيلتمان إن للصين (علاقات تجارية مهمة) مع السعودية التي قد تغتنم تلك العلاقات (للمساعدة على تكثيف الضغط على إيران). وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون قد وصلت والوفد المرافق لها إلى الرياض في وقت سابق من نهار أمس في زيارة رسمية إلى المملكة تستمر ثلاثة أيام. وكان في استقبالها في مطار الملك خالد الدولي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسفير المملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور عادل الجبير وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة جون سميث ومندوب عن المراسم الملكية وعدد من المسؤولين.