ودارت دورة الزمان، وعادت بنا الأيام لنلتقي بأهل حائل وكرمهم الحاتمي يشعلون قلب الذاكرة بدفء الأهل المحبين المتوادين، حيث تنير سماء حائل أفعال هذا الوجود الإنساني المتفاعل بالحب والحماس مع حدث رائع فريد، يظهر روح الكرم، ويضيء القلوب بالبهجة، ليفيض اعتزازاً بهذه المناسبة السنوية التي تدفع بحائل إلى واجهة الأحداث الرياضية في العالم، فأي فخر لحائل وأبنائها.
ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أنوه بالمجهود الذي يبذله الإخوة القائمون على تنفيذ فعاليات الرالي، والتفاعل مع متغيرات مسابقة ضخمة بحجم هذا الرالي الدولي، وحل المشكلات حتى يخرج هذا العمل بأسلوب محترم، يعبر عن الحدث ومنطقة حائل، وما يثيره من فرحة في النفوس، تنطلق في حماس، يعبر أبناء حائل من خلالها عن حبهم لهذا الوطن.إن العاملين على نجاح هذه المناسبة -وفقهم الله- في الحفاظ على الرالي كجزء رئيس من الأجندة الدولية لسباقات (الباها) العالمية رغم الصراعات الإقليمية على حيازة هذا الشرف، وقد تحقق ذلك من خلال عمل جاد ومخلص، وتوجيه مباشر من صاحب السمو الملكي أمير منطقة حائل سعود بن عبد المحسن، ومتابعة من نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد، وقيادة ميدانية فاعلة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن خالد نائب رئيس الهيئة العليا لتطوير منطقة حائل.وتمثل المشاركات الشعبية في هذه المناسبة رغبة أهل حائل في دعم هذه المناسبة، والمشاركة فيها، وقد أتاحت الفعاليات المصاحبة للرالي الفرصة لكل من يرغب في المشاركة، ليعكس صورة من نشاط اجتماعي واقتصادي يدعم النشاط الرياضي، ويمتع الضيوف على هامش متابعتهم لفعاليات السباق.وقد بدأت فعاليات السوق الشعبي لرالي حائل 2010 قبل التدشين الرسمي لفعاليات المسابقة قرب منتزه المغواة السياحي؛ وهو يعتبر فرصة سانحة لأصحاب الحرف لعرض مهارتهم، وتسويق منتجاتهم الفلكلورية المحلية، حيث يتوافد عدد كبير من السياح إلى مناطق الفعاليات السياحية من مختلف أنحاء المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي من عشاق منتجات حائل الشعبية، وحرفها اليدوية، ومأكولاتها المحلية التي تشتهر بها بقاع حائل.وتعتبر مشاركات مختلف الجهات الرسمية والحكومية في دعم فعاليات رالي حائل الدولي من العناصر الأساسية، مثل دور المديرية العامة للشئون الصحية في تأمين الخدمات الصحية والإسعاف للمشاركين والجمهور في مواقع الفعاليات على أرقى درجات المهنية، والاستعداد لمواجهة الطوارئ، كذلك مشاركة إدارة المرور، للتحكم في إدارة فعاليات السباق، وتأمين المسارات، والسيطرة على كثافة الحركة المرورية في مدينة حائل، ومناطق الفعاليات الناتجة عن توافد الزوار بأعداد غير مسبوقة من المملكة وخارجها.ولا يمكن إغفال دور الأجهزة الأمنية التي تبذل جهداً جباراً في تأمين منطقة شاسعة تدور فيها فعاليات رياضية دولية، ويشارك فيها رياضيون معروفون على مستوى العالم، وبحضور مكثف من أبناء المملكة ودول الخليج العربي، وكل هذه المشاركات هي جزء من جهد مختلف الأجهزة في منطقة حائل، والتي لا يتسع المجال هنا لذكرها كلها، والواجب علينا تحيتهم وشكرهم على كل ما يقدمونه سواء كانوا من القطاعات الحكومية أو الأهلية.
إن نجاح هذا الحدث الضخم وإن كان نجاح للمملكة العربية السعودية، وإثبات لقدرة أبنائها على المشاركة في الفعاليات الدولية الرياضية وإدارة أحداثها بكفاءة إلا أنه نجاح لأبناء حائل، بدعم من أولى الأمر في المنطقة أساساً، وتشجيع لا حد له من القيادة السياسية التي تدرك أن الرياضة هي وجه حضاري لهذا البلد الأمين، رعاه الله وحماه.
مدير مكتب الجزيرة بمنطقة حائل