Al Jazirah NewsPaper Tuesday  16/02/2010 G Issue 13655
الثلاثاء 02 ربيع الأول 1431   العدد  13655
 

الشيخ الحناكي.. تبكي عليك البواكي

 

فجعت محافظة الرس برمّتها بفقد أبرز أعيانها وأبرز رجالاتها المخلصين وأحد أجواد العرب في العصر الحديث الشيخ صالح بن مطلق الحناكي بعد عمر مديد أفناه في خدمة هذه المحافظة بكل ما آتاه الله من مال وجاه، أجل توفي الرجل العصامي الذي استطاع بعصاميته أن يبرز نفسه كأحد الشخصيات المجتمعية الكبيرة في المنطقة، وأن يبرز معه اسم ومكانة الرس التي أحبها وأحب تاريخها وأمجادها، وأكرم ضيوفها وزوّارها ودعم جمعياتها ومراكزها الاجتماعية والخيرية والدعوية والإنسانية على وجه الخصوص، وأغدق المساعدات على فقرائها وأيتامها وأراملها ومعسريها. أجل مات الرجل الذي كان يحب الناس ويقدرهم ويتواضع لهم ويزور مرضاهم ويتبع جنائزهم ويجيب دعواتهم، حتى في آخر حياته عندما قلّ نشاطه، فكان يتحامل على نفسه ويجاملهم بحضور مناسباتهم. رجل كريم وفريد في أخلاقه وكرمه وتعامله، فلا غرابة أن يحظى بهذا القبول في حياته، وبهذا الشهود المنقطع النظير لجنازته والصلاة عليه في مسجده الذي اكتظ بالحضور قبل ساعة من الأذان، كما اكتظت الساحات والشوارع المجاورة للجامع بالمصلين في مشهد جنائزي لم أر له مثيلاً. أما في المقبرة فقد استغرق الدفن والتعزية كل الوقت بين صلاة العصر وغروب الشمس بسبب كثرة المشيعين الذين كانوا يحضرون أفواجاً من كل مكان، لأنّ الفقيد - رحمه الله - كان محبوباً ومعروفاً من قِبل الكثيرين من المشايخ والوجهاء والأعيان على مستوى المنطقة، فضلاً عن المشمولين بصدقاته من سائر الناس. وأخص من المشايخ والأعيان الشيخ محمد بن صالح السحيباني قاضي ورئيس محكمة البدائع الذي خصص - حفظه - الله جزءاً من درسه الأسبوعي الذي يلقيه في جامع عبد الله بن عباس في محافظة الرس خصصه للحديث عن بعض ما يُعرف من خصال هذا الرجل وحبه للخير، وأسهب في الترحم عليه والدعاء له فأبكى الحاضرين وأنا منهم، وهيّج أحزانهم بفقد هذا الرجل الخيِّر حتى قلنا: ليته سكت. والشيخ السحيباني - حفظه الله - محدث موهوب وصاحب ثقافة واسعة تتوارد عليه الأفكار والخواطر والقصص والمواقف والنصوص من الكتاب والسنّة، فيسترسل في الحديث وكأنه يقرأ من كتاب، لا يتعتع ولا يتوقف ولا يكرر الكلام ولو كان لهذا الزمان سحبان لحسبته هو. حفظه الله وأكثر من أمثاله من المشايخ والدعاة المعروفين بسلامة التوجه والسير على نهج السّلف في دروسه ومواعظه مع الأخذ بالنافع من فقه الواقع. وكتب خطواته من مقر إقامته في محافظة البدائع لإلقاء درسه الأسبوعي في جامع عبد الله بن عباس في محافظة الرس في ميزان حسناته وتقبل دعواته المخلصة للفقيد الغالي والذي ليس لنا عزاء في فقده إلا أنه إن شاء الله قد فاز بلقاء ربه وهذه أغلى المنى وخير من الدنيا وما فيها، نقول هذا ولسان حال كل منا يقول:

جاورت جيراني وجاور ربه

شتان بين جواره وجواري

محمد الحزاب الغفيلي – الرس


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد