جدة - فهد المشهوري - تصوير محمد الدوسري - محمد الطالبي
أبدى مشاركون في منتدى جدة الاقتصادي أمس انزعاجهم من المبالغة في الحديث عن تأثير النفط على التغيرات المناخية وذلك في ظل تنامي الدعوات الى استخدام بدائل جديدة كالطاقة الشمسية والطاقة النووية السلمية. وشهد اليوم الثاني للمنتدى جلسة ساخنة تحت عنوان «الطاقة والبيئة»، وقال دانيال نيلسون رئيس مبادرات نيلسون الإستراتيجية أن أمريكا والصين هما أكثر الدول الملوثة للمناخ في العالم. وقال مستشار وزير البترول والثروة المعدنية الدكتور محمد الصبان إن هناك مبالغة بالفعل في الحديث عن تأثير النفط على التغيرات المناخية، مبيناً أن المملكة ودول الخليج لا تشعر بارتياح أحياناً عند الحديث عن التأثيرات السلبية للوقود الأحفوري ولكن هذه الدول سعيدة بأن أسندت إليها مهمة تأسيس رؤية للطاقة النظيفة وهذه خطوة مهمة ونأمل أن نؤسس شبكة فاعلة في هذا المجال خلال الثلاث السنوات القادمة.
وشدد على أن المملكة ودول الخليج معنية بتحقيق استقرار الأسعار في أسواق النفط العالمية نظراً لامتلاك هذه الدول احتياطات ضخمة من النفط تصل نسبتها إلى 23% من الاحتياطي العالمي بما يفوق 264 مليار برميل من النفط وهي قادرة على تلبية الاحتياجات العالمية من الوقود الأحفوري. وقال الصبان إن المملكة أثبتت أنها يمكن الاعتماد عليها كمصدر موثوق للطاقة والمجتمع الدولي يعلم ذلك تماماً، مشيراً إلى جهود الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي لزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة معتبراً أن هذه الجهود سيكون لها تأثير سلبياً على استهلاك النفط. وأشار الصبان إلى أن دول الاتحاد الأوربي ستعتمد 10% من هذه الطاقة بحلول 2020 كما تسعى أمريكا والصين والهند إلى الهدف ذاته، واستنكر الصبان على الدول الصناعية دعم استخدام الفحم بقوله: عندما نرى أن هذه الدول تدعم استخدام الفحم فإن الأمر لا يخلو من الغرابة لأن الفحم أكثر تلويثاً للبيئة من النفط.
وأكد الصبان أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خطط لوضع المملكة على خريطة اقتصاد المعرفة، وتم بالفعل اتخاذ الخطوات الجادة لإيجاد البيئة المناسبة لهذا النوع من الاقتصاد لخدمة الأجيال القادمة وخصوصاً أن 50% من سكان المملكة دون 21 عاماً، موضحاً أن المملكة تدرك جيداً أهمية تنويع مصادر الدخل والتحول إلى مجتمع المعرفة في ظل الدعوة العالمية لتخفيض الاعتماد على النفط والوقود الإحفوري بدعوى تأثير هذا الوقود على البيئة والمناخ العالمي. وأكد أن المملكة تدرك احتياجات المستقبل ولن تقف مكتوفة الأيدي عندما يستغني العالم عن النفط وإن كان ذلك لن يحدث نظراً للدور الهام والمحوري للنفط والوقود الإحفوري في التنمية واحتياجات العالم المتزايدة من الطاقة.من جهته أكد مدير الأبحاث في أوبك الدكتور عدنان شهاب الدين على ازدياد أهمية الطاقة مستقبلاً خاصة للدول النامية لمواكبة احتياجات عمليات التنمية داخل هذه الدول موضحاً أن هناك العديد من الاستكشافات المحتملة ولاسيما مع استخدام التقنيات الحديثة. وأوضح شهاب الدين بأنه يجب تحويل التحديات إلى فرص من خلال التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه خصوصاً أن دول المجلس يمكن أن تستفيد من إنتاج الطاقة الشمسية بسهولة لتلبية احتياجاتها المتزايدة من تحلية المياه. كما يجب على الغرب الاستفادة من تحدي ملوثات الفحم وتحويله إلى فرصة من خلال استخلاص الكربون من الفحم. أما في مجال الطاقة النووية فإنها لن تنافس النفط على المدى القريب ولكن قد يكون لها دور مهم بعد 40 أو 50 عاماً، كما أن هذا النوع من الطاقة (النووية) يتطلب التزاماً دولياً بعيد المدى إضافة إلى أن الطاقة النووية يكتنفها الكثير من المشكلات أهمها التخلص من النفايات الضارة بالبيئة.
من جانبه قال دانيال نيلسون رئيس مبادرات نيلسون الإستراتيجية إن عصر النفط لن ينتهي وإن زيادة الطلب على النفط في الأسواق العالمية ستستمر رغم التوسع في استخدام الطاقة الشمسية. فالدول النامية ستستهلك الكثير من النفط لحاجتها إلى النمو والازدهار ولكن المهم أن تظل أسعار النفط متوازنة، وفيما يتعلق بالتغيرات المناخية قال نيلسون إن أمريكا والصين أكبر الدول الملوثة للمناخ في العالم وإن الدولتين لن يستطيعا الوفاء بتعهداتهما لتقليل تأثير الانبعاثات، فأمريكا فقط تنتج سبعة مليارات طن من الغازات الملوثة وتخفيض هذه الكمية يتطلب إنشاء العديد من محطات الطاقة البديلة ومحطات التخزين وهذا ما يصعب تحقيقه.