قبل عشر سنوات تقريبا طرحت قضية للنقاش، مع تأسيس موقع الصحفي الإلكتروني، حول بيع الرجال الملابس الداخلية النسائية، الموضوع شكَّل إزعاجا لبعض التيارات المتشددة، بعد أن أشغلها نوعية الطرح والتفاعل والمشاركة، وعمدت إلى تشويه التجربة، ثم عملت على حجبها وإسقاطها، مستفيدة من نفوذها لإيقاف خدمة حوارية وطنية تفاعلية، لتحافظ على منتدياتها الظلامية.
طُرحت حينها بعفوية وصدق أفكار في هذا الصدد، وقُدمت اقتراحات، كان من أبرزها منع الرجال من العمل في هذه المواقع وإتاحتها كفرص عمل للمرأة، بعد ذلك بسنوات ست، طرحت جهات حكومية، بما فيها وزارة العمل الفكرة وحاولت أن تتبناها وتدعمها، وقالت إنها تطالب باستخدام نساء في تلك المتاجر.
لكن عين الخطاب المتشدد، الذي ينظر إلى الأشياء بنظرة أحادية تتلخص في منع توسيع مجالات عمل المرأة، عملت على إيقاف تنفيذ القرار، فالمهم أن تبقى المرأة مهما بلغت من حكمة وعلم وقيمة وشخصية في بيتها، وكل فكرة تحاول إتاحة الفرص لعمل نظامي للمرأة هي غزو خارجي، ومحاولة هدم، حتى وإن تلخصت الفكرة أو المشروع في بناء أمة وسد حاجة.
موقع ال(بي بي سي) نقل أن ناشطات سعوديات دعون النساء إلى مقاطعة محلات بيع الملابس الداخلية النسائية التي تستخدم رجالا، واستخدمت الناشطات صفحتهن على الإنترنت للدعوة للمقاطعة.
- وحين اتصل بي صحفي ال(بي بي سي) وقال:» جميع العاملين في متاجر بيع ملابس النساء الداخلية في مجتمع محافظ جدا مثل السعودية هم رجال، بينما يمنع على الرجل والمرأة الاجتماع في أماكن مغلقة، حتى وإن كانوا أقارب..؟»
- قلت له: «لقد أعطيت رأيي في الموضوع قبل عشر سنوات!».
ليس صعبا توظيف النساء في متاجر بيع الملابس النسائية، ولكن في النظام غموضا متعمدا، وحزما أقل، وهو ما يتسبب في مضايقة كل من يفكر أو يحاول توظيف النساء، وهو ما يفسر أنه وعلى الرغم من صدور قانون في العام 2006 يسمح للنساء بالعمل في هذه المحلات، إلا أن الواقع لم يتغير إطلاقا.
التقرير نقل أيضاً (أن الأمر ليس مريحا حتى للرجال الذين يعملون في هذه المتاجر، فالأمر محرج لهم! وهم محتارون بين القيام بما هو مطلوب منهم كبائعين، والخوف من القيام بتصرف قد يفهم منه أنه تجاوز للحدود).
الحل الطبيعي والعادي هو أن تقوم المرأة ببيع الملابس الداخلية النسائية لبنات جنسها، لكن وإن كان هذا وضعا طبيعيا إلا أنه قد لا يتناسب مع واقع مائل، كما في هذا النموذج المقلوب، حيث الرجل يبيع علانية ملابس النساء الداخلية في مجتمع محافظ..!!
إلى لقاء..