نتفق مع معالي وزير الصحة د. عبدالله الربيعة عندما يقول: (أن الوزارة -الصحة - حولت اهتمامها من المستشفيات والمباني إلى المريض حيث جعلت المريض هو محور اهتمام النظام الصحي ليتم من خلال ذلك وضع الخدمات الصحية وتنظيمها بناء على احتياجات المريض بعد أن كان التركيز على المستشفيات وجعلها المحور الأساسي للخدمات الصحية. وهذه الخطوة تأتي وفقاً لما هو معمول به في الدول المتقدمة التي نجحت في تقديم خدمات صحية حققت رضا المستفيدين منها).
انتهى تصريح معاليه نشرته الصحف الأسبوع الماضي وحرصت أن أورد خلاصة التصريح كاملاً لأنه يشكل توجه جديداً للوزارة في الفترة القادمة وهو الاهتمام بالمريض كمحور لخطط الوزارة لأن وزارة الصحة تقوم أساسا على طالب الخدمة المريض بصفته الأساس التي خصصت له ميزانية الدولة وبناءً على ذلك أنشأت المستشفيات وتم تعيين أطباء وجهزت العيادات.
لكن ذلك سيكون منقوصاً ومكلفاً لو أن وزارة الصحة بنت فلسفتها على هذا التوجه الجديد واعتمدت على العلاج بالمستشفيات الأهلية وإرسال المرضى للعلاج في الخارج... والاستشهاد الذي ذكره معالي الوزير بأنه نظام معمول به في الدول المتقدمة التي نجحت في تقديم خدمات صحية وحققت رضا المستفيدين...
تلك الدول أكملت البنية التحتية للمستشفيات والجهاز الطبي منذ عقود بل أن هناك مستشفيات في أوروبا تعود للقرن السابع عشر ولديها أنظمة صحية تعمل بها منذ ذلك التاريخ وخط مساند آخر وحيوي لمستشفيات الدولة هو الضمان الصحي والتأمين الطبي الشامل لموظفي الدولة والقطاع الخاص وحتى المقيمين والزوار.
لكن هذا التوجه وان كان جديداً فانه يخالف بعض الحقائق على ارض الواقع فعلى سبيل المثال ما هو تبرير وزارة الصحة في الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى الموت كما هي قضية المواطنة ندى إبراهيم التي توفيت نتيجة خطأ طبي أثناء قيامها بإجراء عملية استئصال للمرارة في مستشفى الملك فهد التخصصي في بريدة..
وأيضا كيف تحول مستشفى تم بناه قبل (25) سنه لتغطية منطقة سكانها في تلك الفترة اقل من مليون يتحول إلى ملتقى للمرضى من منطقة القصيم وأطراف مناطق المملكة المتاخمة لمنطقة القصيم القريبة من النطاق الإداري للمنطقة مثل: الحدود الشمالية، وحائل، والمدينة المنورة، ومنطقة الرياض.
ولم يتم تطويره بنظام التشغيل الذاتي والتجهيزات المتطورة رغم انه كموقع جغرافي يتعرض وباستمرار للإمطار الموسمية لانخفاضه وقربه من مجرى للسيول وهذا يؤثر على عطائه موسمياً.
وأيضا تضاءل طاقته الاستيعابية مقابل زيادة عدد السكان سنوياً حيث بقيت طاقته كما هي دون تطوير ومدينة بريده الكبرى كونها قاعدة المنطقة شارفت حالياً الوصول إلى المدينة المليونية بالنسبة للسكان وتحتاج إلى مستشفى آخر يساند المركزي والتخصصي أو البدء في إنشاء مدينة طبية كبرى والتعجيل بإنشائها وفقاً لخطط الوزارة وتوجه معالي الوزير بإنشاء مرجعيات كبرى ومدن طبية في مناطق المملكة.