Al Jazirah NewsPaper Monday  15/02/2010 G Issue 13654
الأثنين 01 ربيع الأول 1431   العدد  13654
 
مستعجل
شركة النظافة.. مزعجة آخر الليل..
عبد الرحمن السماري

 

قرأت خبراً في إحدى الصحف.. عن معاقبة امرأة في إحدى الدول في المحكمة.. التي أصدرت حكماً بإدانتها وتطبيق العقوبة عليها.. وكل جريمتها.. أنها تأتي آخر الليل من عملها ثم تسير في الممرات ويزعجهم (صقع) أو (وقع) كعبها العالي على البلاط.. فأدانتها المحكمة وعاقبتها لأنها مزعجة لسكان العمارة.

تذكرت هذا.. وأنا أشاهد وأسمع يومياً.. سيارات شركة النظافة وهي تطوف آخر الليل قرابة الفجر.. وتستخدم شاحنات قديمة تسمع صوت الفرامل وكأنه صوت صاعقة يتردد على مسامعك لأكثر من ربع ساعة.. في صوت مخيف يزعج الكبار والصغار.. ويتبعه صوت آخر مثله.. حيث يحرص السائق على دفع السيارة بالقوة للسير.. فتسمع صوتاً آخر لا يقل عن صوت الفرامل.. ثم أصوات العمال وهم يصيحون (وقف) أو (حرك) (بلغة بلدهم).. ثم رمي البراميل والحاويات بعنف.

ماذا لو أن شركة النظافة التي تزعجنا كل يوم بهذه الأصوات المخيفة موجودة في هذا البلد.. الذي عاقب المرأة على سيرها بالكعب العالي آخر الليل.. كيف ستكون عقوبة هذه الشركة التي تزعج مدينة بكاملها.

هذه الشركات.. تزعجك يومياً بأربعة أصوات متلاحقة..

صوت الوقوف.. تلك الفرامل التي تشبه الرعد أو الصاعقة.. ثم صوت صياح العمال عند طلب التوقف أو الحركة.. ثم صوت رمي البرميل أو الحاويات.. ثم صوت (دعسة) البنزين أو الديزل لهذه الخردة.

** شوارع الرياض.. تتحول آخر الليل إلى ما يشبه المعارك.

سيارات تصيح.. وبراميل تتدحرج.. وعمال يصيحون.. وروائح كريهة ودخان ديزل أسود..ثم تأتي سيارة رش المبيدات وتكمل الناقص.. عندما تتوصى بالمصلين لصلاة الفجر وتحشرهم بدخان المبيدات.. بل ربما حشرتهم داخل المسجد.. عندما يطوف سائق السيارة على كل شوارع المسجد بهذا الدخان الكثيف.

** فهل تدرك شركة النظافة أنها تزعج عباد الله يومياً آخر الليل؟

أم أن الأمر سيان.. لا مشكلة؟!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد